التعليم بتقنية الواقع المعزز

عمرو عبد العظيم

يرجح ظهور تكنولوجيا الواقع المعزز للعام 1960م، وتؤكد بعض الدراسات أنها ظهرت عام 1966م، على يد البروفيسور إيفان سذرلاند حيث قام مع مجموعة من طلابه باختراع نظارات تسقط الأشكال ثلاثية الأبعاد ذات إظهار سلكي (wire frame model) في البيئة الحقيقية للمستخدم ومع بداية ظهور الأجهزة المحمولة ما بين عام 1970 حتى 1980 مما شكل نهضة في الحوسبة القابلة للارتداء "حاسب ملبوس". قام كل من كوديل ومزيل في عام 1990 بتطوير تكنولوجيا تتيح إسقاط مواقع الوصلات الكهربائية في داخل المباني ثم قامت مجموعة من الباحثين بعمل نظام في عام 1992 لتوجيه القوات الجوية الأمريكية عرف باسم"VIRTUAL FIXTURES" يقوم بإسقاط حروف كبيرة على الأسطح للاستدلال على مواقع هبوط الطائرات.

ويعرف السيد (El Sayed, 2011) الواقع المعزز بأنها: تكنولوجيا إضافة الكائنات الافتراضية الى المشاهد الحقيقية من خلال إتاحة إضافة معلومات ناقصة إلى الحياة الحقيقية . كما يعرف (نوفل، 2010) تكنولوجيا الواقع المعزز بأنه"نظام يتمثل بدمج بيئات الواقع الافتراضي والبيئات الواقعية من خلال تقنيات وأساليب خاصة" فالواقع المعزز نظام يعتمد على رؤية العالم الحقيقي بشكل مباشر من خلال وجودك عن بعد ومطابقة الصور غير الحقيقية أو المصطنعة بالصور الحقيقية حتى تزود بعناصر حقيقية ومعلومات إضافية ربما تكون غير مرئية وغير واضحة عند رؤيتها بواسطة العين البشرية، كما أنها تدمج المعلومات الافتراضية من البيئة الخارجية في محيط رقمي يحاكي الحقيقة وبالتالي تضيف مجموعة من المعلومات المفيدة الى الإدراك البصري للإنسان فعلى سبيل المثال يمكن أن تصبح حركة اليد البشرية أمام كاميرا صغيرة حركة لحيوان أسطوري على شاشة الكومبيوتر.

فيتضح مما سبق أن تكنولوجيا الواقع المعزز ماهي إلا نقل للبيئة الخارجية الى داخل جهاز رقمي فهي ليست ملفا نصيا أو وسائط متعددة فقط بل هي تكنولوجيا تزود المستخدم بالمعلومات مباشرة في نفس وقت استخدامها، كما إنها تقلص الفجوة بين الواقع الذي يشهده المستخدم والمحتوى الافتراضي الذي تقدمه التكنولوجيا.