رمتْ الوقتَ بقوسِ قُزح


ناصر الحاج – العراق


(1)
سأرمي
 قلبي
 هذا الأحمرَ
 في النهرِ
 ربما يصبح
أخضرَ
كالعشبِ
وأمشي حياديا
ووحيدا
كلما سألني
أحدهم
أقولُ
إنكِ تستحمين
بهذا النهر
 الأزرق
تصطادين ليَّ
الأيام
التي سقطت
مضرجة بالحرب
في
في وضَح
الليل
تحتَ مظلاتِ التنوبرِ
الحريرية ِ
البيضاء
التي تشبهُ
القمر
 ..

(2)
أقفُ أمامك وأمحوني
أعرفُ أني بدّدتُكَ
بسحرِ مواويلِ
الجنوب ِ
لكنكَ بدّدتني
وأنتَ تعدُّ الرصاصَ
 المذنبِ الألوان
لكني قُربك دائما
 أرتقُ
 جروح الهواء
بقصيدة ٍلاصقة
كنت أخشى عليك
 التسرب من البلاد
وأخشى علينا
أن تفلت من دمي
ومن الفراق..

(3)
كُل شيء يختبئ
أو يذهب بعيدا
الإمساك بالأشياء
التي لاتمتلك اسمًا
أو دلالة على إنها
موجودة فعلا
مهمة شاقة
لكني أعرفها
تلك
التي تهطل فجأةً
كالمطر
تبلل أحشاءك
او ما تبقى منها
تلك التي
لا تعرف أبدا
أين تختبئُ
أو إلى
 أين تذهب
بعيدا..

(4)
07:02 ص
حين تمضي
إلى حيث لا يحدث شيء
حين تعود
 بلا مبرر سوى أن تعود
حين تشعر
 أنك لم تر من حيث أتيت
حين تكون غالبا  حيث لا تريد
حين تبحث عني لتعرف أين أكون
لن أتذكر ذلك أبدا
وليس هناك ما يدل على أنك هنا
فيما كنت تود لو أنك تعرف أين
أنت الآن
ثمة ما يغري بالبقاء
في هذا الهلام..

(5)
المرأةُ
التي تشبهُ أزرق َ
 البحرِ
رمتْ الوقتَ
بقوسِ قُزح
وتركته
بِلا مأوى
يحملُ ضحكتها
يطوف بأسواقِ
الدهشة ِ
يبشر بمجد
الإنسان
ذلك الذي ينتظر
سكون دمه
ليراها..

(6)
كل شيء يمضي
اسمك
اسمي
الضحكة الساحرة
المسافة والطريق
الوردة والرصبف
بهجة الربيع
في شهيقنا الاخير
يكمن سحره
الموت
يفك اشتباكنا
لابدية دهماء
حيث لا الم
ولا دواء ..
(7)
تنطفيء الجهات
بمقدار حزنك
تذهب لبائع الفرح
يغلق دكانه
لانتهاء صلاحيتك
تسأل عابرا
الى أين يمضي
كل هذا الصراخ
يقول الى حيث التفتت
مابين الرصاصة والقتيل
لا احد يرى الحزن
على وجه شاعر
يراود زهرة اللوز
عن لونها
تقول الشفيعة
ان طريق الحب
مني اليك
محفوفة بالقبل
فتعال غني
ليورق في الفلب
ذاك السلام
أنا الذي تصطف
خلفي الجهات ..
(8)
في منتصفِ الحبِ
قفزتْ الحربُ
من عربةِ العتمة ِ
على قلوبِنا الطيبةِ
.

كانَ أبي
في آخرِ الدمعِ
يلّم ُهشيمُنا
ويدخّنُ أولادهُ
واحدٌ ًبعد الآخر
حتى تخرجُ الشمسُ
من جيبِ الحارسِ
ويطلق صافرةَ الإنذارِ
بين الملجأ والآخرَ
موتٌ أحمرٌ
وأنا أكتبُ شعراً
عن فستانِ حبيبتي
الأزرقَ الموشحَ
بالأخضرِِ
.

كان جميلٌ
أن تُحيطَ الغابةُ
بالبحرِ
كانت البندقيةُ
باقةَ وردٍ
الرصاصاتُ الجامحاتُ
قلائدٌ
هكذا يبدو
 الخندقَ
شرفةً للقاءِ
.

مظلةُ التنويرِ
 قمرٌ
وأكياس َ
الرملِ مقاعدٌ
وأنا بانتظارِ
 كليهما
حبيبتي أو
طلقةُ  قناصٍ
.بين الفجرِ
وهطولَ الرصاصِ
 .

كان القصفُ شديداً
و صديقي
يشربُ عرقاً أبيض َ
بصحةِ الموتِ
الذي انتصر
في نهايةِ الحرب ِ..

 

تعليق عبر الفيس بوك