الحرس الجديد للمنتخب الأول

محمد العليان

حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم بطولة كأس خليجي 23، وكان ثمرة التتويج لاعبين وطنيين أثبتوا قدرتهم وإمكانياتهم، يُمكن أن نسميهم "الحرس الجديد" الذين جاؤوا حاملين معهم رايات التحدي والتفاؤل.. عناصر شابة أغلبها يشارك لأول مرة في بطولة الخليج، ولا يسعنا بذكرهم إلا أن نبتسم ونطمئن أنَّ هذه المجموعة، وبرغم الدفع الشحيح بها من قبل في تحديات حقيقية، تبدو متمسكة بالفرصة القادمة، خاصة في نهائيات كأس آسيا 2019م في الإمارات، وأنها أيضا عازمة على الاستمرار، ومن حين لآخر لترك بصمة كتلك التي تركها قبلهم لاعبو الجيل الذهبي كالكابتن محمد ربيع وعلي الحبسي وعماد الحوسني وأحمد حديد وبدرالميمني وهاشم صالح...والقائمة طويلة.

نعم، هؤلاء اللاعبون -ومع إضافة مجموعة أخرى من صفوة لاعبي المنتخب الأولمبي والشباب- يُمكن الرهان عليهم مستقبلا لكأس العالم وتصفياته القادمه 2022م، الحرس الجديد هم جيل التحدي، هم الذين بدأوا من حيث يتمنَّى أن يصل غيرهم، وهم ليسوا وحدهم عنوانَ التفاؤل؛ فالقاعدة لدينا هم أكثر ثراء ومنجم من قمة الهرم، كُرتنا بخير ولديها مواهب ومناجم كثيرة من اللاعبين، لكن تحتاج إلى استقرار وتخطيط طويل المدى، وإستراتيجية واضحة المعالم للمنتخبات، ولكي تستمر كذلك، ونجني نحن ثمار هذا المنتخب وهذا الجيل الرائع من اللاعبين، نحتاج من الأندية أن تهتم بالمزيد من الرعاية لفرق المراحل السنية وهؤلاء اللاعبين؛ لأنهم ثروتنا، وهم عنوان لمرحلة جديدة، وأعتقد بأن هذه الفئة بعد هذه النشوة العارمة بهذا الفوز المستحق، لن تسمح لنفسها مستقبلاً بأن تكون مجرد "مُشارك" في أي بطولة، أو محفل كروي قادم، أو أن تكون مجرد أسماء فقط في البطولات، فالواقع يقول بأننا أصبحنا نمتلك منتخبا واعدا، أغلب عناصره شابة، تستطيع أن تعطي لمدة 5 سنوات قادمة، ويجب أن تستقر هذه المجموعة مع بعضها لفترة طويلة، وتتوافر لها تجارب كثيرة ومباريات كبيرة حتى تصقل، وتكون لديها الخبرة الكافية لمعترك البطولات القادمة، خاصة بطولة آسيا؛ حيث المجال مفتوح، ولا توجد مشاركات للمنتخب الأول، وهذه فرصة جيدة للإعداد المثالي للمنتخب، وإذا كُنا نريد الاستمرار لهذه المجموعة والوصول بها لأعلى قمم التطور، فعلينا أن ندرك أننا شركاء معهم في النجاح والفشل فهم إن استمروا فلأننا دعمناهم، وساندناهم، ووقف الجميع معهم: اتحاد كرة، وإعلام، وأندية، وجماهير.

---------------------

آخر الكلمات: "الشقي مَنْ جَمْع المال لغيره وبَخل به على نفسه".