"الصحة" تكشف تفاصيل السياسة الوطنية والخطة التنفيذية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية .. الأحد

...
...
...
...
...
...

≥ الهنائي: الخطة تهدف لخفض الوفاة المبكرة بسبب الأمراض غير المعدية 25% بحلول 2025

≥ اللمكي: قطعنا شوطا كبيرا في الرعاية الأولية.. والمراكز الصحية جاهزة

≥ القاسمي: الوزارة وضعت الخطة لتتماشى مع "2030" ونظرة عمان القادمة

الرؤية - مدرين المكتومية

عقدت وزارة الصحة، أمس، مؤتمراً صحفيًّا حول التحضيرات لحفل تدشين السياسة الوطنية والخطة التنفيذية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية؛ حيث ترأس المؤتمر سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط، وبحضور كلٍّ من: الدكتور أحمد القاسمي مدير عام التخطيط والدراسات بالوزارة، والدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، والدكتورة أميرة الرعيدان رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية بديوان عام وزارة الصحة، والدكتور عبدالله الصاعدي ممثل منظمة الصحة العالمية سابقا.

وقال سعادة الدكتور وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط: الأمراض المزمنة غير المعدية تشكل أحد أكبر التحديات الماثلة أمام التنمية في القرن الحادي والعشرين؛ لما تسببه من وفيات ومراضة، فعلى المستوى العالمي وحسب منظمة الصحة العالمية تودي هذه الأمراض بحياة 38 مليون نسمة كل عام، نصفهم تقريبا دون سن السبعين من العمر. وتقف الأمراض القلبية الوعائية وراء حدوث معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، إذ تتسبب في وقوع 17.5 مليون حالة وفاة سنويًّا، تليها السرطانات (8.2 مليون حالة وفاة)، ثمّ الأمراض التنفسية (4 ملايين حالة وفاة)، وأخيرا السكري (1.5 مليون حالة وفاة).

وأضاف: وفي السلطنة، يعزى ما نسبته 72.9% من الوفيات للأمراض غير المعدية؛ منها ما نسبته 24.3% بسبب أمراض القلب الوعائية وارتفاع ضغط الدم، و7% بسبب أمراض السرطان، و2.2% بسبب مرض السكري بموجب إحصاءات 2016. ويعدّ الخمول البدني والنُظم الغذائية غير الصحية وتعاطي التبغ والكحول من أهم عوامل الخطورة الأساسية؛ حيث تزيد من خطورة الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية. لذلك جاء الإعلان السياسي الصادر عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى والمعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية في سبتمبر 2011م، والذي دعا لطرح خيارات لتدعيم وتيسير إجراءات متعددة القطاعات من أجل الوقاية من الأمراض غير المعدية (غير السارية)، ومكافحتها عن طريق الشراكة الفاعلة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

وأكمل سعادته: وترجمةً لهذا الإعلان، ولما تتميز به السلطنة من وجود نظام صحي فعال في مكافحة الأمراض غير المعدية، ووجود تعاون ملحوظ بين مؤسساتها المختلفة، زار السلطنة في أبريل 2016م عدد كبير من الخبراء الدوليين، كان منهم فريق من الأمم المتحدة برئاسة الدكتور أوليج تشتنوف مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمراض غير المعدية والصحة النفسية، وعضوية 13 خبيراً من خبراء المنظمات التابعة للأمم المتحدة؛ حيث هدفت هذه الزيارة لبحث آلية صناعة القرارات فيما يخص مكافحة الأمراض غير المعدية، وإيجاد تشريعات وخطط عمل تخدم مكافحة هذه الأمراض. وقد عملت وزارة الصحة منذ فترة بعيدة على تعزيز الجهود لمكافحة هذه الأمراض في مؤسساتها المختلفة؛ حيث قامت بإدخال عيادات السكري وارتفاع ضغط الدم والربو في مؤسسات الرعاية الأولية وتوفير جميع الأدوية الأساسية والفحوصات المخبرية اللازمة، كما دشنت برنامجا وطنيا للفحص المبكر عن الأمراض غير المعدية لمن هم فوق الأربعين عاما في جميع مؤسسات الرعاية الأولية؛ بهدف التشخيص المبكر وتقديم العلاج الأمثل لمنع وتقليل حدوث المضاعفات وتم توفير عيادات للربو بالمراكز الصحية بكل متطلباتها؛ بهدف التقليل من نوبات الربو الحادة وتسهيل وصول المرضى إليها، إضافة لتعزيز السجل الوطني لأمراض السرطان بإدخال نظام رصد إلكتروني متطور لمتابعة الحالات.

التحكم بالأمراض

وأضاف سعادته: تعمل وزارة الصحة جاهدة على رفع نسبة التحكم بهذه الأمراض؛ وذلك بالتوعية المستمرة للمجتمع بضرورة تجنب عوامل الخطورة الأساسية، واتباع أنماط حياة صحية مناسبة. وتتويجا لهذه الجهود، وسعيا من وزارة الصحة لتقوية مشاركة جميع القطاعات ذات الصلة، وعملا بتوصيات مجلس الوزراء الموقر بهذا الخصوص، صدر في العام 2015 قرار وزاري بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية برئاسة سعادة وكيل الوزارة لشئون التخطيط، وعضوية ممثلين عن العديد من الوزارات ذات الصلة؛ شملت: وزارة التجارة والصناعة، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة الشؤون الرياضية، ووزارة الإعلام، ووزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للتخطيط، إضافة لعدد من الجمعيات الأهلية؛ مثل: الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان، والجمعية الطبية العمانية، والرابطة العمانية لمكافحة التدخين، وبعض المنظمات الدولية؛ مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، إلى جانب ممثلين عن القطاعات الصحية الأخرى بالسلطنة؛ وذلك بهدف تعزيز وتوحيد جهود كل القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية الأهلية في مكافحة الأمراض غير المعدية.

وأشار سعادته إلى أن اللجنة باشرت مهامها فور تشكيلها، وعقدت سلسلة من الاجتماعات الدورية، تمَّ خلالها مناقشة أفضل السبل لمكافحة الأمراض غير المعدية، ووضع سياسة وطنية شاملة لمكافحة الأمراض غير المعدية، وإعداد خطة وطنية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير المعدية. وتهدف الخطة الوطنية متعددة القطاعات إلى خفض عدد حالات الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول العام 2025، وتحتوي الخطة على ثمانية فصول؛ تتناول الجوانب المختلفة لأعمال الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية في سلطنة عمان، وتركز الخطة على التصدي للأمراض الأربعة الرئيسية: أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والسكري، كما ستفسح حيزا كبيرا لمجابهة عوامل الخطورة الأساسية وهي قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي والتدخين، إضافة لتركيزها على التوعية والإعلام لما لها من أهمية في مجابهة مثل هذه الأمراض، وقد تم إشراك جميع القطاعات ذات الصلة في وضع هذه الخطة، التي تمت مراجعتها من قبل فريق منظمة الصحة العالمية وتمت ترجمتها للغة الإنجليزية.

الرعاية الصحية

ثمَّ تطرَّق الدكتور سعيد اللمكي للحديث حول الرعاية الصحية الأولية، والتي تعد من أهم المراحل.. وقال: قطعنا شوطا كبيرا فيما يخص الرعاية الأولية، وتعد المراكز الصحية جاهزة في كل مناطق ومحافظات السلطنة؛ حيث نمتلك 230 مؤسسة صحية، كما تضم نظام أو برنامج "افحص واطمئن"، والذي استطاع أن يُوضح بعض الحقائق الخاصة بالأمراض المزمنة غير المعدية، وللبرامج التي تقدمها الرعاية الصحية المالية أهمية كبيرة، من حيث الأدوية والكفاءات العاملة وتقليل الانتظار والتحويلات، ونحن ولله الحمد يمكننا القول إننا من بين تلك الدول القليلة التي استطاعت أن تنجح في مجال الرعاية الأولية.

في حين قال الدكتور أحمد القاسمي: لا يخلو منزل من هذه الأمراض، وعندما قامت الوزارة بوضع الخطة وذلك ليتماشى مع رؤية 2030 ونظرة عمان المقبلة، بحيث إن الوزارة أساسا بدات منذ زمن بعيد تحقيق هذه الخطة.

أما الدكتور عبدالله الصاعدي، فقال: المنظمة مهتمة بعُمان كونها نموذجا ممتازا؛ وبالتالي فإنها ستكون نموذجا للكثير من الدول.

أما دكتورة أميرة الرعيدان، فتحدثت عن الاستعدادات حول حفل التدشين؛ حيث ضمن الخطة سيكون هناك عدد من المقالات والمواضيع والتقارير التوعوية عبر وسائل الإعلام، إلى جانب 12 مقطعا توعويا عن السمنه والملح والسكري والتغذية. أما حول برنامج الحفل، فسينطلق في 11 فبراير بفندق شيراتون عُمان بمسقط، وسيضم كلمات رئيسية، إلى جانب جلستين حواريتين لاستعراض السياسة والخطة التنفيذية ودور القطاعات.

تعليق عبر الفيس بوك