المشاركة الخامسة على التوالي

"نتذكرهم" وساعات المبادرات القرائية والمقهى .. أبرز فعاليات ركن "الوطنية للشباب" بمعرض الكتاب

...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

تشارك اللجنة الوطنية للشباب بمعرض مسقط الدولي للكتاب، بركن خاص يتضمن أنشطة وفعاليات عديدة منها مقهى الشباب، ودعم إصدارات الشباب، وساعة المبادرات القرائية، والمسابقة الوطنية للقراءة، واستضافة شخصية شبابية عربية، وفعالية "نتذكّرهم" ومسابقة مراجعات الكتب، بالإضافة إلى السينما والأدب، والكتابة الإبداعيّة، وتأخذ هذه المناشط طابعًا ابتكاريًا شبابيًا محورها الرئيس "الشباب" سواء كانوا فئة مستهدَفَة، أم فئة منفٍّذة لتلك الفعاليات.

وتسعى اللجنة من خلال مشاركتها في المعرض إلى توعية الشباب العماني بأهميّة القراءة وجعلها جزءا مهما من حياتهم، بالإضافة إلى صقل مهاراتهم في الكتابة والتلخيص والقراءة الواعية، وإبراز الكتّاب منهم ونشر كتاباتهم والترويج لها، كما تسعى اللجنة إلى دعم المكتبات الأهلية في مختلف محافظات السلطنة، ودعم مختلف المواهب العمانية الشابّة.

واستحدثت اللجنة في ركنها هذا العام فعالية "السينما والأدب" التي يتم خلالها عرض أفلام تربط القراءة والأدب بعالم السينما، ليتم تناول هذه الأفلام والروايات الأدبية المقتبسة عنها فنيًا ونقديًا في جلسات مخصصة. واستضاف الركن الفنان القدير أحمد الأزكي لمناقشة فيلم "اللص والكلاب" المقتبس من رواية نجيب محفوظ، والذي أنتج عام 1962.

وقال الأزكي: "حينما كان يُسأل نجيب محفوظ عن رأيه في تحويل أعماله الروائية والقصصية إلى سيناريوهات أفلام أو مسلسلات، ومدى قبوله أو رفضه لإجراء تغييرات على نصه الأصلي، كان يجيب بوضوح وحسم بأنّه مسؤول فقط عن نصه المكتوب، وليس له أن يتدخل في عمل كاتب السيناريو أو المخرج، معتبرا أنّ هذا الفيلم أو المسلسل أو أيا ما كان الوسيط الذي يستلهم عمله الروائي "عمل فني" مستقل له شروطه وأدواته، كما يرى أنّ الرواية شيء مستقل تماما عن الفيلم والمسلسل فهما عملان فنيان منفصلان لكل منهما رؤيته وشروطه واستقلاليته الكاملة".

وأشار الأزكي إلى أنّ الحوار في رواية "اللص والكلاب" يؤدي وظيفتين وهما تكسير رتابة السرد والإيهام بواقعيّة الشخصيّة، وتقريب الشخصية والكشف عن خصائصها، أمّا في الفيلم فمن الملاحظ انتقاله من الفصحى إلى العامية انسجاما مع بيئة المكان.

وأضاف الأزكي: "من يقرأ رواية "اللص والكلاب" قبل أن يشاهد الفيلم يدرك أنّ التغيير في تسلسل أحداثها يختلف عما يقدمه الفيلم السينمائي، ويعد ذلك درس مهم ينبغي مراعاته عند تحويل العمل الأدبي إلى سينمائي فني حتى نمتلك روح نجيب محفوظ فيه".     

واستضافت اللجنة الكاتب والروائي محمد حسن العلوان من المملكة العربية السعودية، أصدر خمسة روايات وهي (سقف الكفاية، صوفيا، طوق الطهارة، القندس، موت صغير)، وصدر له كتاب واحد وهو (الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه)، وقد تمّ اختياره عام في (٢٠١٠) ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا عام ٢٠١٣، ورشحت روايته القندس ضمن القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر العربية من بين 133 رواية مشاركة على مستوى العالم العربي، كما فازت روايته (موت صغير) بجائزة البوكر العربيّة لعام 2017.  

وقال علوان: "أنا مع أن يكتب الجميع لكل من يعرف الكتابة، الكتابة رحلة ذاتية حميمة، أما نشر العمل المكتوب فهو أمر منفصل تمامًا عن الكتابة، إن أردت أن تنشر، يجب أن تعي تمامًا لمَ تفعل ذلك".

واحتفت اللجنة بنتائج ورشة القصة القصيرة جدًا للنشء عن طريق إصدار مطبوع بعنوان (الغد يأتي في الصّباح) تم توزيعه على الزوار خلال زيارتهم للركن، وكانت مجموعة من الفتيات اجتزن عددًا من الورش والتمارين التي ساعدت في صقل تلك الموهبة لديهن، بمساعدة القاص حمود الشكيلي، الذي استمر في إعطائهن التعليمات والتعديلات اللازمة في قصصهن القصيرة جدًا منذ الحلقات الأولى للورش في معرض مسقط الدولي للكتاب عام 2017م.

كما دشنت اللجنة التسجيل الصّوتي (كُتُبٌ تتحدّث)، الذي جاء كنتاج لورشة التسجيل الصوتي التي بدأت من خلال فتح استوديو مصغّر في ركن اللجنة بالمعرض الماضي متيحًا الفرصة للزوار لتسجيل نص صوتي من كتبٍ محددةٍ، لتفرز تلك الأصوات وتم اختيار أفضل 20 صوتًا منها لخوض تجربة التسجيل أمام مدربين صوتيين من خلال التدريبات العملية في الورشة التي فعّلت تحويل مختلف الكتب القصصية وكتب التاريخ والأدب إلى كتب صوتية، وتم بعد ذلك اختيار أفضل 10 أصوات.

كما استضافت اللجنة مجموعة من المشاركين بالركن الخاص بها للحديث عن تجربتهم باستديو التسجيل الصوتي المصغر.

وضمن أنشطة اللجنة استضافت مبادرة "عمان تقرأ" وهي شبابية تطوعية تهدف لنشر الوعي بثقافة القراءة لمختلف الفئات العمرية، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كالانستجرام وتويتر وسناب شات، خلالها يتم إعداد فقرات يومية تستعرض كتب واقتباسات واستضافات لكتاب عمانيين. هذا ولا يقتصر دور المبادرة على العالم الافتراضي، وإنما تقوم بفعاليات متعددة على أرض الواقع في المدارس والمستشفيات.

وحاورت المبادرة الكاتب سعود المحروقي صاحب كتاب "كوب كابتشينو في متعة السفر"، والذي يستعرض تجربته في السفر بعد زيارته 9 دول أوروبية، ساعيا من خلاله إلى تدوين كل المكتسبات والعادات والثقافات التي عايشها في ترحاله، وعن منهجية الكتاب فهي على شكل يوميات يسرد فيها أحداثه المميزة، والمزارات السياحية في المدن والمواقف التي تعرض لها الأصدقاء الذين حظي بصحبتهم.

واحتفت اللجنة بالفنانين الراحلين (عمان العدوي، ومحمد النهدي وأحمد العبادي وريا الرواحية) بفعالية مقهى الشباب بجلسة "نتذكرهم"، قدمها سامي أولاد ثاني، واستضافت الجلسة كلا من الفنانة التشكيلية بدور الريامية والفنانة التشكيلية روان المحروقية والمصور الضوئي رشاد الوهيبي.

وقالت بدور الريامية في حديثها عن الفنانة الراحلة ريا الرواحية: "ريا إنسانة صاغت أفكارها بطرح عال، وكان لها حضور طاغٍ رغم صغر سنها، وتميزت بأفكار منفردة، حيث كانت تنمو روحيا، وتنتج لتنتصر وتتغلب على الواقع وما يواحهة من تحديات".

وأضافت الريامية: "كانت ريا تتحدث عن الصعوبات التي نواجهها نحن كبشر وكفنانين وكنساء، وتجيب عن التحديات بالفن المفاهيمي، كانت الرواحية تمضي بثبات وثقة دون أن تلتفت للصعوبات".

قال رشاد الوهيبي: "المصورون الراحلون جمعهم حب الضوء، وجماعة التصوير الضوئي بجامعة السلطان قابوس والجمعية العمانية للتصوير الضوئي وشركتهم الخاصة في مجال التصوير الضوئي، حيث سعوا إلى توصيل رسائلهم الخاصة بالصور المتحركة والثابتة ويتعايشوا مع العملية الفنية في حياتهم".

وتحدث عن المصور عمان العدوي قائلا: "عمان هو الأكثر نشرا لاسمه كونه كان الأكثر نشرا لأعماله، كان يعكس بعدسته لحظات الجمال المتعلقة بالطبيعة وحياة الناس ومختلف مكونات الحياة".

وتحدث عن المصور محمد النهدي قائلا: "كان حالة فنية متفردة، وصاحب فكرة مشروع (#squ365)، الذي أسس لمستوى جديد وقامة عالية لمشاريع وأعمال الفنون البصرية، حيث قاد النهدي زملاءه المشاركين معه بالمشروع في رحلة فنية ضوئية مختلفة قدمت جرعات متنوعة من المتعة البصرية".

وأعمال المصور أحمد العبادي لها تكوين مميز ويبحث عنه، يصور الطبيعة وحياة الناس،  كان مصورا مجتهدا في إنتاج الفيديو والتايم لابس.

واستحدثت اللجنة هذا العام مسمى دوري القراءة في المسابقة الوطنية للقراءة، إذ تم توسيع نطاقها لتشمل كل محافظات السلطنة بالشراكة مع وزارة التربية و التعليم، وبدأت المسابقة بقراءة المجلد الأول من الموسوعة العمانية، في حين قرأت الفرق المتأهلة المجلد الثاني من الموسوعة العمانية في المرحلة الثانية، وقد تأهل فريقان يمثلان كل محافظة بواقع ٣ طلاب لكل فريق، ووصل للمرحلة الأخيرة ٢٢ فريق يتنافسون على مدار ١٠ أيام لتتوج ٣ فرق فائزة، وتتطلع اللجنة الوطنية للشباب لتوسيع نطاق المسابقة مستقبلًا لتشمل مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك