"خان الشّابندر" في طبعة فرنسية بعد الهولندية والفارسية


صدرت عن دار نشر لامارتان في باريس الطبعة الفرنسية لرواية الكاتب العراقي محمد حيّاوي "خان الشّابندر" وهي الثالثة بعد الترجمتين الهولندية والفارسية، يذكر أن الرواية لاقت أصداءً نقدية طيِّبة في العالم العربي وحققت أفضل المبيعات في معارض الكتاب. يذكر أن رواية الكاتب الأخيرة "بيت السودان" في طريقها إلى الترجمة للإنجليزية عن طريق دار One World البريطانية.
جدير بالذكر أن رواية "خان الشّابندر" تقع في 175 صفحة من القطع المتوسط وصدرت في العام 2016 عن دار الآداب البيروتيةتحاول إعادة اكتشاف الذات العراقية التي تبدّدت ملامحها بعد الحرب وسقوط الديكتاتورية. وتستند ثيمتها إلى الفجيعة والانسحاق المجتمعي بين ممارسات الديكتاتورية وبشاعة الارهاب وانفلات الأمن في البلاد وسنوات الحرب الأهلية. يحاول بطل الرواية، العائد تواً إلى العراق بعد غياب أكثر من عشرين سنة، أن يفهم طبيعة المتغيرات الاجتماعية العميقة التي حصلت للناس والأمكنة ونمط العلاقات وذكريات الماضي، لكنَّه يُحبط في النهاية عندما يكتشف أن تلك العلاقات ونمط الحياة قد تشوّهت وتحوّل البشر إلى موتى أحياء لا ذاكرة لهم ولا مستقبل، مجرّد حاضر دام يتمرغ في مخاضة من العنف والدماء. وفي المقابل ثمَّة قِصَّة حُبّ فادح تربط البطل بإحدى بائعات الهوى "هند"، التي تتوعده بالسعادة والحماية والتمتّع بحدائقها، لكن مقابل ثمن باهظ سيدفعه من وعيه ومفهومه الفلسفي للحياة:
تحاول الرواية، وعلى الرغم من كم الألم الهائل فيها، بناء يوتوبيا بديلة للمدينة المُنتهكة، يوتوبيا مُعلّقة بين السماء والأرض، تتخاطف في فضاءاتها الملائكة وينثر فيها الحكيم "مجر" مُثله، وتتجسد بين أضلاع خرائبها صحائف تاريخ مضى ولن يعود.
تتميّز الرواية، وهي الثالثة للكاتب، بشكلها البعيد عن التجريب والتعقيد محاولة الاستفادة من بُنيتها السرديّة المتواصلة وسلاسة موضوعها وبساطة شخصياتها على الرغم من غرائبيتها.

تعليق عبر الفيس بوك