عمرو عبد العظيم
في العقدين الأخيرين من القرن العشرين بدأ الاهتمام بجانبي الدماغ من أجل التعلم والفهم القائمين على المعنى، وذلك من خلال تعرف آليات عمل الدماغ بجانبيه، حيث ظهرت أصوات تنادي ببناء برامج ومناهج دراسية تعتمد على التعلم القائم على الدماغ (ناديا السلطي، 2004، 25). كما نادى ذوقان عبيدات في مقالته "أبحاث الدماغ وانعكاساتها على الكتاب المدرسي "بأنّه يفترض إعادة تنظيم محتويات الكتاب المدرسي ليخاطب الدماغ بجانبيه الأيمن المسؤول عن الصور والأنماط والكليات، والأيسر المختص بالألفاظ والكلمات والأرقام (ذوقان عبيدات، 2003، 53)
ولقد أكدت نظرية التعلم المستند إلى الدماغ على أن كل فرد قادر على التعلم إذا توفرت لديه بيئة تعليمية نشطة تحفز المتعلمين، حيث يولد كل شخص ولديه دماغ يعالج المعلومات والأفكار، ولكن التعلُّم التقليدي يعمل غالبا على الحد من قدرة الدماغ عن طريق التثبيط، والتجاهل، أو المعاقبة والتخويف. (2011، Funderstanding)
كما أنّ تقديم المعلومات بالطريقة المناسبة لنمط معالجة المعلومات لدى الفرد تتيح الفرصة ليتعلم بالطريقة المفضلة والأكثر فاعلية بالنسبة له. (سليمان يوسف ،2011).
ولقد أكّدت الدراسات مثل دراسة (عزو، يوسف، 2009، 98-105) ودراسة (سليمان يوسف،2011) ودراسة (ذوقان عبيدات، 2003، 54- 55) أن التعلم المستند إلى الدماغ يستند على مجموعة من المبادئ وتشكل هذه المبادئ اللبنة الأولى في إكساب التعلم معناه الحقيقي وتتلخص هذه المبادئ فيما يلي: الدماغ نظام ديناميكي حي، الدماغ ذو طبيعة اجتماعية، البحث عن المعنى أمر فطري، يبحث الدماغ عن المعنى من خلال الأنماط، إنّ العواطف مهمة وضرورية لتشكيل الأنماط، يدرك الدماغ الأجزاء والكل بشكل تلقائي، يتضمن التعلم كلاً من الانتباه والإدراك للمثيرات الجانبية، التعلم يشمل عمليات الوعي واللاوعي، يمتلك كل فرد على الأقل طريقتين لتنظيم الذاكرة، التعلم له صفة النماء والتطور، الإثارة والتحدي تعزازن التعلم والتهديد والتوتر يكبته ويعوقه، فكل دماغ منظم بطريقة فريدة فسبحان الخالق العظيم.