د. محمد حمد القطيطي

بعد حصول منتخبنا الوطني على كأس الخليج في نسختها الـ23 والتي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة، والفرحة التي عمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها والتفاعل الجماهيري الرائع وزحف عشرات الآلاف إلى الكويت من أجل مؤازرة المنتخب فقد حان وقت تكريم هذا الجمهور الرائع بإنشاء إستاد رياضي حديث بسعة تفوق الستين ألفاً، حيث لا يختلف اثنان على أن الجمهور العماني مولع بكرة القدم وهي الرياضة الأولى التي يعشقها ويتابعها الغالبية الساحقة في عمان.

وفي ظل هذه الاحتفالات ومبادرات التكريم التي تنهال على المنتخب- الذي يستحق ذلك وأكثر- علينا ألا ننسى الجمهور العماني الرائع والذي كان له دور بارز في تحقيق الإنجاز الخليجي ليكون له نصيب من التكريم من خلال إنشاء إستاد حديث وهنا يأتي دور وزارة الشؤون الرياضية واتحاد كرة القدم في استغلال الفرصة والبحث عن ممول من القطاع الخاص والشركات وتحريك هذا الملف من أجل تبني هذا المشروع على أن يحمل الملعب اسم الشركة التي تتكفل بإنشائه.

يعد المال عصب الحياة وهو بدوره عصب الرياضة المعاصرة وبدونه لا يمكن أن تؤسس مرافق رياضة ذات جودة عالية وتواكب التطورات التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات، وكرة القدم اليوم لم تعد رياضة فقط بل أصبحت رياضة ومال وتسويق وترويج للبلد وتنشيط للقطاع السياحي بل وواجهة للدولة ومسوق ناجح لها.. لذا وجب الاهتمام بهذه الرياضة وتوفير المرافق ذات المواصفات العالمية من أجل مواكبة تطور المنشآت الرياضية ومن أجل الدخول إلى عالم المنافسة على استضافة البطولات الإقليمية  والآسيوية والعالمية خاصة منافسات الفئات العمرية، فاستضافة هذه البطولات تتطلب إنشاء ملعب حديث.

إن الاعتماد الكامل على الدولة في تطوير البنية التحتية للرياضة يجب أن يتغير فعلينا إشراك القطاع الخاص والشركات في البناء والتطوير فهذا العمل واجب عليها في الخدمة المجتمعية، لذا علينا أن نقتنص فرصة حصولنا على بطولة الخليج23 من أجل استقطاب القطاع الخاص حتى يساهم في إنشاء ملعب حديث يتسع لعدد كبير من الجمهور. وأنا على ثقة بأن القطاع الخاص سوف يبادر ولكن فقط يحتاج من يحرك هذا الملف ويجتهد فالمسؤول الناجح هو من يقتنص الفرص من أجل تطوير المؤسسة التي يديرها، وهو من يساعد على نجاح الفكرة أو فشلها.

ختاماً نقول إن عمان وجمهور عمان يستحقان ملعبا حديثا يليق بسمعة البلد وشغف الجمهور بكرة القدم.