الرئيس الصيني يجدد التعهد بمزيد من الانفتاح الاقتصادي أمام المستثمرين الأجانب وخفض الرسوم الجمركية

 

بواو، بكين- رويترز

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس الثلاثاء بفتح اقتصاد البلاد أكثر، وخفض الرسوم الجمركية على واردات منتجات من بينها السيارات في كلمة ينظر إليها على أنّها محاولة لنزع فتيل خلاف تجاري متصاعد مع الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أنّ معظم التعهدات تأكيد لإجراءات أعلنت من قبل وتقول مجموعات أعمال إن تنفيذها تأخر كثيرا إلا أن تصريحات شي دفعت التعاملات الآجلة على الأسهم الأمريكية والدولار والأسهم الأسيوية للصعود. وصرح شي بأن الصين ستفتح السوق أمام المستثمرين الأجانب بشكل أكبر كثيرا، وهي شكوى رئيسية للشركاء التجاريين ونقطة خلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بفرض رسوم بمليارات الدولارات على سلع صينية. وكان ثمة ترقب لكلمة شي في منتدى بواو من أجل آسيا في إقليم هاينان الجنوبي بوصفها من أول الخطابات المهمة التي يلقيها في العام الذي يحتفل فيه الحزب الشيوعي الصيني بمرور 40 عاما على بدء إصلاحات اقتصادية وانفتاح تاريخي بقيادة الزعيم الأسبق دنغ شياو بينغ.

وقال شي إن الصين سترفع سقف الملكية الأجنبية في قطاعات صناعة السيارات وبناء السفن والطائرات "في أسرع وقت ممكن" وتمضي في تنفيذ إجراءات أعلن عنها في وقت سابق لفتح القطاع المالي. وتابع "هذا العام سنخفض إلى حد كبير الرسوم على واردات السيارات وفي نفس الوقت سنخفض الرسوم الواردات على سلع أخرى".

ويتعهد مسؤولون صينيون منذ عام 2013 على الأقل بتخفيف القيود على المشروعات المشتركة الأجنبية في قطاع السيارات مما يسمح لشركات أجنبية بالاستحواذ على حصص رئيسية. والحد الأقصى للملكية في هذه المشروعات حاليا 50 بالمئة بينما لا يسمح بإقامة مصانع مملوكة للأجانب بالكامل.

وفي سياق متصل، ذكر تقرير لمجموعة روديوم ولجنة العلاقات الأمريكية الصينية أن استثمارات الصين في الولايات المتحدة تراجعت بأكثر من الثلث إلى 29 مليار دولار من مستوى قياسي بلغ 46 مليار دولار في عام 2016 وهو أول تصحيح كبير في عشر سنوات. وذكر تقرير صدر أمس أن السبب الرئيسي لذلك سياسات الحكومتين على جانبي المحيط الهادي وتحديدا مساعي بكين لكبح نزوح رأس المال للخارج والتدقيق المكثف من جانب واشنطن في صفقات الاستحواذ الصينية بالولايات المتحدة. ويأتي التقرير في وقت يتصاعد فيه الخلاف بين الولايات المتحدة والصين بسبب التجارة. وحذر التقرير من أن "السياسة العدوانية لاسيما من جانب واشنطن" تلقي بظلال قاتمة على العلاقات الاقتصادية. وفي عام 2017 انخفضت قيمة صفقات الاستثمار المباشرة المعلنة من الصين في الولايات المتحدة بأكثر من 90 بالمئة مقارنة معها قبل عام بينما جزء كبيرة من الأموال التي استمرت في التدفق على الولايات المتحدة كانت مرحلة من صفقات 2016. وذكر التقرير أن متوسط قيمة الصفقة انخفض إلى 215 مليون دولار من 356 مليون دولار. وتابع أنّ الاستثمارات الأمريكية في الصين استقرت عند 14 مليار العام الماضي من 13.8 مليار قبل عام.

تعليق عبر الفيس بوك