"الويب 2.0" وأهميتها في العملية التعليمية

 

عمرو عبد العظيم

يسعى خبراء التعليم في شتى البلدان إلى اكتشاف أفضل الطرق والوسائل لتطوير التعليم وتجويد مخرجاته، ويسلكون في ذلك عدة طرق منها دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية ومن ناحية أخرى مواكبةً للتطور التكنولوجي المتسارع، بشكلٍ يجعل من يتأخر عن مزامنة هذا التطور لا يستطيع التكيف مع هذا النمط الجديد ويتقادم أسلوبه وتتبدد طريقته، ولما كان التعليم هو الأساس لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية كان لابد من مزامنته مع هذا التطور المعلوماتي الهائل، فظهرت العديد من الأدوات التكنولوجية والتطبيقات التي تخدم الحقل التعليمي التربوي (Valerio&Valenzuela,2013) وظهرت الإنترنت كإحدى أدوات التكنولوجيا لما لها من قنوات وتطبيقات جعلت ربط العالم من ناحية المعلومات ومصادرها أسرع وأسهل بكثير من أي وقت سابق، فظهر الجيل الأول من الإنترنت والتي قد يطلق عليها web 1.0 وبعدها مباشرة ظهر الجيل الثاني منها وعرف web 2.0 (أبو راية ،2017) وفي هذا المقال سنعرض لمفهوم web 2.0 وأهميتها في التعلم والتعليم، حيث يُعد مفهوم web 2.0 هو الجيل الجديد الثاني من الخدمات على شبكة الإنترنت لبيان أكثر الطرق والوسائل للإفادة من اليوتيوب كأحد تطبيقات الويب 2.0 الفعالة والأكثر شهرة وتنوعاً في الاستخدام.

 

مفهوم الويب 2.0:

يمثل الويب 2.0 مفهوماً حديثاً لمجموعة متنوعة من خدمات الجيل الثاني (أبو راية،2017) من الإنترنت التي تعمل على زيادة مشاركة المستخدم في بناء وإثراء المحتوى على الشبكة وزيادة التشارك والتعاون بين المستخدمين لبناء مجتمعات إلكترونية، وقبل ظهور مفهوم الويب 2.0 كانت هناك صفحات ثابتة تنتمي لجيل الويب 1.0 ثم ظهر ما يسمى بالويب 1.5 وهي بداية الصفحات الديناميكية، ومع وجود خلط بين مفهوم شبكة الإنترنت وشبكة الويب حيث يُعد الويب إحدى خدمات شبكة الإنترنت ويذكر أنه أطلقت كلمة ويب 2.0 لأول مرة أثناء اجتماع شركة أوريلي وميديا لايف إنترناشونال عام 2005 وتم الاتفاق على تصنيف مواقع الويب حسب طبيعتها إلى ويب 1.0 وويب 2.0 ويمكن لنا ببساطة تعريف الويب 2.0 بأنه تطبيقات متنوعة معتمدة كلياً على الشبكة العالمية، شملت هذه التطبيقات مميزات جديدة ذات قيمة مُضافة غَيرت طبيعة المحتوى وطريقة تفاعل المستخدمين مع هذا المحتوى. (Rolfe,2016)

 

أهمية الويب 2.0 في العملية التعليمية:

تتعاظم أهمية الويب 2.0 بشكل واسع جداً في العملية التعليمية حيث يمكننا توظيف تطبيقاتها في جميع المراحل الدراسية والاستعانة بها في عمليتي التعلم والتعليم وكمحور أساسي في الإدارة المدرسية وفيما يلي عرض لأهميتها في هذا المجال:

 

* الويب 2.0 من أكثر الوسائل جذباً لانتباه المتعلمين لتوفر تقنيات فائقة الإثارة لحس المتعلمين.

 

* تعمل الويب 2.0 على ترسيخ تفاعل المتعلم وأهمية مشاركته. (إبراهيم،2014)

 

* تهيئ بيئة التعلم التعاوني فتجعل من جميع الطلاب مجموعات متشاركة بفاعلية

 

* رفع طموح الطلاب إلى الوصول بهم لتصميم تقنيات مُشابهة لتلك التي يدرسون من خلالها.

 

* زيادة التفاعل الاجتماعي وفتح المجال للحديث عن النفس بين الطلاب لزيادة انخراطهم في الممارسات التعليمية. (TUCKER,2014)

 

* تساعد الأفراد على عملية التعلم المستمر حيث يمكن الاستمرار في التعلم مدى الحياة من خلال تطبيقات الويب 2.0 اللامتناهية.

 

* تيسير تبادل المعارف والمهارات بين المتعلمين والمعلم وبين المتعلمين أنفسهم وبينهم وبين المتخصصين.

 

* تُساعد على إدراك أوسع للمفاهيم والمعارف المجردة من خلال التجارب وتطبيقات الويب 2.0 مثل تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي.

 

* تقريب البيئة البعيدة التي يصعب الوصول إليها من المتعلم من خلال التطبيقات المختلفة حيث البعد عن الأخطار والتجريب الذي قد يؤثر على سلامة المتعلمين.

 

* مع تطبيقات الويب 2.0 تغيير دور المعلم من ملقن تقليدي إلى مرشد للمتعلمين قائداً للموقف التعليمي وداعماً له حيث يوظف التطبيقات في عرض المحتوى والأنشطة التعليمية.

ومن هنا أحس القارئ الكريم الذي يعمل في مجال التعليم أن يطلع على تطبيقات الويب 2.0 ويأخذ منها ما يُناسب طلابه ومحتوى المادة التي يقوم بتدريسها، وإن كان لا يعمل في هذا المجال فهو ربما أحد أولياء الأمور ويمكن له أن يثرى تعلم أبنائه من خلال هذه التطبيقات واسعة الانتشار مع الحرص على عدم انجراف الطالب خارج المحتويات التعليمية الأخرى التي لا تُفيده أو تمثل خطرًا فكريًا أو سلوكيًا عليه.

 

amrwow2010@gmail.com