مكافحة المخدرات واجب وطني

 

سُلطان السّعدي

تشهد الساحة العالمية الكثير من الظواهر والمشكلات الاجتماعية السلبية، الأمر الذي دفع دول العالم إلى إيجاد جملة من البرامج والخطط المستقبلية الرامية إلى محاربة تلك الظواهر، بغية تأمين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي بين أفراد المجتمع، كما تسعى أيضاً إلى تتبع كافة الممارسات والظواهر السلبية التي تتعارض مع أهداف المجتمع وسياساته ومبادئه وأخلاقه، بهدف الوقوف على الأسباب والدوافع التي أدت إلى  بروز تلك الظواهر لرسم السياسة الكفيلة بمعالجة ومحاربة تلك الظواهر وتقليص انتشارها، إضافة إلى سن القوانين والتشريعات والعقوبات الرادعة التي تسهم في الحد من تفشي تلك الظواهر السلبية وما تخلفه على أوساط المجتمعات وأمنها. يقع حديثنا في هذا النص على ظاهرة تعتبر من أخطر وأفجع الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعات العالم، ألا وهي مشكلة المخدرات ومدى تأثيرها على المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، حيث باتت هذه الظاهرة تعارك العالم بجيوشها الطامحة إلى إيقاف عجلة التنمية ومحاربة القوى البشرية المنتجة. إنَّ هذه الآفة الهدامة أصبحت سلاحاً يستخدمه تجّار المخدرات ومروجوها من أجل الحصول على عائد غير مشروع. إن إحصائيات الألفية الجديدة تشير بكل وضوح إلى تنامي مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها واتساع نطاقها، ومن ثم تنامي أضرارها وآثارها على المجتمع الإنساني. لقد أشار الأمين العام للاتحاد العربي للوقاية من الإدمان الدكتور خالد الصالح في ندوة عقدت ونشرت على الموقع الإلكتروني(mbc.net)، بتاريخ6/4/2016 أن عدد متعاطي المخدرات في العالم العربي قد بلغ نحو 10ملايين متعاطٍ بنسبة تصل إلى حوالي 3% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم 344 مليون نسمة.

ومن منطلق الواجب الوطني فإنَّ على أفراد المجتمع تعزيز الشراكة، وذلك في العمل جنباً إلى جنب مع كافة المؤسسات الأمنية والمدنية فيما يتعلق بالقضاء على الظواهر السلبية، سواء أكانت تلك الشراكة تتعلق بتربية وتوعية أفراد الأسرة والنأي بهم عن كل ما قد يهدد مستقبلهم في الإقدام على مثل هذه الممارسات، واكتسابهم درجة عالية من الوعي والحرص والثقافة في هذا الجانب، أو كانت تلك الشراكة تتمثل في الإبلاغ عن المخالفين والمرتكبين لها بغية الحفاظ على أمن المجتمع وقيمه وأخلاقه وسمعته، إن الأرقام والإحصائيات تقود إلى تأكيد ووجوب مساندة الجهات المختصة في القضاء على هذه الظاهرة من خلال أبناء المجتمع.

 

 وما الدور الذي تلعبه شرطة عمان السلطانية إلا دليلٌ على حرصها على تحقيق الأمن لأفراد هذا المجتمع وحفاظًا على تهيئة الاستقرار الاجتماعي لهم، وقد اتضح أن هناك الكثير من النجاحات التي حققتها هذه الجهة في سبيل إحباط محاولات التهريب والترويج للمخدرات، إضافة إلى حرصها على توعية أفراد المجتمع بخطورة هذه الآفة، فالتعاون والتكاتف أمر هام يساهم في بناء مستقبل عمان.

 

sultansalim2@hotmail.com

 

    

تعليق عبر الفيس بوك