القرية البدوية.. نقل واقع البادية بكل تفاصيله في متنزه العامرات

العامرات - عبدالله الرحبي 

تصوير/ يوسف العويسي 

تحظى القرية البدوية في متنزه العامرات بإعجاب كل زوار مهرجان مسقط 2018م؛ حيث اعتبروها من أهم ملامح المهرجان؛ تمنح الزوار فرصة الاستمتاع بتراث البادية، كما أنها نافذة أخرى يطل منها الزائر للتعرف على الحقب التاريخية المتعاقبة في الزمن الماضي، وتختزل ذلك الزمن ليشاهد تفاصيل الحياة البدوية عن قرب.

ويكشفُ لنا سعيد بن حمدان السالمي المسؤول عن القرية البدوية في مهرجان مسقط، تفاصيل ما تتضمَّنه القرية؛ حيث قال: البيئة البدوية نموذج مُصغَّر للبادية بكل تفاصيلها، مع ممارسة الإنسان البدوي اليومية؛ فهي تنقل الواقع البدوي، وتعكسه لزوار المهرجان بمختلف فئاتهم، وهي عبارة عن مجلس لاستقبال الضيوف الزوار على مدار اليوم، وهو واجهة القرية؛ فالقهوة حاضرة كأحد أهم واجبات الضيافة. وأكد أنَّ كلَّ ما يُقدم في القرية البدوية هو محاولة لنقل أصالة البدو وتفاصيل حياتهم المميزة من خلال الجلسات البدوية وركوب الإبل.

وأضاف السالمي: إنَّ القرية البدوية تضم بعض الفنون؛ منها: فن الربابة والونة حيث يستمتع الزائر للقرية بأجمل الألحان على صوت الربابة ولبعض الآلات الموسيقية، إلى جانب بعض المنسوجات اليدوية...وغيرها من الصناعات اليدوية التي تجذب الزوار؛ حيث يسعون للاستفسار عن مكوناتها وطريقة صنعها، مشيرا إلى أنَّ القرية تضم في محتوياتها أشياء بسيطة، لكن لها معاني ومدلولات كثيرة. وأكمل: توجد بالقرية البدوية خيام؛ كل خيمة مقسمة لفئة معينة؛ فهناك خيمة النساء الحرفيات يعرضن بعض المشغولات اليدوية الصوفية والتي تجعل من المرأة البدوية منتجة للكثير من المشغولات اليدوية. فمعظم احتياجات الحياة في الملبس والتزيين والحفظ وما يوضع على الإبل هو من إنتاج المرأة البدوية؛ فتنتج المرأة الاحتياجات بجودة عالية وبمواد طبيعية حسب نوع الاحتياج.. وللمرأة البدوية رَوْنَق خاص يميزها عن باقي النساء، ولها طبيعتها الخاصة المتلائمة مع الحياة البدوية، والتي تستمد احتياجاتها من الملبس والتجميل، ومن استغلال المواد الطبيعية، وتُسهم المرأة البدوية في ازدهار الحياة الاجتماعية والاقتصادية؛ فهي شريك في الإنتاج ولها دور مهم في إنتاج العديد من المشغولات اليدوية النسيجية الصوفية والقطنية والحريرية، إضافة للمشغولات الخشبية والمواد التجميلية.

وتعرض المشغولات اليدوية بمختلف أنواعها في القرية التراثية كمفرش الطاولة ومفرش الإبل والحقائب بمختلف أنواعها، والتي تنسج من الصوف كحقيبة المكحلة وحقيبة اليد، والميداليات بمختلف الأحجام لتعليق المفاتيح، والبرقع الذي تلبسه جميع نساء البدو، وهو يأتي بثلاثة أنوع حسب توسُّع فتحة العين، كما تتوافر بجناح المعروضات البدوية أدوات زينة النساء كالكحل العماني.

وللإبل نصيب من المنسوجات اليدوية؛ حيث يتم نسج خطام الإبل والقيد...وغيرها من المنتوجات المتعلقة بالإبل، على يد نساء ماهرات في إنتاج المنسوجات. وللرجل أيضا دور في مشهد الحياة البدوية، فهناك توضيح لاعتناء ذلك الرجل بالإبل وتجهيزها، وكيفية توفير كل الرعاية لها، ونشاطه اليومي الذي يقوم به ويجسده في القرية. 

وأضاف السالمي: هذا العام حرصنا على التوسع بالبيئة البدوية نتيجة ما يشهده هذا المكان من إقبال كبيرة، وهي ملتقي لجميع الفئات، ومن أهم الإضافات ضفنا خيمة خاصة للحكيم الذي يقوم بمعالجة الناس قديما بالطرق التقليدية، أيضا أضفنا عزبة أو حظيرة الأغنام وكيف يتم تربية الماشية، أيضا نستضيف كل يوم جمعة أحد الفنون من البادية؛ سواء كان رجاليًّا أو نسائيًّا، واستضافة بعض شعراء البادية ليشكلوا إضافة للمكان، كما جلبنا هذا العام ما يُسمَّي البائع المتجول في الماضي، والذي عادة ما يستخدم "الحمير" في التجوال وبيع ما لديه من مستلزمات استهلاكية. واختتم السالمي حديثه بتوجيه كل الشكر على القائمين على إدارة المهرجان في توفير المناخ المناسب لكل ما تتطلبه البيئة البدوية والمتابعة اليومية من أجل المساهمة في إيجاد حراك ثقافي وتفعيل ليالي المهرجان.

تعليق عبر الفيس بوك