الموت يغيب الشيخ العلامة إبراهيم الكندي

الرؤية - خاص

وفاة الشيخ الدكتور العلامة إبراهيم بن أحمد الكندي علّامة اللغة والأدب والفقه وأصوله وبذلك تفقد السلطنة أحد علمائها في الوقت الحاضر رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته .

ابن السلالة الكِندية العظيمة التي بها قيل  (لو انتسب العِلْمُ لقال أنا كندي، ولو انتسبتْ الإمامةُ لقالتْ أنا خروصية)، هكذا ذهب أبناء القبيلة العربية العريقة في عمان (بنو كندة) بتيجان  العلم الأزليّ حتى نُسِب العِلْم لهم، تخيّل أنْ يقال (العلم بن فلان الكندي). فهو حفيد العلماء الذين كتبوا (المصنف) (وبيان الشرع) والتي هي بلا شك من أكبر المصنفات الفقهية الإسلامية بامتدادها لما ينيف على سبعين جزءا.
مثّل الشيخ إبراهيم لديّ صورة العالِم الذي كنّا نقرأ عن ذكائه الوقاد في الأسفار العتيقة، فالشيخ إبراهيم أصابه العمى في باكورة العمر وتمتع بذكاء وَقّاد وحافظةٍ حاسوبية، ومعرفة بأفانين من العلم لم يذهب لها كثيرون من العلماء الشرعيين، إضافة لذلك فقد بدى في ناظري مثالًا (للعالِم الحداثيّ) ، فقد كان متفتّحًا على المعارف الجديدة محبًا للأسفار والحياة، فأدْلجَ مفهومَه الحديث لكيفية حياة الحياة ، مبتعدًا عن الكيفية المنطبعة عن النمط الإباضي المعروف بالزهدِ جدًّا في الحياة.
الشيخ إبراهيم الكندي كان عالمًا بارعًا في علوم اللغة العربية والفقه والتفسير، ومع ذلك لم يتكوكب حوله التلاميذ بجمهرةٍ كبيرة كما يتكأكأون على شيخٍ ما، لأنّ لحيةً نبتت له وطوَّق عنقه بالعمامة، ولا يساوي علمه عُشْر علم الشيخ الكندي رحمه الله، ولذلك أسبابها التي لا حاجة لذكرها هنا، لكن الشيخ الكندي كان يلقي بعض الدروس في الإذاعة وفي جامع (القلعة) بنزوى، ودرسُه في الإذاعة كشف عن ميل للشيخ الكندي إلى الأساليب الحديثة والبُعد عن النمطية القائمة في إلقاء المحاضرات بركاكة.

تتقدم أسرة جريدة الرؤية بخالص العزاء والمواساة لجميع ابناء سلطنة عمان ولأهالي ولاية نزوى ولأسرة المغفور له بإذن الله تعالى .

تعليق عبر الفيس بوك