مالك البطلي - العراق
جلس في غرفته كعادته وابتدأ
بمحاورة كتبه :
- أين تذهب الدموع عندما لا تسكب من العين .. ؟
لم تجب الكتب
فتابع :
- ألا تقولين لي من يتحمل كل هذا العناء ... ؟
آه أرى أنني سأفقد نفسي في منتصف الطريق
ألم تصلك رسالة من السماء مضمخة بدمعة قصيدة .. ؟
ما زالت تنبت في مقلتي دمعة
وعبء الأوطان كله عليّ
فأرجوكِ
لا تقفي مع الذين كسروا قلبي
وانظري إلي
فهذا لست أنا
وأنا بريء مني
فقد دُهست أكثر من مرة
ولا أعلم أين فقدت مراهقتي
كلّ ما أتذكره أنّي كنت أتودّد لحروف القصيدة عندما أشتاق للسفر
فعليك أن تقدّري عزلتي وسجائري التي أسرقها
وهزائمي
وتناقضاتي
وحتى خمرتي
ألا تجيبين .. ؟
لقد عصروا قلبي كما يعصر العنب بيد طفل
وما زال أنين السنين يدوي في داخلي الهش
لمَ السكوت .. ؟
فليس من السهل عليَّأن أصبح حقلًا وأتحمل ذنب السنابل
كما أنني ما عدت أخشى شيئًا عليك من رب الأدب
أجيبي
إنّ داخلي كله معتمٌ
أعلم حجم محبتك لي
لكنك أغرقتني في كل هذا الحزن
فلا تتركيني أتلاشى وأفقد توازني
أرجوك
أيتها الكتب وأتوسل إليك