مسقط - إبراهيم الهادي
تصوير/ راشد الكندي - عبدالله الخروصي
رعى سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء، ندوة علمية عن حياة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي، بقاعة الشامخات بولاية العامرات، وبحضور سعادة الشيخ الدكتور يحيى بن سليمان الندابي والي العامرات، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء والولاة وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي، والشيوخ والرشداء والأعيان، والمهتمين.
استُهلت الندوة بكلمة ألقاها جابر بن علي الكندي حفيد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي؛ تطرق فيها إلى تفاصيل حياة الشيخ، والجوانب الفكرية والعلمية والاجتماعية، ثم ألقى سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء -راعي الندوة- كلمة؛ أكد فيها أن البحث في شخصية الشيخ سعيد بن ناصر الكندي من قبل أبناء ولاية العامرات بكل تأكيد يحمل الكثير من المعاني الهادفة والنبيلة، وتقديرا منهم للعلم والعلماء، مؤكدا أن أوراق العمل التي تتناولها الندوة ستكون نافذة أخرى من نوافذ العلم للباحثين في سيرة أهل عُمان.
ثم عُرض فيلم وثائقي عن حياة الشيخ سعيد بن ناصر الكندي من إعداد وتقديم الدكتور سيف بن سالم الهادي، وتمثيل شخصية الكندي، من قبل يحيى بن علي الوهيبي، وإخراج شبيب بن سعيد الهادي، والذي شمل العديد من الجوانب في حياة الشيخ الكندي، والتي تحدث عنها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في مقابلات خاصة للتقرير.
وأدار الدكتور سليمان بن عمير المحذوري الجلسة الأولى، التي قدم فيها مصطفى بن هلال الكندي ورقة عن "الشيخ سعيد بن ناصر الكندي حياته ونشاته"؛ حيث تطرق المحاضر للسيرة الذاتية للشيخ العلامة سعيد بن ناصر بن عبدالله الكندي؛ من حيث نشأته ومكان ولادته، ومقر سكنه في نزوى وفي العامرات، وطريقة وأسباب انتقاله من نزوى لمسقط، وكذلك تحدث عن دراسته وأهم أساتذته وأهم تلامذته، وعن أعماله ودوره السياسي في عُمان، إضافة للحديث عن أجداده وأعمالهم، وتحدث عن بعض الأعلام من عائلته، من أبنائه وأحفاده، وعن أبناء عمه وأبناء إخوته، ودورهم في مجتمعهم الخاص في سمد نزوى ومجتمعهم العام في عمان. وأخيرا تحدث عن وفاته، وقدم عرضا مرئيا لبعض الوثائق والصور، وعرض مشجرات نسبية لأجداده والتي تعرض لأول مرة، وقد تتبعت الورقة التي قدمها مصطفى الكندي في منهجيتها السرد الإنشائي مُرتَّبة حسب النقاط من ولادته حتى وفاته، مع ذكر بعض الأمور المهمة في حياته. أما المصادر التي اعتمدت عليها الورقة، فتنقسم إلى ثلاثة أقسام، بعضها من الكتب المطبوعة، خاصة التي تعنى بالتراجم، وبعضها بها ذكر عابر للشيخ فقط، وبعضها الوثائق القديمة من صكوك قديمة وتراجم لا تزال مخطوطة، والمصدر الأخير هي المصادر الشفهية من كبار السن، خاصة أحفاده.
وقدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي ورقة بعنوان "المواطنة عند الشيخ سعيد بن ناصر الكندي 1268هـ/1851م-1355هـ/1936م"؛ حيث قال: إن أحد المفكرين يرى أن "ممارسة المواطنة لا يمكن أن نفصلها عن الانتماء لأمة؛ سواء أكان ذلك من خلال المنشأ أم من خلال التجنس، والفرد الذي بدون دولة ليس مواطنا"، وبذلك هذا الفرد له حقوق وواجبات في وطنيته. وكانت كلمة الوطنية غير مستخدمة بمعناها الحرفي، غير أنها في الواقع هي انتماء وطني، في كيان الأمة العمانية، وخير دليل في أشعارهم وتفانيهم في خدمة الوطن والذود عنه. وكان للسلف دور في غرس هذا الانتماء في نفوس الأبناء توارثه جيلا بعد جيل، وقال: إن الدراسة التي أعدها تهدف للتعريف بمكانة الشيخ سعيد بن ناصر بن عبدالله الكندي الوطنية، وكيف استطاع إبراز هذه الوطنية في مجتمعه المنقسم بين الساحل والداخل، وكيف تمكن من محاولة التوفيق بين السلطان والإمام ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الدكتور سعيد المنهج الوصفي التحليلي؛ حيث قسم دراسته بين تمهيد ومبحثين، تناول التمهيد الوضع السياسي في عصر الشيخ سعيد الكندي، بينما ركز المبحث الأول على المواطنة وعناصرها. وناقش المبحث الثاني دور الشيخ سعيد في المواطنة وكيف استطاع أن يؤثر في مجتمعه هذا الانتماء.