بهدف الكشف عن محتوى الصخور من المعادن الثمينة كالذهب والكروم

"التعدين" تستضيف ندوة علمية حول مشروع الحفر في صخور الأفيوليت بالسلطنة

...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط – الرؤية

استضافت الهيئة العامة للتعدين ندوة علميّة حول مشروع الحفر في صخور الأفيوليت الذي تمّ تنفيذه في بعض المواقع بالسلطنة، بحضور سعادة المهندس هلال بن محمد البوسعيدي الرئيس التنفيذي للهيئة والمختصين من الجهات المعنيّة بالمشروع والمشرفة عليه بشكل مباشر وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ولجنة توجيهية لمتابعة آلية تنفيذ المشروع، مكونة من (وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وجامعة السلطان قابوس، والهيئة العامة للتعدين، ووزارة البيئة والشؤون المناخية) ويهدف المشروع إلى دراسة كيفية تفاعل صخور الأفيوليت مع الماء تحت سطح الأرض، والذي ينتج عنه العديد من عوامل التعرية الجوفيّة بوجود درجات حرارة عالية، حيث إنّ هذه النتائج سوف تكون مهمة للجانب العلمي والاقتصادي المتمثل في الكشف عن المعادن في المستقبل القريب.

وركّزت الندوة على 3 محاور رئيسية، تناول الأول نتائج المرحلة الأولى من المشروع وقدّمها البروفيسور بيتر كيلمان، كبير العلماء بمشروع الحفر في صخور افيوليت عمان، من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتناول المحور الثاني المسح الهيدروجيولوجي والجيوفيزيائي لجميع الآبار التي تمّ حفرها لهذا المشروع والتي قدّمها الدكتور فيليب بيزار من جامعة مونبوليية الفرنسية، وقدّم المحور الأخير الدكتور يورك متر مدير مشروع الحفر في المشروع، من جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة شرح من خلاله المخططات لتنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع.

وقال الدكتور علي بن سالم الراجحي مدير عام المديرية العامة للبحوث والمسوحات الجيولوجيّة ممثل الهيئة: يتكوّن المشروع من 3 مراحل بدأت في شهر نوفمبر من العام 2016 واشتملت على حفر بعض الآبار اللبية والمفتوحة، وتراوحت أعماقها بين 300-600 متر في منطقة إبراء ومقصد بوادي محرم وبدبد وبطول كلي يصل إلى 1500 متر ممثلة لقطاع صخور القشرة المحيطية والوشاح المحيطي حيث تمّ شحن هذه العينات إلى المختبر العائم في اليابان، لدراستها بشكل تفصيلي، وشهدت المرحلة الثانية حفر مزيد من الحفر اللبية والمفتوحة في كل من ولاية إبراء والقابل وبلغ طولها ١٧٠٠متر وبلغ عمق الحفر الكلي في المشروع إلى 3200 متر طولي خلال المرحلة الأولى والثانية للمشروع، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع نهاية عام ٢٠١٩، وسيجري عقد ورش عمل لاحقة لمناقشة النتائج العلمية الهامة وتطبيقاتها الرئيسية حيث يجري حفظ نصف العينات الصخرية في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك بالولايات المتحدة والنصف الآخر سيحفظ بالسلطنة وذلك بعد قطعها مناصفة في المختبر العائم في اليابان، ونهدف من وجود نصف هذه العينات في السلطنة إلى إجراء بحوث ودراسات مستقبلية على هذه العينات، تخدم الباحثين والمهتمين في هذا المجال، حيث يشارك في المشروع العديد من الباحثين من مختلف دول العالم، إضافة إلى الجهات المعنية بالسلطنة.

وأضاف الدكتور علي الراجحي أنّ الجدوى الاقتصادية للمشروع من خلال تبني وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه دراسة المخزون المائي في هذه الصخور، ومن الجانب التعديني للهيئة العامة للتعدين تكمن أهمية هذه الدراسة في الكشف عن محتوى هذه الصخور من المعادن الفلزية كالنحاس والذهب والكروم وغيرها من المعادن الثمينة المحتمل تواجدها.

وكشف البروفيسور صبحي نصر، مدير مركز أبحاث علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس بعض النتائج الأولية لمواقع الابتلاع عند اصطدام القشرة المحيطة عند القشرة القارية، حيث تمّ تحديد منطقة الابتلاع بين المنطقة الممتدة من فنجاء مرورا ببدبد إلى وادي الطائيين، حيث بيّن البروفسور أن النتائج الأولية لها قيمة علمية كبيرة والتي بينت الأماكن والمواقع عند اصطدام القشرة المحيطية بالقشرة القارية ومن المتوقع الحصول على تطبيقات تساعد على تطبيقات صناعية مختلفة.

وقد شهدت السنوات الماضية تنظيم لقاءات حول صخور السلطنة من قبل مجموعة من العلماء العاملين في هذا المجال بالتعاون مع برنامج الحفر المحيطي وبرنامج الحفر العلمي العالمي وعلماء في مجالات الهندسة والكيمياء والتنقيب والطاقة، بهدف مناقشة كيفية تفاعل صخور الأفيوليت مع غاز ثاني أكسيد الكربون، وتبين من خلال هذه الحلقات عدم وضوح الرؤية والفهم لعملية الكربنة والتغيرات في صخور الأفيوليت من النواحي البيولوجية والتحولية والهندسية والكيميائية وتدفق السوائل وضرورة إجراء مزيد من الدراسات البيئية والمائية الجيولوجية لتدفقات المياه والسوائل وغيرها من الدراسات ذات العلاقة للتأكد من عدم وجود أي مخاطر أو تأثيرات بيئية من تلك العمليات مختلف الأنظمة البيئية والمناخية والأيكولوجية.

ويعد البرنامج مشروعا متعدد التخصصات والجنسيات المشاركة، حيث يشارك فيه باحثون من السلطنة من الجهات المعنية بالمشروع، إضافة إلى ما يقارب من 40 باحثًا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا واليابان وأستراليا وكندا وإيطاليا وسويسرا والسويد، حيث تم توفير الدعم المادي للمشروع من قبل العديد من المؤسسات والمعاهد الدولية مثل ناسا ومنظمة الحفر الدولي، وبرنامج الاستكشاف المحيطي ودعم البحث العلمي الأمريكي، والبحث العلمي الألماني والبحث العلمي الياباني والفرنسي والبحث الأوروبي، وبرنامج مراقبة الكربون الدولي.

ويشكل البرنامج أهميّة كبيرة للسلطنة خاصة بعد أن بيّنت الدراسات أنّ كمية الصخور المتوفرة في السلطنة كافية لامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لألف سنة قادمة، وقد تستطيع حل مشاكل العالم والاحتباس الحراري العالمي، حيث تشارك فيه الجهات ذات الاختصاص بالسلطنة والمراكز البحثية مشاركة فاعلة، حيث تمّ تدريب عدد من الموظفين والطلبة من خلال حلقات عمل، وفي مختبرات الدول المشاركة، وكذلك التدريب في الحقل وعلى متن سفينة الأبحاث باليابان والتعامل مع علماء معروفين عالميا من أوروبا وأمريكا، وسيجري إرسال مجموعات أخرى للاستفادة من هذا المشروع واكتساب خبرة من خلال التواجد مع فريق العمل ذي الخبرة العالمية، كما سيتم تقديم منح وتمويل لطلبة الدكتوراه والماجستير من السلطنة، وسيتم تزويد السلطنة بقطاع صخري معياري للأفيوليت يستخدم في الدراسات المستقبلية وكمرجع عالمي، والاحتفاظ بجميع الأجهزة والمعدات التي يتم شراؤها واستخدامها من خلال المشروع مع كسب السمعة العالمية للسلطنة، إضافة إلى تشغيل العمالة العمانية وشركات الحفر العمانية.

تعليق عبر الفيس بوك