انطلاق "مؤتمر الرعاية الصيدلانية".. و56 ورقة وحلقة عمل تناقش تعزيز البحث العلمي والإبداع والابتكار وتوظيف التقنيات

مسقط - الرؤية

تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة افتتح مساء أمس الإثنين بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض مؤتمر الرعاية الصيدلانية الثامن الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي وبحضور عدد من أصحاب السعادة وعدد من المسؤولين، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.

يهدف المؤتمر إلى تعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية بين المشاركين فيه، وإلى بناء جيل من الباحثين لتطوير ممارسة مهنة الصيدلة بهدف رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة ولتحقيق الجودة والفعالية في إدارة العمل الصيدلاني. بمهنية وتفعيل الرعاية الصيدلانية بصيدليات المجتمع من خلال طرح 39 ورقة عمل محلية ودولية فيه، بالإضافة إلى إقامة 17 حلقة عمل صيدلانية وصحية، و8 جلسات حوارية ومشاركة 29 ملصقاً علمياً معداً من قبل الممارسين والطلبة.

في بداية الافتتاح ألقت الصيدلانية نسيبة بنت حبيب بن محمد نصيب المديرية العامة للتموين الطبي كلمة أوضحت فيها أنّ مؤتمر هذا العام يحمل شعار "نحو التميز المهني في الممارسات الصيدلانية، وأنّه يهدف إلى فتح آفاق جديدة للتفاعل العلمي والمهني بتواجد نخبة مجيدة من الخبراء والباحثين والصيادلة.

وأعربت عن أملها في تقديم رؤى تطويرية مهمة لتفعيل دور الصيدلي لإتاحة الفرص للطلبة والخريجين الجدد لتطوير مهاراتهم، وللاستفادة من أصحاب الخبرات لإثبات أنفسهم كصيادلة واعدين وقادرين على إبراز دورهم الحيوي لدفع عجلة التغيير نحو مستقبل أفضل قادم.

وأضافت المديرة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة إنّ المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود كافة أطياف وفئات النظام الصحي، لتأكيد دورهم الحيوي بالسياسة الصحية الوطنية الشاملة، وأشارت إلى أنّ المؤتمر سيشهد إقامة العديد من المحاضرات وحلقات العمل والجلسات الحوارية بمشاركات محلية ودولية تتركز على التغطية الصحية الشاملة، وعلى قدرة النظام الصحي ومرونته في التعامل مع الأزمات بمبادرة من المديرية العامة للتخطيط والدراسات بالوزارة ضمن رؤية تؤمن بأنّ الصحة هي بوابة التقدم وأنّ العلم والمعرفة هما طريقا التميز والإبداع.

وأضافت أنّه على هذا النهج تأسست رؤية ورسالة وأهداف النظام الصحي عشرون خمسون برعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بهدف الارتقاء ولتطوير النظام الصحي بالسلطنة.

وأكدت المديرة العامة أنّ أساس النظام العلاجي يعتمد بنسبة كبيرة على وصف الدواء واستخدامه، وهي عملية علمية دقيقة، وسلسلة متصلة من الإجراءات لضمان وصف الدواء المناسب والتأكد من استخدامه الآمن، كما أنّ هذه العملية تمر بالعديد من التحديات على مختلف المستويات في نظام الرعاية الصحية، وأن الأخطاء الدوائية يمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل استخدامه، بدءاً من وصف الدواء من قبل الطبيب المعالج، أو من تدقيق ومراجعة الوصفة الطبية وتحضير الدواء من قبل الصيدلي، أو من طريقة كتابة تعليمات ومواعيد أخذ الدواء وصولاً لطريقة حفظ الدواء واستخدامه من قبل المريض

 وأضافت أنّ هناك دراسة أجراها مسؤولو السلامة الدوائية العام الماضي في عدد من المؤسسات الصحية لقياس عدد الأخطاء الدوائية ومدى تكرارها قبل وصولها للمريض، وتضمنت أنّه تم تسجيل 2900 تدخل للصيادلة في الخطط العلاجية بسبب وجود أخطاء دوائية. وأنّ تلك التدخلات تنوعت بين أخطاء في الجرعات، والشكل الصيدلاني، وعدد مرات الاستخدام وطريقة التعاطي.

وأضافت أنّ الوزارة تبنت استراتيجية تطبيق برامج السلامة الدوائية من أجل السيطرة لتقليل نسبة الأخطاء الدوائية، وكيفية رصدها ومتابعتها. ووضع الخطط والاستراتيجيات للتقليل من الحوادث العكسية للدواء من خلال فهم آلية حدوث الخطأ وكيفية تجنبه بشكل علمي ومدروس لتحقيق الأمن الدوائي، والوقاية من الأخطاء الدوائية قبل وصولها للمريض.

وأوضحت أنّ التزام السلطنة ومساندتها للخطة الاستراتيجية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للحد من الأضرار المرتبطة بالأدوية بمقدار النصف خلال الأعوام الخمسة القادمة تحت عنوان أدوية بلا ضرر سيؤدي لتحسين استخدام الدواء في كل مرحلة من مراحل الوصف والتوزيع والإشراف والرصد، والاستخدام.

وأشارت المديرة العامة للتموين الطبي إلى أنّ خريج كلية الصيدلة يقابل تحديات كثيرة بسبب التطور السريع في علوم الصيدلة والأساليب والخدمات الحديثة والمتجددة في الممارسة، وأكدت أنّ الصيادلة على اختلاف اختصاصاتهم هم يعدون حجر أساس في النظام الصحي لأي دولة، لكنّها ذكرت أنه للأسف دور الصيادلة لا يزال محصوراً في أدوار محدودة وتقليدية على الرغم من أنّه لدينا أدوار كبيرة وحيوية تحتاج لمزيد من الاجتهاد والعمل والصبر لتحقيقها وإعطاء صورة مغايرة عن الصورة النمطية ألا وهي صرف الأدوية.

وأكدت على أنّ تعمين الصيدليات أصبح ضرورة ملحة تفرضها تحديات الواقع الحالي من خلال إعداد كوادر قادرة على الاستمرار في سوق العمل مما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

وأنّه من منطلق رفع مستوى الرعاية الصيدلانية، فقد عملت الوزارة على اعتماد استراتيجية الرعاية الصيدلانية برؤية طموحة لرفع مستوى معايير الممارسة الصيدلانية وإعداد الدليل الإرشادي لسياسات وإجراءات عمل الممارسة الجيدة للصيدلة لكافة شرائح المرضى داخل المستشفيات أو للمراجعين في العيادات الخارجية، وتعزيز برامج التعليم المهني المستمر من خلال إعداد كوادر صيدلانية مبدعة وكفاءات مجيدة ومستويات رفيعة  لتحقيق أكبر فائدة تساهم في البناء المعرفي لهم ولدعم تطورهم الذاتي وتحقيقاً لذلك تمّ تبني برنامج الصيدلي المتميز الذي تم الإعلان عنه خلال المؤتمر السابع للرعاية الصيدلانية بهدف تشجيع وزيادة مبادرات التميز بين الصيادلة لغرض تنمية مهاراتهم وتزويدهم بالكفاءات والمقومات اللازمة ليصبحوا خبراء متمرسين قادرين على تقديم خدمة متميزة للمرضى وذلك بالتعاون مع المجلس الأمريكي للاعتماد التعليم الصيدلي ضمن برنامج الشراكة مع شركة الخبرات الدوائية (Pharma Expert) وبمشاركة خمسة وثلاثين صيدلانياً من مختلف مستشفيات السلطنة، تمّ اعتمادهم كمدربين على مدار عام قاموا بجهود رائعة ومبتكرة أثمرت بتخريج مئة واثنين وعشرين صيدلانياً متميزاً قاموا بتأسيس النواة الأولى في وزارة الصحة  في عالم التعليم المهني المستمر للصيادلة.

هذا البرنامج الذي قام بتحفيز الصيادلة للشروع في التغييرات والتحسينات اللازمة للنهوض الاستراتيجي بمهنة الصيدلة والممارسات المهنية للارتقاء للمستوى المطلوب.

ووجّهت الشكر للمجلس الأمريكي لاعتماد التعليم الصيدلي وشركة الخبرات الدوائية على التعاون المثمر، موضحة أنّ انضمام المديرية العامة للتموين الطبي لعضوية الاتحاد الدولي للصيادلة، سوف يتيح للصيادلة الوصول للمعارف والخبرات من أنشطة وبرامج بقية أعضاء الاتحاد وتهدف لتحسين وتطوير ممارسة مهنة الصيادلة.

كما أكدت على أهمية الموضوعات التي سيتم مناقشتها فيه والتي ستتركز على تطوير النظم الصحية للارتقاء بالصحة العامة وباستخدام أدلة تحديد الأولويات في اتخاذ قرارات التغطية الصحية الشاملة لتعزيز مفاهيم القيادة بالممارسة المهنية التخصصية ولتعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة، والمشاكل المرتبطة بالأدوية وتأثيرها على نتائج العلاج الدوائي، وإدارة الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية.

بعـدها ألقت الدكتورة سيلفيا هايلاند نائبة الرئيس والرئيسية التنفيذية للعمليات من معهد الممارسات الدوائية اللازمة الكندي كلمة أوضحت فيها أنّ السلطنة أطلقت التحدي العالمي الثالث في سبتمبر 2017 والذي هدف في أحد مجالاته إلى خفض مستوى الضرر الجسيم الذي يمكن تلافيه نتيجة استعمال الأدوية بنسبة تصل إلى 50% وذلك على مدى خمس سنوات.

 وأشارت إلى أنّ التدخلات التي أحدثها الصيدلاني ساهمت في تدني معدلات التنويم المتكررة للمريض، وذلك بناءً على التجارب السريرية العشوائية التي أجريت على 1467 مشاركًا ممن يتناولون ما لا يقل عن 5 أنواع من الأدوية.

 وأضافت أنّ أدوار الصيدلاني قد تغيّرت على مرور السنوات مع زيادة التأكيد على نقل المعرفة، إذ أنّ الصيدلاني هو بدون شك يملك التدريب الأفضل فيما يتعلق بالتعامل مع تفاعلات الأدوية، كما أشارت إلى أنّ العمل مع الكوادر الطبية والتمريضية وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية سيساهم في تحقيق النتائج الصحية الإيجابية المطلوبة.

بعدها تحدث البروفيسور صالح باوزير أستاذ الصيدلة الاكلينيكية ورئيس مركز باوزير للاستشارات الصيدلانية عن التدريب الذي يعد عملية منهجية يتم من خلالها اكتساب المعرفة وتطوير مهارات الموارد البشرية لمؤسسة ما عن طريق الأنشطة التعليمية والتطبيقية من أجل تحسين الأداء المؤسسي.

 وأشار إلى وجود اختلاف بين التدريب والتعليم والتطوير، موضحا أنّ التدريب قصير المدى وموجه نحو تحقيق مهام معينة، ويستهدف إحداث تغيير في السلوك والمهارات والمعرفة ضمن نطاق معين وعادة ما يكون ذا صلة بالعمل، بينما التعليم هو استثمار لمدى الحياة ويشرع به الفرد عند ميوله لمجال ما، أما بالنسبة للتطوير فهو استثمار طويل المدى للموارد البشرية.

وقد تضمن حـفل الافتتاح تقديم عرضين مرئيين الأول عن برنامج الصيدلي المتميز، والثاني عن الدور الذي يقوم به الصيدلي في مجال الرعاية الصحية وعلى ضوء المسابقة نفسها التي كانت حول اختيار أحسن سيناريو في مجال الرعاية الصيدلانية فازت بها سلمى المعشنية من مركز جيجيات الصحي في محافـظة ظفار.

في ختام حفل الافتتاح قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بتكريم الحاصلين على لقب الصيدلي المتميز، إلى جانب تكريم المتحدين بالمؤتمر.

بعدها قام معاليه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي شاركت فيه عدد من الشركات المصنعة للأدوية والمؤسسات التخصصية بقطاع الصيدلة.

الجدير بالذكر أنّ المؤتمر بدأت جلسات أعماله صباح أمس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض من خلال عقد حلقات عمل تناولت مواضيعها حول المشاكل المرتبطة بالأدوية وعن التصنيف والتطبيقات العملية في السلطنة.

إلى جانب مناقشة التقنيات الخاصة بمراقبة وتقييم أثر البحوث على صياغة السياسات، بالإضافة إلى مناقشة المفاهيم والأساليب المتبعة في استخدام أدلة تحديد الأولويات في قرارات التغطية الصحية الشاملة. ولتأكيد دور الصيدلي في رعاية المرضى واعتماد إدخال التصنيف الموحد للمشاكل المرتبطة بالأدوية ضمن برامج السلامة الدوائية.

تعليق عبر الفيس بوك