السلطان قابوس والتراث العماني

 

 

رحاب البركل

 

تأتي كتابة هذا المقال تزامنًا مع زياتي الأولى لسلطنة عمان وتزامنا كذلك مع مهرجان مسقط 2018، وتزامنا مع مرور أكثر من 47 عاما على بزوغ فجر النهضة العمانية المُباركة.

عندما مرض والدي ولزم المستشفى جلست على سريره أبكي بُعده عنّا، وكيف يمكن لنا أن نعيش بدونه - أطال الله عمره- هذا الشعور انتابني عندما زرت السلطنة، فكل من تحدثت معه يبدأ حديثه بالسلطان قابوس - حفظه الله ورعاه- وإنجازاته بالسلطنة، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. أحسست بحب الجميع لهذا الرجل الذي حقق كل هذه النهضة والتطور، أحسست أنهم يحبونه ليس كقائد دولة فحسب بل كأب روحي لهم، يمجدونه ويكنون له كل الود والوفاء، وهو أبُ لكل بيت عماني، كيف لا وها هي عمان تقف في مصاف ركب الدول المتحضرة والمتقدمة على المستوى الخليجي والعالمي.

عمان؛ هذه الدولة متعددة المناطق السياحية الجاذبة والغنية بالتراث والتقاليد والثقافات تزخر بكم هائل من المنتجات الحرفيّة، التي تهتم بها الدولة وعلى رأسها القيادة الرشيدة، فهناك جهود تبذل، ودعم يُقدم لهذا القطاع لرفع مستوى إنتاجه وتطويره حتى يسهم في رفد اقتصاد الوطن ويعود بالنفع والخير على العاملين فيه، حيث نجد المصنوعات الشعبية والأزياء ونهج العمارة الشعبية والآلات الموسيقية بكافة أنواعها.. كل هذا الجمال يعكس إبداع المواطن العماني أينما وجد، ويعكس كذلك الصلة الوثيقة بينه وبين بيئته الطبيعية والاجتماعية والثقافية والدينية.

التراث هو ميراث الأمم، وهو يشمل الإبداعات والإنجازات والقيم والمعاني والأفكار والمثل والانتصارات والحكم والأمثال والعلوم والمعارف؛ وهو أساس نهضة الأمّة ودرعها الحصين وسلاحها الفعّال وذخرها النفيس.

إنّ أهميّة التراث وتطبيقه ذات جدوى على حقائق الحياة المعاصرة، وهو لا ينفصل عن حياتنا الاجتماعية، وهو الثقافة التي تنتقل من جيل إلى آخر.

هذا التراث يحتاج إلى الحفظ والتوثيق وإجراء الدراسات حوله، والترويج له داخل السلطنة وخارجها، وبإمكانه أن يصبح أبرز الدعامات السياحة في عُمان.

هذا الوجه المشرق من السلطنة الذي يعكس أصالة عمان وما تتميز به من مقومات حضارية مادية ومعنوية تسهم جريدة الرؤية بمجهود وافر في إبرازه، وذلك في إطار منهجها المرتكز على مفهوم إعلام المبادرات. كما تسهم بموضوعاتها المطروحة على صدر صفحاتها في الدفع بمختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى كالسياحة والثقافة والفنون؛ لذا نزجي التحية لرئيس تحريرها المكرم حاتم الطائي ولطاقمها البارع، فهم يقدمون لنا كل يوم كتابا مُصغرًا عن سلطنة عمان.

 

 

باحثة في التراث- رئيس جمعية جبل البركل للتراث*

تعليق عبر الفيس بوك