ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

بيان أثر الاجتهاد والتجديد

إعداد/ فريق مركز بصيرة العلمي

 

(1)    ضرورة الاجتهاد في حياة الأمة:
الاجتهاد ضرورة في حياة الأمة؛ ليستقيم أودها، ويستمر عطاؤها، وينتظم أمرها.            (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 48).

(2)    الاجتهاد ضرورة ملحة في كلِّ عصرٍ:
"إذا كان الاجتهاد في كلِّ عصرٍ ضرورة ملحة تحتمه حاجة الناس إلى الأحكام الشرعية ليلبسوها ما يصدر منهم من أعمال، وليحلوا بها ما يستجد عندهم من مشكلات، ولينزلوها على ما يواجهونه من أحداث لم تكن مطروحة من قبل على الساحة الفقهية؛ فإن عصرنا هذا ــ بما يشهده من تطور مذهل، وما يعايشه من تقدم سريع لقاطرة الحياة، وما يتقاذف إليه من قضايا وأحداث محيرة للألباب ــ هو أحوج ما يكون إلى مواكبة تطوره وتقدمه في المجالات المادية بحركة علمية أصلية تستمد من أبحر الشريعة الواسعة ما يضفي على كل قضية تستجد ومشكلة تعرض نسيجًا متقنًا من أحكامها العادلة؛ حتى لا تحتاج إلى لبوس يجلب إليها من خارج محيط شرع الله تعالى".(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 7 ــ 8).

(3)    وظيفة العالم المجتهد:
"العَالِم المجتهد عليه أن يبذل وسعه في استنباط الحكم الشرعي لإضفائه على قضية حادثة لم ينص على حكمها في الكتاب ولا في السُّنَّة ولم يحك إجماع على حكمها، كما أن عليه أن يقارن بين الأدلة وأقوال من سبقوه عندما تكون القضية سبق أن طُرِحَت في ساحة البحث بين الفقهاء فتباينت فيها آراؤهم وتعارضت أدلتهم؛ حتى يستخلص الأرجح من الأقوال والأصح من الأدلة فيعتمده". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 11).

(4)    حركة التطور سُنَّة لازمة في حياة البشر:
"إذا كانت حركة التطور سُنَّة لازمة لحياة البشر فإنها تختلف بين عصر وعصر، ففي خلال العصور الماضية كانت خطواتها بأناة وهدوء ولكنها في العصر الحديث كانت بطفرة هائلة بحيث خرجت عن جميع حدود المقاييس البشرية، حتى لو قلنا بأنها تقاس بسرعة الضوء أو تكاد لما كنا في ذلك مبالغين، فلولا أن الناس ألفوا هذا التطور السريع في عالم اليوم وأصبح جزءًا من حياتهم لأذهلهم حتى يذهب بألبابهم".(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 6).

(5)    الراسخون في العلم:
"لكلِّ نصٍّ من نصوص الشريعة بحر من المعاني لا ساحل له، ولا يقوى على العوم بين لججه إلا المهرة، وهم الراسخون في العلم، أولئك هم الذين أشار إليهم قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83] فَإنَّ عَلى مَنْ عَداهم أنْ يسلس لهم القياد، ويسلم لهم الأمر؛ لأنهم القادرون على الفهم بما أوتوا من الاقتدار على استنباط الحكم ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21]".
(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 7 ــ 8).

(6)    التجديد يشمل جميع نواحي الحياة:
"إن التجديد يشمل جانب الاجتهاد الشرعي في الفقه كما يشمل الجانب الإصلاحي وذلك بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودفع الشبه ونصب الحجج؛ لإعادة قوة الدين، وتمكينه من النفوس، وتحكيمه في شؤون الحياة، والتبصير بهدايته من العمى، والإنقاذ بحكمته من الضلال والردى؛ إذ بهذا يجدُّ ثوب الدين بعدما يبلى، وينضر وجهه بعدما يذوي، ويقوى ركنه بعدما يضعف، ويمتد شعاعه بعد خفوته".(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 12).

(7)    الإنسان خليفة الله في الأرض:
"إن الإنسان لم يُخَلق هملًا ولم يترك سدى؛ وإنما خُلِقَ ليكون خليفة في الأرض يعمرها باسم الله مبدئ الوجود ومعيده، ويضبط كل حركة يتحركها فيها وفق حكمه العادل وشرعه الحكيم، لذا كان لزامًا عليه أن يؤطر حياته فيها ــ بجميع أطوارها وأحداثها ــ في إطار شرعه الواسع العميق". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 6).


(8)    الاجتهاد مقام احترام لا تطاول:
"كان من الواجب أن يُحتَرم مقام الاجتهاد؛ فلا يُدَنَّس بهوى، ولا يتطاول عليه إلا من كان أهلًا له، وهم العلماء الربانيون الذين غاصوا في أعماق لجج الشريعة؛ فسبروا حكمها وأحكامها، وتصوروا أصولها وفروعها، وفهموا مقاصدها وغاياتها، فتكونت عندهم ملكة تمكنهم من التمييز بين الأدلة قويها وضعيفها، وبين أقوال من سبقهم راجحها ومرجوحها، كما تمكنهم من استنباط الأحكام من أصول الشريعة؛ لإنزالها على الواقع والأحداث المستجدة التي لم يسبق طرحها على ساحة البحث من قبل". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 13 ــ 14).

(9)    الاجتهاد عبادة لا اتباع هوى:
"الاجتهاد لا بد أن يكون مضبوطًا بالضوابط الشرعية، ومؤطرًا في الإطار الشرعي الذي أذن الله سبحانه وتعالى بالاجتهاد فيه، فلا يكون اتباعًا للهوى، ولا استجابة لمصلحة شخصية، أو نزولًا إلى الواقع لإخضاع حكم الشريعة له وإنما هو عبادة وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، وتطبيق لحكم الشرع على الواقع حتى يكيف بمقتضاه".
(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 13 ــ 14).

(10)    الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - عنوان حياة الأمة:
"إذا كانت هذه الأمة لا تقوم حياتها إلا على الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك هو عنوان هويتها، ومصدر قوتها، ودليل عزتها وشرفها؛ فإن عليها أن تجدد حياتها بتجديد قوة هذا الأمر، والأخذ في كل وقت بوسائله المحققة لنجاحه، سواءً كانت مادية أو معنوية، هذا مع عدم الغفلة عما تنهض به الأمم، وتتنافس فيه من تحقيق الإنجازات الهائلة في المجالات المادية، وهو مما يدخل فيما أمر به القرآن في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠]". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 66).

تعليق عبر الفيس بوك