◄ البلوشي: جائزة الرؤية الاقتصادية مبادرة مجتمعية رائدة لتكريم أصحاب البصمات الوطنية
◄ الطائي: الجائزة ترجمة لجهود تحفيز القطاع الخاص ودعم المبدعين ورواد الأعمال
◄ الكواري: العلاقات العمانية القطرية آخذة في النمو بمختلف المجالات الاقتصادية
◄ الغزالي: السلطنة تزخر بأفضل فرص الاستثمار بالمنطقة بفضل التسهيلات والمزايا المتعددة
◄ الرواس: حجم الإقبال على النسخة السابعة من الجائزة يعكس تنوع القاعدة المجتمعية الواسعة
الرؤية - فايزة الكلبانية
تصوير/ راشد الكندي
رعى معالي درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية، مساء أمس الأربعاء، حفل تتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها السابعة (2018)، بفندق كيمبنسكي الموج، وذلك بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة وأصحاب الأعمال والشباب المهتمين.
وشارك في حفل التتويج عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمكرمين والرؤساء التنفيذيين للشركات ومديري العموم والمهتمين بفروع الجائزة، فضلا عن تغطية إعلامية واسعة، كما شارك عدد من الشخصيات ورجال الأعمال من دولة قطر التي شاركت هذا العام كضيف شرف بالجائزة، وفي مقدمة الوفد القطري: سعادة السيّد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر، وسعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس الهيئة العامة للأشغال، وسعادة الدكتور علي بن حامد الملا الأمين العام المساعد منظمة الخليج للاستشارات الصناعية "جويك"، والسيد عمر بن حسين الفردان الرئيس التنفيذي لمجموعة الفردان.
من جهته، قال معالي درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية، راعي الحفل، إن الجهود التي تبذلها جريدة الرؤية على مدى السنوات الماضية، خصوصا ما يتعلق منها بدعم وتحفيز المشاريع الواعدة، والشخصيات الاقتصادية، ورواد ورائدات الأعمال الوطنيين؛ ترسم مسارا جديدا لدور الإعلام في خدمة المجتمع، وتدعم الجهود الحكومية الهادفة لصناعة التميز والابتكار، واستثمار قدرات الكفاءات المجيدة لتعزيز قوة المجتمع، ورفد منظومة التنمية الشاملة. وأضاف معاليه: "سرني حجم التجاوب والتفاعل المجتمعي الواسع مع نسخة الجائزة لهذا العام، بحسب ما اطلعنا عليه من أعداد المشاركين والمتأهلين والفائزين، والأفكار التي توافرت عليها الأعمال الفائزة؛ مما يؤكد مدى الثقة المجتمعية التي تحققت لها؛ كجائزة تعتمد ضوابط ومعايير تتسم بالموضوعية والحياد". وأشاد البلوشي بتوجه جريدة الرؤية نحو تضمين فئات الجائزة تكريمات دولية تعزز عمق وثقل العلاقات الثنائية القائمة مع الدول الشقيقة، مثمنا اختيار دولة قطر كضيفة شرف النسخة الحالية. وأبرز معالي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية حجم الرعاية السامية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وتوجيهات جلالته الدائمة للحكومة بدعم وتحفيز الأعمال الإبداعيّة، وأنّه وبالتوازي مع هذا الدعم السامي، هناك سعي لتسخير كل المعينات أمام قطاعات المجتمع المختلفة، بهدف تهيئة الظروف أمام الأجيال الحالية والقادمة لصناعة الفارق وتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة، وبما يتواكب مع التطورات الهائلة التي تشهدها بلادنا تحت القيادة الحكيمة لجلالته -أيده الله- كما أثنى معاليه على مسيرة الجائزة، كإحدى منصات التكريم التي أسهمت في دعم تلك الجهود المبذولة؛ باعتبارها مبادرة مجتمعية تتبناها مؤسسة عاملة بالقطاع الخاص، وما يترجمه ذلك من شراكة فاعلة بين القطاعات المختلفة، وأهمية تعزيزها، تتطلب استفادة أكبر من الجهود المبذولة للتغلب عليها. وأعرب معاليه عن أمنياته بكل التوفيق لأبناء عمان المبدعين في شتى المجالات ممن يخدمون الوطن بمنجزات مفيدة ذات مردود إيجابي.
كلمة المشرف العام
وقال المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على الجائزة في كلمة ترحيبية: "يطيب لي في مستهل هذه الأمسية الرائعة أن أرحب بكم جميعا، وأنتم تشرفون حفل تتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها السابعة للعام 2018، شاكرا لكم تلبية الدعوة للحضور، وممتنا لضيوفنا الأعزاء رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي المؤسسات القطرية لتكبد مشاق السفر، للمشاركة في هذا المحفل الكريم، آملا أن يحالف التوفيق فعاليتهم الواعدة "مؤتمر إدارة المواد الأولية" في دورته الأولى، والذي يحمل رسالة غالية مبتغاها تعميق علاقات التعاون التجاري بين السلطنة ودولة قطر الشقيقة، بهدف إيجاد منصة للتواصل بين الشركات ورجال الأعمال، وكأيقونة تشاركية تسعى لترسيخ وتمتين عرى التعاون والتكامل الثنائي بين البلدين الشقيقين". وأضاف الطائي: "إنّه لمما يبعث على الاعتزاز، أن نلتقي بكم في هذه الأمسية الاستثنائية، التي تكتنفها ظلال "الرؤية" الوارفة؛ لنحتفي معا بالإنجاز العماني، ونكرم الريادة، في لقاء جديد على شرف جائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها السابعة، وبتوقيت زمني معبق بأفراح الوطن بإنجاز جملة من المشاريع التنموية الواعدة، التي تستقي موجهات المستقبل الوطني، من عمق الفكر السديد، والرأي الحكيم لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لتصوغ برهانا جديدا على أنّ مسيرة نهضتنا الشاملة قادرة على أن تبصر في كل تحد فرصة للانطلاق نحو مزيد من التقدم والنماء".
وتابع القول إنّ "تشغيل مطار مسقط الدولي الجديد، وإزاحة الستار عن خط أنابيب مسقط - صحار ومحطة الجفنين، وما يدور في فلكيهما من إنجازات داخلية، وإشادات دولية، ليس سوى بشريات بمستقبل أكثر ازدهارا، نخطو نحوه بخطى وئيدة، متسلحين بالخطط الطموحة، والاستراتيجيات البناءة، التي تستهدف أن تكون بلادنا ضمن أبرز الفاعلين على الساحة الاقتصادية إقليميا ودوليا، ومنافسا قويا في "أولمبياد صناعة الاستثمار العالمي". وأوضح أنّ طيفا واسعا من الطموحات الوطنية في تقدم المنظومة الاقتصادية إلى مستويات أكثر تنافسية، يستدعي حديثا مفصلا عن نهج "الشراكة المجتمعية"، بين أضلاع مثلث التنمية الثلاثة: الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني.. فلكل منهم خبراته، وقدراته، التي تشكل مجتمعة مسارا جديدا أمام تجذر مضامين التنمية، في العمق المجتمعي، بكل ما يحمله ذلك من دلالات ومعان.
وأكد الطائي أنّه من منطلق إيمان راسخ بمسؤولياتنا الوطنية، والإعلامية، والمجتمعية، فقد تمكّنت جريدة الرؤية، باعتبارها أول جريدة اقتصادية في السلطنة، أن تحطم القيود التقليدية للعمل الإعلامي، مؤصلة لثقافة مجتمعية، إنمائية، تقوم على المبادرة، والإسهام المجتمعي متعدد المشارب والأهداف، فكان نتاج ذلك اليوم، إحدى وعشرين مبادرة مجتمعية نوعية.. أطلقتها "الرؤية" وتبنت استمراريتها، واليوم أصبحت جميعها ملكا للمجتمع بأسره؛ مستهدفين بالأساس الإسهام في تقدمه، وتعزيز تطوره، بما يخدم الوطن وينفع المجتمع.
وأوضح أن جائزة الرؤية الاقتصادية، إحدى أبرز مبادراتنا المجتمعية، والخطوة الأولى التي خطوناها على درب تجذير وتأصيل عدد من المضامين في تربة الواقع الاجتماعي والاقتصادي؛ ردا لجميل هذا الوطن، ورواده، ومبدعيه في مختلف الميادين الاقتصادية؛ وتسليط أضواء كاشفة على صلابة إراداتهم، وهم يتجاوزون التحديات، ويذللون الصعاب، لمواصلة مسيرة التميز، مما يجعلهم أمثلة مضيئة لثقافة العمل الحر، وريادة الأعمال. وهي الرسالة التي تمسكنا بها طوال سنوات الجائزة المتعاقبة، وفاء بأمانة حملها، كمحفز للإجادة، وداعم للتفوق، إذ لم تكن الجائزة يوما، ولن تكون في المستقبل، مجرد احتفالية تنقضي بانتهاء مراسم توزيع الجوائز، وإنما هي التزام ورسالة نريدها ممتدة الأثر، وراسخة المبادئ، إسهاما في تدعيم أركان الريادة، ومكافأة المبدعين، ومصدر حفز وإلهام لغيرهم للتحليق في فضاءات الإبداع.. فما تطرقت إليه في البداية، عن مشهدية الإنجاز في منظومة اقتصادنا الوطني اليوم، يتطلب انتهاج رؤى وأفكار أكثر ابتكارا، قوامها الحلول الإيجابية المتشكلة خارج صندوق المألوف.
وفي ختام كلمته، توجه الطائي بأسمى عبارات التهاني المقدمة، إلى الفائزين بفئات الجائزة، مثنيا على ما أفصحت عنه استمارات المتنافسين من أفكار إبداعية خلاقة، ومستوى تنافس كان شديد التقارب، معربا عن بالغ التقدير لتلك الجهود الصادقة، وروح التنافس العالية على المساهمة في إعلاء صروح الوطن.
كلمة الوفد القطري
عقب ذلك، ألقى سعادة السيد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر كلمة قال فيها: "تسعدني مشاركة دولة قطر كضيف شرف في حفل تتويج الفائزين بجائزة الرؤية الاقتصادية 2018 في سلطنة عمان الشقيقة، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لكي أنقل لكم تحيات غرفة قطر، والإعراب عن الشكر والتقدير للإخوة القائمين على هذه الجائزة، لاختيارهم دولة قطر ضيف الشرف لحفل الجائزة لهذا العام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق العلاقات الأخوية بين بلدينا في ظل الرعاية والتوجيهات السديدة من قبل القيادة الحكيمة في كلا البلدين الشقيقين". وأضاف الكواري أنّ العلاقات التجارية والاقتصادية بين السلطنة وقطر آخذة في التطور والنمو بوتيرة متسارعة خلال الفترة الأخيرة؛ حيث كان لسلطنة عمان دور مهم في رفد السوق القطري بالعديد من المنتجات التي ساهمت في استقرار السوق المحلية. وتابع قائلا إنّ اللقاء القطري العماني المشترك والذي عقد في مسقط خلال شهر رمضان الماضي فتح الباب أمام رجال الأعمال القطريين والعمانيين لتأسيس شركات جديدة في قطاعات مختلفة؛ كالصناعة والخدمات والتجارة وغيرها، حيث خلق اجتماع مسقط توافقا وتواصلا دائما بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين، وقد توالت بعده الزيارات المتبادلة والتي نتج عنها تأسيس شركات مشتركة واستبدال الشركات التي خرجت من السوق القطري بشركات عمانية مؤهلة، وأصبحت هناك حالة من التكامل الاقتصادي ومرحلة جديدة من التعاون المشترك، كما تم تفعيل مجلس الأعمال القطري العماني والذي يقوم بدور مهم وكبير في دعم هذا التكامل الاقتصادي.
وزاد في كلمته قائلا: "نشارك في هذا الحفل الذي يسلط الضوء على قصص النجاح الاقتصادي في سلطنة عمان، في ظل قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وإننا لننظر بعين الإعجاب إلى ما تحققه السلطنة من تقدم وازدهار في مختلف المجالات". وشدد على أنّ جائزة الرؤية الاقتصادية والتي تقف وراءها مؤسسة صحفية عريقة ممثلة في جريدة الرؤية، تعكس الاهتمام بالتطور الاقتصادي ودعم رواد الأعمال والتعريف بإبداعاتهم في عالم الأعمال، وأيضا إبراز المشاريع الاقتصادية العمانية الناجحة، مما يشكل حافزا لرواد الأعمال نحو تطوير أعمالهم في سبيل تحقيق المزيد من الإنجازات.
الاستثمار في عُمان
ومن ثمّ ألقى الشيخ سالم بن أحمد الغزالي رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الذهبية ورئيس مجلس إدارة مجموعة الذهبية القابضة، كلمة عن الاستثمار في عمان، استهلها بتوجيه التحية والترحيب إلى أصحاب الأعمال القطريين ضيوف شرف جائزة الرؤية، في بلدهم الثاني عمان، كما تقدم بخالص الشكر والتقدير إلى جريدة "الرؤية" على المبادرة المباركة بتنظيم هذه الجائزة في دورتها السابعة، مثمنا دور الجائزة كمنصة ترصد النشاط الاقتصادي في السلطنة وتحفز القائمين على هذه الأنشطة، وهي في الحقيقة مبادرة جيدة تعكس التوجه الجاد لجريدة الرؤية نحو الارتقاء بأهداف ورسالة الإعلام بما يواكب المُستجدات ويُسهم في خلق نماذج اقتصاديَّة ناجحة يستفيدُ منها الوطن كما إنّها تجربة تبعث على اعتزازنا في القطاع الخاص بقدرة مؤسساته المختلفة على وضع بصماتها في مسيرة التنمية.
وأكد الغزالي أنّ السلطنة حققت العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، خلال مسيرة نهضتها الشاملة التي برهنت خلالها للعالم أجمع قدرة الإنسان العماني على صناعة الفارق وإمكانياته غير المحدودة لبلوغ الأهداف تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-. وتابع القول إن الحكومة الرشيدة حرصت على تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، عبر قطاعات عديدة، منها السياحة والزراعة والثروة السمكية وإنتاج الغذاء والخدمات اللوجستية وغيرها من الأنشطة، عبر مبادرات البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ" ومشروع إعداد الرؤية المستقبلية لعمان 2040. وزاد أنّ الاقتصاد الوطني حقق نتائج إيجابية في العام 2017؛ حيث تشير المؤشرات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى ارتفاع القيمة المضافة للأنشطة النفطية وغير النفطية ونمو الناتج المحلي؛ الأمر الذي ألقى بظلاله على المالية العامة للدولة التي شهدت ارتفاعا في جملة الإيرادات والإنفاق الحكومي رغم التحديات التي تمر بها المنطقة. وأشار الغزالي إلى الاستثمار في القطاع السياحي؛ حيث كان لوزارة السياحة دور كبير في تشجيع المستثمرين العمانيين والخليجيين بشكل خاص، للاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمهم، لافتا إلى أنّ وزارة السياحة تسعى من خلال "استراتيجية 2040" إلى أن تكون السلطنة إحدى الوجهات المعروفة لكثير من الأسواق المستهدفة. وزاد قائلا: "تماشيا مع خطط الحكومة الرشيدة قمنا بتنويع وتوزيع محفظتنا الاستثمارية على مختلف محافظات السلطنة؛ حيث افتتحنا عددًا من المشاريع خلال عامي 2016 و2017، منها فندق انترسيتي في صلالة، وفندق مسك بالموج مسقط، ومن المقرر أن نفتتح خلال العام الجاري منتجع وفندق شذا صلالة، إضافة إلى حزمة من المشاريع الأخرى، مثل الواحة مول في مدينة السلطان قابوس، ومجمع الياسمين في الخوير بمسقط، وسوف نفتتح مجمع لوتس برأس الحمراء، خلال العام الجاري. وبين أنّه في مجال الخدمات اللوجستية تم افتتاح أكبر مجمع للخدمات اللوجستية في ولاية بركاء بجنوب الباطنة. وشدد الغزالي على أنّ الاستثمار في السلطنة من أفضل الخيارات للمستثمرين الراغبين في استثمار أموالهم خارج حدود بلدانهم، وذلك لأنّ بلادنا تزخر بالعديد من مقومات ومزايا جذب الاستثمار.
لجنة التحكيم
إلى ذلك، قدم الدكتور عامر الرواس عضو لجنة التحكيم عن فئة أفضل مشروع حكومي كلمة اللجنة، قال فيها: "يطيب لي ابتداء ونيابة عن زملائي أعضاء لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية في نسختها السابعة، أن أتقدم أولاً بالشكر الجزيل إلى اللجنة المنظمة للجائزة، على تبنيها هذه المبادرة الواعدة، ولوضعهم ثقتهم الغالية في أعضاء لجنة تحكيم مختلف فروع وفئات الجائزة لهذا العام، والتي جاءت معبقة بثراء تنافسي عالٍ في مستوى المشاركات".
وأشار الرواس إلى أن النسخة السابعة من جائزة الرؤية الاقتصادية اتسمت بإقبال واعد، يعكس ما باتت تتمتع به من قاعدة مجتمعية واسعة؛ إذ بلغ إجمالي المتقدمين للتنافس هذا العام في فئاتها الثمانية 128 مشروعًا. وأكد أنَّ جائزة الرؤية الاقتصادية وهي تقف الليلة على أعتاب عامها الثامن، بتتويج هذه الكوكبة المتميزة من الفائزين بنسختها للعام 2018، لتخط مسارا جديدا لبرامج المسؤولية المجتمعية المسؤولة، برسالة وأهداف وطنية، وجهد مشكور للقائمين عليها؛ حيث تستهدف الجائزة التي تتبناها وتقوم عليها مؤسسة عمانية خاصة، حفز الإبداع، وتكريم المجيدين، احتفاء بالإنسان العماني المثابر، ومد جسور التواصل والإخاء، عبر تكريم عابر لحدود الوطن؛ إيماناً بأن صناع الفارق دائما مستحقون لاعتلاء منصات التتويج، تقديرا وعرفانا بجهودهم الصادقة والمخلصة، وتجسيرا للمسافات والخطى نحو بناء اقتصاد تنافسي مستدام، هو عصب المستقبل، وروح التطوير وجوهره.
قصص النجاح
عقب ذلك، قدمت رقية بنت عديم الفورية صاحبة مشروع مجمع الراقي قصة نجاح المشروع، الذي أوضحت فيه أن المشروع يعد حاضنة حرفية للإنتاج والتدريب والتأهيل والتسويق الحرفي، ويجمع نخبة من الحرفيين المهرة ليعكسوا الفن والإبداع الحرفي التقليدي العماني في بيئة توفر الدعم الإداري والفني والمتابعة من قبل مدربين يعملون على تذليل المعوقات والإشكاليات التي قد تواجه المنتسبين إلى الحاضنة. وقالت إن من أولويات أهداف العمل في هذا المشروع، إيجاد منفذ للتسوق الحرفي يمكن الجمهور من الاطلاع على المنتجات الحرفية العُمانية؛ حيث يجد السائح والزائر خيارات متعددة من التصاميم والمنتجات المتطورة والتقليدية مع توافر الأحجام والألوان التي تناسب مختلف الأذواق، علاوة على إبراز الموروثات العمانية لتجسيد مختلف البيئات العمانية الصحراوية والساحلية والبدوية والحضرية والجبلية.
فيما قدَّم محمد الفارسي، أحد مؤسسي شركة موج الطلابية، عرضا حول قصة نجاح الشركة، وقال إن شركة موج خرجت من حرم جامعة السلطان قابوس، وهي إحدى الشركات الطلابية التي شاركت في مسابقة شركتي التابعة لمؤسسة إنجاز عمان، وقد تأسست الشركة في عام 2017 وتضم 14 موظفا وموظفة، وينصب اهتمام الشركة على القطاع البيئي، من خلال استغلال الموارد المهدرة من البيئة العمانية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة وجودة عالية. وأوضح أن منتج الشركة الأول يتمثل في استثمار مخلفات الأسماك غير المستفاد منها وتحويلها إلى علف لأسماك البلطي المستزرع حالياً في السلطنة. وأكد أن الشركة تطمح لأن تتصدر قطاع الزراعة والثروة السمكية كأفضل مقدم لخامات ومنتجات ذات جودة عالية، وأن تتحول الشركة إلى علامة تجارية عمانية رائدة ومعروفة عالمياً في هذا المجال.
تكريم الفائزين
وقام معالي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية بتكريم الفائزين بفئات الجائزة الثماني، وفاز بالمركز الأول بجائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع حكومي: مشروع التسويق السمكي الإلكتروني، من وزارة الزراعة والثروة السمكية. ويهدف نظام التسويق السمكي الإلكتروني إلى تطوير منظومة التسويق السمكي، وقد ساهم المشروع في خلق وظائف للعمانيين؛ حيث بلغ عدد الموظفين بالسوق خمسة وثلاثين موظفاً عمانيًا، كما أوجد إنشاء السوق مع النظام وظائف غير مباشرة للعمانيين من التجار وموزعي الأسماك بما يتجاوز ألفٍ وثلاثمائة مواطن.
فيما حصل مشروع الشبكة الوطنية للمحطات المرجعية دائمة التشغيل، بالهيئة الوطنية للمساحة، بوزارة الدفاع، على شهادة الإجادة. والمشروع نموذج اقتصادي فريد في السلطنة؛ حيث تعمل الهيئة الوطنية للمساحة على حث شركائها الوطنيين المعنيين بالمعلومات الجغرافية المكانية على استخدام وتفعيل الشبكة الوطنية دائمة الرصد لتوحيد البيانات الجغرافية المكانية الوطنية.
كما حصل مشروع أكاديمية عمان للطيران التابعة للهيئة العامة للشراكة من أجل التنمية، على شهادة الإجادة. وتأسس المشروع ضمن مشاريع الهيئة العامة للشراكة من أجل التنمية... والأكاديمية مؤسسة متخصصة في تقديم خدمات تدريب الطيران للقطاعين المدني والعسكري، وتبلغ نسبة التعمين فيها مئة في المئة. وهي أول أكاديمية فنية متخصصة في التدريب على الطيران بالسلطنة وتتخذ من ولاية صحار مقرا لها. وتهدف إلى تنمية الاقتصاد الوطني وتطوير قطاع الطيران المحلي وتقديم الخدمات التدريبية والتعليمية وفق مقاييس ومعايير عالمية.
وفي فئة جائزة الرؤية لأفضل استثمار أجنبي، فازت شركة فالي عمان لتكوير خام الحديد، بهذه الجائزة. وشركة فالي إحدى أكبر شركات التعدين والتنقيب في العالم، والرائدة في إنتاج خام كريات الحديد، والنيكل.. واختارت فالي سلطنة عمان لتكون أوّل مكتب لها في الشرق الأوسط، والذي افتُتح في شهر ديسمبر من عام ألفين وسبعة، ووضعت حجر الأساس لبناء مجمّعها الصناعي في لوى في مارس من عام ألفين وتسعة، ويتضمّن المجمع مصنعًا لتكوير خام الحديد بطاقة إنتاجية تصل إلى تسعة ملايين طن سنوياً، ومركزا للتخزين والمناولة بسعة تشغيلية تبلغ أربعين مليون طن متري سنويًا.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع بالقطاع الخاص، فاز مشروع "مرآة" التابع لشركة تنمية نفط عمان، وهو المشروع الذي يقع في حقل أمل النفطي، وأحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم. ويعمل على تسخير أشعة الشمس في إنتاج البخار اللازم لعمليات الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري؛ بحيث تتكامل هذه العملية بسهولة مع العمليات الراهنة في حقول النفط. ومن شأن مشروع "مرآة" أن يحقق قيمة محلية مضافة، فضلاً عن إيجاد فرص التوظيف للمواطنين.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل رئيس تنفيذي فاز حارب بن عبدالله بن سالم الكيتاني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال. ويمتلك الكيتاني خبرة واسعة في صناعة الغاز الطبيعي المسال، بدأت في عام ألف وتسعمائة وإثنين وثمانين، ثم تدرج في العديد من المواقع والمناصب، وفي العام ألفين واثني عشر، تم تعيين الكيتاني بمنصب الرئيس التنفيذي والمدير العام للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ليكون أول عماني يشغل ذا المنصب. وكان لتعيين حارب الكيتاني الأثر الإيجابي في الإشراف الناجح على عملية اندماج الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال مع شقيقتها شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع المسؤولية الاجتماعية، فازت مبادرة "إشراقة" التابعة لشركة كيمجي رامداس للتنمية الاجتماعية. وإشراقة هي جناح المسؤولية الاجتماعية لشركة كيمجي رامداس، وتعمل على تنمية المجتمع المحلي من خلال توفير السبل اللازمة لمساعدتهم على تحقيق قدراتهم وعبر الشراكة غير الربحية مع المجتمع العام والمؤسسات التعليمية. وتوفر إشراقة الحلول المبتكرة لتمكين أفراد المجتمع، ولرعاية الطفولة، وإلهام الشباب العُماني وتحفيزه، وتمكين المرأة العُمانية وتفعيل دورها، مما يساعد على بناء مستقبل أكثر إشراقًا للسلطنة.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع المرأة المنزلية والحرفية، فاز بالمركز الأول: مشروع مجمع الراقي لصاحبته رقية بنت عديم بن جمعة الفورية. والمشروع حاضنة حرفية للإنتاج والتدريب والتأهيل والتسويق الحرفي، يجمع نخبة من الحرفيين المهرة ليعكسوا الفن والإبداع الحرفي التقليدي العماني في بيئة توفر الدعم الإداري والفني والمتابعة من قبل مدرِّبين يعملون على تذليل المعوقات والإشكاليات التي قد تواجه المنتسبين إلى هذه الحاضنة.
فيما ذهبت شهادة الإجادة ضمن هذه الفئة إلى مشروع إبداعات الراسيات المميزة للتجارة لصاحبته مريم بنت أحمد بن عبدالله السيابية، والمشروع عبارة عن بيت حرفي ومشغل صناعة وتدريب على حرفة النسيج اليدوي، بنسبة تعمين مئة في المئة، ويعمل المشروع على المساهمة في تدريب وتأهيل العاملين الجدد من خلال عقد دورات تدريبية داخل المشغل.. وتكمن أهمية المشروع والفكرة بشكل عام في إثراء السوق بمنتجات حرفية ومساعدة الحرفيين في التسويق، وتوفير فرص عمل، وزيادة دخل الأسر.
كما حصل على شهادة الإجادة ضمن هذه الفئة مشروع صناعة الكمة لصاحبته شهرزاد بنت ناجم معدود بيت رجب من محافظة ظفار. والمشروع ورشة لحياكة الكمة العمانية باليد بغرزة العقدة، وهي طريقة جديدة لإبداع الكمة وبشكل عقد بارزة ذات مظهر جمالي ومتراص، ولعل أبرز ما يتميز به المشروع أن الكميم يتم حياكتها بالخيط القطني الذي يساعد على حماية فروة الرأس من الحرارة، علاوة على احتفاظ الخيط بألوانه، على مر السنين.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع طلابي اقتصادي، فازت شركة موج الطلابية. وشركة موج، أسستها مجموعة من الطلبة وخريجي جامعة السلطان قابوس، وكانت واحدة من الشركات الطلابية المُشاركة بمسابقةِ شركتي التابعة لمؤسسة إنجاز عُمان، وتأسست الشركة الطلابية في عام ألفين وسبعة عشر. وينصب اهتمام الشركة في القطاع البيئي، من خلال استغلال الموارد المهدرة من البيئة العمانية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة وجودة عالية. وقد طرحت الشركة منتجها الأول وهو استثمار مخلفات الأسماك غير المستفاد منها، وتحويلها إلى علف لأسماك البلطي المستزرعة حالياً بالسلطنة.
وفي فئة جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع صغير ومتوسط، فازت المنصة المتحدة للتجارة "مندوب"، وهي شركة عمانية معنية بخدمات التوصيل من الباب إلى الباب بجميع ولايات السلطنة، وتقدم خدماتها إلى عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وقد أبرمت مؤخرًا مذكرة تفاهم مع شركة بريد عمان لتسهيل بعض عمليات التوصيل، إضافة إلى عقود أخرى متعددة. والتعمين في الشركة يبلغ مئة في المئة.
وضمن هذه الفئة، تم منح شهادة الإجادة إلى "الأصالة للاستشارات الهندسية"، وهو مكتب استشارات وخدمات هندسية بولاية نخل. كما تم منح شهادة الإجادة إلى مؤسسة منهج هيماء، روضة أنوار هيماء للأطفال، بمحافظة الوسطى.
عقب ذلك، قام راعي الحفل بتكريم ضيوف الشرف القطريين، حيث تم تقديم الشكر والتقدير إلى سعادة السيد محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر، وجائزة الرؤية الخاصة إلى سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد المهندي رئيس الهيئة العامة للأشغال، وجائزة الرؤية الخاصة إلى سعادة الدكتور علي بن حامد الملا الأمين العام المساعد بمنظمة الخليج للاستشارات الصناعية "جويك"، وجائزة الرؤية الخاصة إلى سعادة الشيخ عبد الرحمن بن جبر آل ثاني رئيس شركة قطر للصناعات التحويلية.
كما تم منح جائزة الرؤية الخاصة إلى السيد عمر بن حسين الفردان الرئيس التنفيذي لمجموعة الفردان القطرية كأفضل مستثمر قطري في سلطنة عُمان، وجائزة الرؤية الخاصة إلى المهندس عبد الله علي آل عبد الله كأفضل مستثمر قطري في سلطنة عمان. بجانب جائزة الرؤية الخاصة إلى بنك قطر الوطني، المؤسسة المصرفية الرائدة. وجائزة الرؤية الخاصة إلى الشركة العمانية القطرية للاتصالات "أوريدو"، وجائزة الرؤية الخاصة إلى مؤسسة الديار القطرية.
بعد ذلك، تم تكريم لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام، والتي تتكون من عدد من المختصين والخبراء المعنيين، وهم: الدكتور عامر بن عوض الرواس الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة تصنيع تكنولوجيا النفط والغاز عضو لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع حكومي، والسيد عزان بن قاسم البوسعيدي مدير عام البحوث والدراسات والخدمات الآلية بـ"إثراء" عضو لجنة التحكيم عن جائزة الرؤية لأفضل استثمار أجنبي، والمهندس عبد الرحمن بن عوض برهام الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية عضو لجنة التحكيم لجائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع بالقطاع الخاص، والدكتور منصور بن طالب الهنائي نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة نماء عضو لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل رئيس تنفيذي، وحمد المخيني عضو لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع المسؤولية الاجتماعية، ورؤى بنت عبدالعزيز الزدجالية مساعدة دائرة التسويق والمعارض بالهيئة العامة للصناعات الحرفية عضو لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشاريع المرأة المنزلية والحرفية، وشبيب بن محمد المعمري مدير الاتصال والشؤون الخارجية بشركة بي.بي. عمان عضو لجنة تحكيم جائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع طلابي اقتصادي.
كما تم تكريم الرعاة، وهم: الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل"، ومجموعة الذهبية القابضة، والفردان للسيارات الوكيل الحصري لسيارات مازيراتي في عمان، ومؤسسة الزبير راعي فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والأركان للمقاولات، والمدينة العقارية ومجمع تلال، وشركة المدينة اللوجستية.
وفي الختام، قدم المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية المشرف العام على الجائزة هدية تذكارية لراعي الحفل معالي درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية.