في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

مفهوم الشعر في قصائد سناء المُحمّد

...
...
...

محمد قدو أفندي أوغلو - أنقرة


مصطلح القصيدة النثرية أو النثيرة  أطلقه الناقد محمد ياسر شرف في سبعينيات القرن العشرين ثم فصّل فيه في كتابه النثيرة والقصيدة المضادة حيث يرى الناقد في مصطلح قصيدة النثر تناقضاً ضمنياً بسبب جمعه بين الشعر والنثر معاً رغم دلالتيهما المختلفتين، فالشعر ليس هو النثر، وإن كان يصحّ اعتبار كل من هذين الأسلوبين في التعبير فرعاً من الأدب حين تمسكه بالمعايير الأدبية المعروفة لدى النقاد في كل لغة من اللغات.
أما الفرنسية سوزان برنار فهي لها رأي واضح في كيفية تحويل القطعة النثرية إلى قصيدة نثرية وتدّعي بأن القطعة النثرية الموجزة والموحدة أن استكملت حلقات صياغتها بأسلوب فني راقٍ تتحول بكل الأحوال إلى قصيدة نثرية تتجلى فيها الايحاءات اللانهائية.
إن بروز قصيدة النثر على الساحة الشعرية لم يكن بالضرورة قضية جدلية في مع نوعي الشعر العمودي والحر؛ بل هي رغبة الشاعر في إخراج الشعر من سياق النثر وبمعنى أن تجربة القصيدة النثرية آتية من سياق آخر غير سياق الشعري المتفق عليه والتي يتهم بعض النقاد بأن الغرض هو تحطيم الديناميكية  الشعرية بسبب عدم امتلاكهم لها, وحينما حاول البعض منهم إضافة بعض اللمسات الفنية عليها، فإنهم لم يفكروا بتحطيم شروطها الأساسية المذكورة أعلاه، وإنما فكروا بإجراء بعض الإضافات على الشروط الأخرى التي تتحكم بها. ولهذا ظهرت لنا أشكال وأساليب جديدة في كتابتها. والخروج عليها معناه خلق نص شعري مغاير ومختلف عن قصيدة النثر، وبالتالي يتحتم عليهم إطلاق تسمية أخرى على هذا النص، غير تسمية قصيدة النثر.
إن القصيدة النثرية تمتلك إيقاعها الخاص من خلال سيل الكلمات وتتابعها وبنفس الوقت تعتمد على تكامل صورها إضافة إلى خروجها عن المألوف وربما عن المعقول, فالقصيدة النثرية حسب مايقوله: أنسي الحاج أهم شعراء القصيدة النثرية لها ثلاث شروط وهي الإيجاز والتوهج والمجانية ومن هنا نفهم أن القصيدة النثرية لابد لها من تدوين يسبق إلقاءه بعكس قصائد الشعر الحر أو الشعر الموزون والتي غالبا ما تكون شفاهية أو شفوية ثم تدون بعدئذ, والسبب يعود اإى اختيارمنظم قصيدة النثر الكلمات التي توهج وتعكس وتثبت جمالية تلك القصيدة دون الحاجة إلى التقطيع في الإلقاء الذي يواكب الموسيقى الشعرية.
وعودة على التسمية التي أطلقت على هذه الأنواع من القصائد فإن الناقدة خالدة سعيد تسمي قصيدة النثر شعرًا وليس نثرًا جميلًا وتستشهد على ذلك بقصيدة الشاعر محمد الماغوط (حزن في ضوء القمر) وتقول بأنه شعر حر لا قصائد نثر.
والقصيدة التي بين أيدينا كتبتها الدكتورة سناء المحمد وهي نتاجها الجديد والتي قد سبقتها بغيرها من القصائد توضح لنا ما ذهبت إليه خالدة سعيد بأن هذا النوع من القصائد هو نوع من أنواع الشعر الحر وليس قصادة نثرية: تقول سناء المحمد:
لماذا؟
حينما يشتد الـشـوق إليك
فى لحظات سكونى..
تبدأ فرشاة أحلامى برسمك فى مخيلتى
لتراك عيونى..
فيتوارى الغروب عن عالمي
وأرى الشروق يحدوني..
وأرى نقاء السماء والطير يرقص
والهواء يحملني حيث موطني الهارب عن دروبي..
ويرقى بي إلى جزر الحالمين العاشقين
غارقة بجنوني
لماااااذا
*****
كل الاتجاهات إليك تأخذني
أقرر ألف ألف مرة
أن أرحل
وأنسى عينيك وعطرك
أرتكب الاثم العظيم
وأغتابك
وتأبى كل جوارحي
أغدو عاجزة جدا جدا
كلما اتخذت فيك القرار
أرتبك كطفلة إن مر بي طيفك
وأتلعثم وكأني لم أكتب الشعر أبدا
يتسرب اسمك لمحبرتي
فأنثرك حروفا فوق دفاتري
وكأنك كل الأبجديات
أرحل عنك كقصيدة بثت بشجن
وأعود لأرسمك على وشاح الحروف
عنوان قصيدة ممزقة
لماذا
يعلمني حضورك الجنون
ويعلمني غيابك الصمت
لماذا
لا أتقن إلا الحنين إليك
لماذا .....!!!

تعليق عبر الفيس بوك