نادي النصر "هيبة ملك"

 

محمد العليان

 

هو نادٍ صاحب بطولات متعددة، يملك جمهورا مخيفا، نجومه تغزوا الملاعب والمنتخبات، يعشقه المسن والصغير، فاز بجميع أنواع الألقاب وأطلق عليه النقاد لقب "الملك" أو كما تحب جماهيره أيضا أن تطلق عليه الموج الأزرق "الغبة" أعمق مكان في البحر. إنه نادي النصر اسم تاريخي وجميل في الكرة العمانية، الفائز ببطولة كأس صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لكرة القدم، حيث كان مساء الخميس الماضي يوما تاريخيا لفريق نادي النصر بالتتويج بالبطولة الخامسة في تاريخه أغلى الكؤوس والبطولات. الفوز بالكأس حلم يتجدد لفريق النصر بعد 12 عاما من الغياب، وكان آخرها عام 2005 حيث الخطوة ما زالت ثابتة على الأرض تشع بالأمل، وروح العطاء متجددة مع الإنجازات الزرقاء. فريق النصر من أكثر الأندية وصولا للمباراة النهائية؛ تقريبا 10 نهائي وكثيرا كان النصر وصيفا لكن هذه المرة الكأس أنصف الفريق وعاد لدولابه بقدر ما أنه قتل النصر الحظ. وصول فريق النصر للمباراة النهائية ومن ثم فوزه بالكأس هو نتاج عمل كبير وتضحية وصبر وعمل جماعي من إدارة النادي. حيث كان الهدف واضحا وصريحا وهو الانتقال بالفريق لمرحلة جديدة وبالذات في هذا الموسم الرياضي. إدارة تعمل بصمت وتصمت وتقدم العطاء وتتحد وتتوحد عند هدف واحد وهو "النصر" وإذا استمر العمل والهدف بنفس النهج فلا خوف على النصر.

من الناحية الفنية فريق النصر حسم النهائي بالخبرة وعلى طريقة الكبار بالضربات الترجيحية بعد أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2/2 ويمكن القول إنّ فريق صحار بدا متخوفا كأول مباراة تلعبها عناصر الفريق في نهائي بطولة. أما فريق النصر فكان أفضل ثقة وأقل توترا وأفضل تنظيما ولعب عامل الخبرة دورا كبيرا في المباراة؛ رغم أنّ المباراة كانت نوعا ما متكافئة في بعض أوقاتها.

عاب فريق صحار أن البديل مفقود في دكة البدلاء، وميزة النصر كانت أن دكته فيها بدلاء وأوراق رابحة ولا يعاني كثيرًا على صعيد الأداء، وامتاز النصر - وكانت من أسباب نجاحه وفوزه- بأنّ إدارة النادي عرفت حسن الاختيار للجهاز الفني والإداري للفريق؛ كمنظومة عمل واحدة. حيث كان التعاقد مع المدرب المصري حمزة الجمل ضربة معلم، وكذلك تولى قيادة الفريق اللاعب الموهوب والنجم فوزي بشير كرئيس لجهاز الكرة وطاقمه؛ كاختيار موفق جدا ومكسب كبير للفريق. فتحقق الاستقرار للفريق من منتصف الموسم الماضي ومن ثم في هذا الموسم تمت المنافسة على البطولات.

هذا الإنجاز وراءه رجال وجنود مجهولون عملوا بصمت من أجل النصر فقط، وهذا الإنجاز هو فخر واعتزاز ولحظة تاريخية لكل من عمل واجتهد من لاعبين ومدربين وإداريين وجماهير؛ وبالأخص مجلس إدارة النادي والشيوخ والداعمين وكل محافظة ظفار.

نادي النصر ارتبط ارتباطا وثيقا بالمنصّات التتويج والجواد الأصيل لا يظهر إلا في الأوقات الحاسمة وها هو الملك النصراوي يظهر ويسابق الريح، ويخطف البطولة ويجبر الجميع على التصفيق له.

أماّ فريق صحار فنرفع له القبة لأنّه قدم مباراة كبيرة ورسمت جماهيره لوحة فنية جميلة في الملعب والمدرجات، وأثبتت أنها الجماهير رقم واحد في الوسط الكروي حضورا وعددا. وهناك عمل كبير ينتظر الفريق وهو بكل صراحة فريق يستحق البطولة من واقع ما قدمه خلال الـ 3 مواسم الماضية. كلمة حق أخيرة؛ نشكر كل الجهود وكل من ساهم في إنجاح البطولة. ونبارك للملك النصراوي الفوز بالكأس الغالية، وخيرها في غيرها لفريق صحار.