أول سيرة نبويَّة (شِعريّة) في القرن 21

(... وسراجًا منيرًا) بحث شعري (13)

د.عمر هزاع – دير الزور – سوريا

 

في  هذه الحلقة سنتحدث عن (غزوة بدر: أول معركة فاصلة في الإسلام)، وتفاصيل أحداثها وأهميتها وما رافقها من تحولات كبيرة  في مسيرة الدعوة.

oأَوصى النَّبيُّ: (دُروبَ الرَّكبِ قُصُّوها)
وَاستَنفَرَ الصَّحبَ تَقفُوها, وَتَقدُوها *113
    فَقَد تَأّكَّدَتِ الأَنباءُ:
 (إِنَّ بِها - مِن عِيرِ "مَكَّةَ "- ما الأَبناءُ تَكدُوها)
o    فَصاحَ بِالنَّاسِ:
 (عَلَّ اللَّهَ يُنفِلُكُم أَموالَكُم, فاخرُجُوا - طَوعًا – لِتَرجُوها)
وَلَم يُعَزِّمْ عَلَيهِم لِلنُّهُوضِ, فَلَم
                         يُعلَمْ بِأَنَّ دُعاةَ الحَربِ تالُوها
 
حَمَّالُ رايَتِهِ البَيضاءَ  "مُصعَبُ"– ما احتَمَّ الحِمامُ -  مَعَ الأَصحابِ  يَلمُوها
عَزيمُهُم - لِقِياداتِ القُرى – قَرَمٌ
                                          لَكِنَّهُم – كَشِبُولِ الأُسدِ – غازُوها

•    
مَبعُوثُ غَوثِ "أَبي سُفيانَ" أَنذَرَ"مَكَّةَ":
                              التي اصطَرَخَتْ تَدوي (أَغيثُوها)!!
فَحَذَّرَتْ طَبلُها الأَملاءَ؛ فانجَدَلَتْ
                         - إِلى مُجــالَدَةِ الأَبطــالِ – تَملُوها
 بِحَدِّهِم , وَانتِفاضاتِ الحَديدِ مَضَوا
                           فَناعِقونَ !  وَلَو يَدرُونَ  ناعُوها !
 

•    لَمَّا بَريدُ " ابنِ حَربَ " ارتَدَّ يُخبِرُهُم :
( بِأَّنَّهُم عَن مَواطيها أَماطُوها, وَأَنَّها بِسَلامِ العَودِ آيِبةٌ, فَلْيَرجِعِ الحَشدُ, وَالقُوَّاتِ رُدُّوها)
أَبَى "أَبو جَــهلَ " إِلَّا أَن يُحــارِبَهُم!
                                  وَأَن يُديرَ بِها راحًا وَيَحسُوها!
لَــو كانَ يَعلــَمُ أَنَّ الهَــرَّ مَـوعِـــدُهُ
                                فيها؛ تَهَرَّبَ -مِمَّا اعتَمَّ- يَعدُوها
لَكِنَّ مَحرَقَةَ " الفِرعَونِ " تَجذِبُهُ
                              جَذبَ الفَراشِ وَجِنحُ الغَيبِ يَغضُوها *114
رَمَى بِهِ بَطَــرٌ عــاتٍ إِلى قَـــدَرٍ
                              بِهِ الرِّياءُ هَوىً , يُردَى مُراؤُوها
وَإِذ يَقُـــودُ رَعـــاعَ القَومِ هادِمُها
                               كَما يَقُودُ هُــداةُ القَــومِ راعُــوها
أَضفَى – (عَلى نَشرَةِ الأَخبارِ تَرجَمَةً
                             قَرعُ لَها بِطُبُولِ الحَربِ)- ساعُوها
فَكانَ لا بُدَّ مِن شُــورى يُجَسُّ بِها
                              نَبضُ الجَماعَةِ <شَروى ما أَقَرُّوها>
 
    فَجاوَبُوهُ:
(إِلَيها "...." مَعكُما قُدُمً, وَمِن وَرائِكُما "....", لَو شِئتَ نَقفُوها, وَفي يَمِينِكَ "...." - لَو أَحبَبتَ – تَشحَذُهُ, وَفي الكِنانةِ "...." - لَو أَحبَبتَ – تَبرُوها ) *115
فَقامَ - مِنها رَسولُ اللَّهِ مُغتَبِطًا – وَقالَ:
o    (سِيرُوا إِلى البُشرى, تُلَقٌّوها, فَاللَّهُ واعَدَنِيها, وَيكَأَنَّ -هُنا- مَصارِعَ القَومِ, وَالأَصحابُ حاثُوها, وَهَذِهِ "مَكَّةٌ" أَلقَتْ لَكُم بَكُبُودِها, فَلا تَهِنُوا, أَنتُم مُذِلُّوها, وَبادِرُوا نَحوَ أَدنى الماءِ, نَحجِزَهُ عَنهُم , وَأَقلِبَةَ الآبارِ حُوضُوها)

اللَّيلُ أَرخَى سُدُولَ النَّومِ ساكِنَةً
                            وَالمُسلِمُونَ – بِأَمنِ اللَّهِ – غُسُّوها
أَمَّا النَّبيُّ إِلى جِذعِ الرَّجاءِ أَوَى
                             يَبُثُّ - في سَحَرٍ - نَجواهُ  مَأَوُوها
 
صَفَّ الصُّفُوفَ – صَباحًا – ثُمَّ عَبَّأَ جَيشَهُ , لِيَفجَأَهُم  مِن حَيثُ جاؤُوها  *116
بَينا - عَلى الجانِبِ الثَّاني - تَدُورُ مَداميكُ اختِلافٍ , بِشَقِّ الصَّفِّ دَكُّوها *117
فَإِذ تَواجَهَتِ الفُرسانُ , وَاقتَبَلَتْ
                            كَتائِبُ الحَربِ , وَالأَسيافَ ذَبُّوها
سَقَتْ " قُرَيشُ " بَنيها جامَ مَقتَلَةٍ
                           بِأَسيــُفٍ مِن بَنيها حَــيثُ ســافُوها !
فَأَشعَلَتْ بَينَ جَنبَيها مُبارَزَةً
                           كانَتْ وَقُــودَ أَتُــونٍ ذابَ شاعُــوها *118
ثَلاثَةٌ مِن صَناديدِ الطُّغاةِ هَوَوا
                           مَضَـــرَّجينَ, فَثــارَ النَّقْــعُ يَقنُـــوها
مَهِيبَةٌ عَرَصاتُ المَوتِ , جابِيَةٌ
                           وَالمُسلِمُونَ – بِحَولِ اللَّهِ – جــابُوها
بِعَزمَةٍ , وَثَباتٍ , وَاستِباقِ خُطى
                           إِلى الشَّهـــادَةِ –  إِقدامًا  – فَنالُــوها
 

o    وَالأُدعِياتِ نَبيُّ اللَّهِ  يَرفَعُها:
                                    وَقَد تَصادَمَ - بِالصُّيَّامِ – صــادُوها
(يا ربُّ, إِن شِئتَ لَم تُعبَدْ بِها أَبَدًا)!!
                                         نَجِيَّةً, شَفَةُ الإِلحاحِ تَشفُوها*119
فَأَرسَــلَ اللَّهُ أَلفًـــا مِــــن مَــــلائِكِهِ
                                    تَسَلسَلُوا في تَراخــيها, فَشَــدُّوها
إِذ مَــدَّهُ بِجُنـــُودٍ " مُردِفِينَ " عَلى
                                   مَتنِ الخُيُولِ – بِأَسواطٍ – فَدَمُّوها
وَ "جِبرَيَيْلَ "  شُعاعَ القُدسِ  مُقتَحِمًا
                                    عَلى ثَنــاياهُ نَقـــعٌ ثارَ يَشعُـــوها  
("سَيُهزَمُ الجَمعُ")؛ يا بُشراكِ مُنزَلَةً
                           صُبَّتْ عَلى صُبَّرِ الهَيجا, فَهاجُوها*120
 

وَحَنجَرُوها بِأَشباهِ اللَّظى, وَقَدِ احمَرَّتْ مِنَ الدَّمِ لَمَّا احتَرَّ صالُوها
لِتِلكُمُ الحَـــربِ أَحـــكامٌ , وَأَمثِـــلَةٌ
                             وَعِبـــرَةٌ , وَادِّكاراتٌ , تَحَرُّوها

مَبادئٌ -  قَطَعَتْ حَبلَ الرَّوابِطِ  بَينَها السُّيُوفُ قَضَتْ - بِالحَقِّ جَلُّوها
تَعَهَّدَ اللَّهُ فيها نَصرَ عُصبَتِهِ
                        عُهُودَ صِــدقٍ , وَجُندُ اللَّهِ أَوفُــوها
    وَذاكَ شَرعٌ, وَحُكمُ اللَّهِ أَثبَتَهُ: (إِن تَطلُبُوا عِزَّةَ المَولَى تُلاقُوها؛ "وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ"), وَعدًا تَوَعَّدَهُ لِلنَّابِلِينَ وَمَن - بِالظُّلمِ – راشُوها *121

مَـــواقِـــفٌ وَإِشــــاراتٌ لَـــها قِـــيـَمٌ
                                   تَفَهَّمُــوها مَلِيًّا, وَاستَعــيدُوها
"مُعَــوَّذاها"  مَعًــا  لَجَّــــا بِمَســـيَفَةٍ
                                 تَسابَقتْ لِــ أَبي جَهلٍ, فَمَضُّوها *122
وَاحتَزَّ مِنهُ " ابنُ مَسعُودٍ " تَعَجرُفَهُ    
                                 بِالمُرتَقَى الصَّعبِ- لِلنَّزعاتِ– يَعظُوها
فَمَهمَهَ الكِــبرَ لَمَّــا ســــافَ هامَــتَهُ
                              وكَبّــَرَ النَّـــاسُ لَمَّــا الــرَّأسَ شافُـوها
أَمَّا "بِـــلالُ" فَعَــدلُ الثَّـــأرِ أَنصَـفَهُ
                               مِمَّن بِــ " مَكَّةَ " ســـامُوهُ وَسامُــوها
إِلى "أُمَيَّةَ" نادَى الصَّحبَ, فانهَمَرُوا
                               فَهَبَّرُوهُ, وَ"رأسَ الكُفــرِ" جَــزُّوها *123
" عُكاشَةُ " انعَضَبَ  الهَذَّاذُ  لَهذَمُهُ
                               فَعِيضَ عَنهُ بِجِذلٍ هَـمَّ يَنضُــوها ! *124
هَدِيَّةً مِن رَسولِ اللَّهِ , فانقَلَبَتْ
                               بِكَفِّــهِ نَصــلَةً ! وَ " العَـــونَ " أَسمُوها !
وَساقَتِ العاصَ  لِــ " لفاروقِ " مَنجَمَةٌ
                               لِيُقتَلَ الخالُ , وَابنُ الأُختِ يَنجُوها *125
 
وَمَرَّ " مُصعَبُ " بِالأَسرَى
    فَرَدَّ:
-  وَقَد صاحُوا : (أَخُوكَ)  –
(يَدَ الضِّلِّيلِ غُلُّوها)!! *126 .
لَمَّا الرَّسولُ رَأَى القَتلَى مُكَبكَبَةً
o    (إِلى "القَليبِ")
- أَشارَ –
o    (اليَومَ  أَلقُوها, " بِئسَ العَشيرَةُ كُنتُم " في قَرابَتِكُم ! " أَخرَجتُمُوني , وَآواني " بَعيدُوها!) *127

- بَينا يُكَثِّحُ وَجهَ الشَّرِّ -
عَن كَثَبٍ  
رَأَى " قُرَيشَ " أَسارَى
o    قالَ:
( فادُوها )
فَأَنزَلَ اللَّهُ - بِالعُتبَى – مُحَقَّقَةً :
    ("لَولا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ")
استَحَقُّوها !! *128

لِـ " بَدرَ " نُزِّلَتِ " الأَنفالُ " مُعجِزَةً
                                فَتحًا عَلى فَضلَةِ التَّقـــريظِ ؛ فاتلُـــوها
لِيَومِهِ  الفاصِلِ  " الفُرقانِ "  تَسمِيَةٌ
                                مَجيدَةُ الذِّكرِ – في القُرآنِ – أَطرُوها
بِها يُذَكَّرُ
- مَن أَقوَتْ عَقائِدُهُم –
إِذا الحَقيقَةُ فاتَتهُم وَنُسُّوها:
    (بِأَنَّ - بَينَ يَدَي أَمرِ الهُدى – عِصَمًا , يَحظَى بِها مَن تَنادَتهُم فَلَبُّوها)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش:
يقدو: يسرع\ يكدو: يمنع\ ينفل: يعطي الغنيمة والعطية والهدية\ يُعزِّم: يشدد و يجد في الأمر ويعقد النية على الثبات\ تالون (تابعون) \ احتم: اشتد واسودَّ \ الحِمام: الموت وسورة الحرب\ يلمو: (الشيء) يأخذ بأجمعه\ عزيم: عدو شديد\ قرم: سيد قوي مهيب\ شبول: جمع شبل (ابن الأسد)
الطبل: آلة جوفاء مستديرة يضرب عليها لإصدار أصوات\ أملاء: جمع ملأ وهو جماعة القوم وأشرافهم\ انجدل: ارتمى الأرض\ يملو: يعدو و يركض\ هرَّ: (الشيء) كرهه\ اعتم: لبس العمامة \ يغضو: يستر و يخفي و يظلم \ شروى: مثل و شبيه \ يبرو (السهام) يشحذ أسنانها و يرقق حدودها \ الأبيات: فجاوبوه إليها معكما... وما يليها تحتوي على تكنيك الحذف – والإضمار – المتعدد في سياقات متعددة  فقد تم حذف عدة جمل للمبالغة في ترسيم المقصد وبلوغه وفي القصيدة أمثلة كثيرة أخرى لهذا التكنيك \ حاثون: جمع حاث وهو من يلقي التراب على رؤوس القوم \ حوضوا (فعل أمر من حاض): جمع المياه في أحواض .
تحصيلها \ جاب: يجوب (البلاد) قطعها سيرا و جاب الشيء خرقه \ صيَّام: صائمون\ صادون: عطشى و ظماء (جمع صاد) \ نجية: نجوى ملحة (سببتها الهموم) \ يشفو: يظهر و يطلع
سدول: أستار\ غُسوها ماض مبني للمجهول من الفعل غسى : أظلم \ مأووه: متأوه, أوَّاه\ مداميك : جمع مدماك: أداة حجرية تستعمل في البناء وكانت تستخدم لسحق الأعداء والأسرى في الحضارات القديمة \ دكَّ: هد وحطم \ساف: استل السيف و ضرب به \ شاعون: جمع شاع وهو مشعل النار و موقد الغارة \ يقنو: يخضب بالحمرة و هي لون الدم \ جابية: مؤنث جاب وهي جماعة القوم و الحوض الضخم و مصدرها جبى يجبي و معناها جمع الضريبة و أحصاها و عمل على
المرتقى الصعب : قالها أبو جهل لبلال عندما وضع قدمه – الأخير – على عنقه قبل أن ينحره : قد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رويعي الغنم ( وكان ابن مسعود من قبل راعيا لغنم قريش في مكة) \ يعظو : (فلان) يسوءه أو يسقيه سمًا فيقتله أو يتناوله بالقبيح \ مهمه: منع و كف و زجر\ شاف: رأى \ سام : (يسوم) ينكل ويؤذي و يعذب \ هبر: قطع بالسيف أو بالساطور قطعا كبيرة\ انعضب (عضب): انكسر أو انشق (كسر أو شق) \ الهذاذ: السيف القوي البتار\ لهذم: سيف قاطع\ ينضو: يخترط السيف و يلوح به \ منجمة: ممر أو نفق أو مخرج أو طريق واضح \ الضليل: كثير الضلالة \ غلوها: فعل أمر من غل: قيد و ربط و شد بقوة بواسطة الأغلال\ مكبكبة: ملقاة على وجوهها.
جبرييل: جبريل و من أسمائه أيضًا جبريين و حزقيل و جبرائيل \ يشعو : يفرق \ صُبَّر: جمع صابر (صابرون)\ الهيجا (الهيجاء) الحرب الشديدة حامية الوطيس\ حنجر (يحنجر) يحتز العنق و يقطعه , يذبح \ أشباه اللظى: اللظى: النار وهنا شبهت السيوف بها لأنها حميت من شدة القراع و لأنها احمرت بسبب الدماء فباتت كأنها تحمى على النار أو كأنها قطع من النار وخاصة عندما تتقادح ويتطاير منها الشرار\ النابلون (جمع نابل) وهو من يعد النبال للرمي ويشحذ رؤوسها \ راش: ثبت الريش على النبال\ مسيفة: أسياف وسيوف وأسيف (جمع سيف) \ مضوها (معوذاها) التثنية أوجب هنا (للفعل مضَّى) والضرورة تسمح بالجمع.
يُكثِّح : يمرغ بالتراب ويضرب بالحصى والرمال \ يوم الفرقان: هي تسمية يوم بدر في القرآن الكريم \ أطروها : فعل أمر من أطرى يطري (امتدح)\ أقوى: هزل و ضعف.
ـــــــــــــــ
المراجع:
*113 : علم الرسول – صلى الله عليه و سلم – بعودة قافلة لقريش من الشام و فيها ثروات أهل مكة على ألف بعير و حامية حراسة صغيرة لا تتجاوز أربعين رجلا فأرسل طلحة بن عبيد الله و سعيد بن زيد ليقوما بالاستكشاف
*114 : في نهاية المعركة احتز ابن مسعود رأس أبي جهل بعد حوار تهكمي دار بينهما وجاء به إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقال الرسول : ( الله أكبر , الحمد لله الذي صدق وعده و نصر عبده و خزم الأحزاب وحده , هذا فرعون هذه الأمة).
*115 : عندما تفاجأ الرسول وصحبه بجيش مكة ,استشارهم النبي فقام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله , امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون , و لكن : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك دونه حتى تبلغه .
سدول : أستار \ غُسوها ماض مبني للمجهول من الفعل غسى : أظلم \ مأووه : متأوه , أوَّاه \ مداميك : جمع مدماك : أداة حجرية تستعمل في البناء وكانت تستخدم لسحق الأعداء و الأسرى في الحضارات القديمة \ دكَّ : هد و حطم \ ساف : استل السيف و ضرب به \ شاعون : جمع شاع وهو مشعل النار و موقد الغارة \ يقنو : يخضب بالحمرة و هي لون الدم \ جابية : مؤنث جاب وهي جماعة القوم و الحوض الضخم ومصدرها جبى يجبي ومعناها جمع الضريبة وأحصاها
*116 : انظر جامع الترمذي . أبواب الجهاد باب ما جاء في الصف و التعبئة 1(201)
*117 : أرسلت قريش عمير بن وهب الجمحي لاستكشاف جيش المسلمين فعاد وأنذرهم وحثهم على التراجع فانشق المشركون بين مؤيد ومعارض ولكن أبا جهل أوغر صدور الناس واستفزهم للقتال بعد مشادة مع عتبة بن ربيعة انهمه فيها بالترفق  بابنه المسلم الذي كان في فريق النبي – صلى الله عليه و سلم – وهو أبو حذيفة , فحمي القوم واستوثقوا على متابعة الشرور وتغلب الطيش على الحكمة.
*118 : دعت قريش في بداية المعركة لنزال مبارزة بثلاثة من أبنائها من عائلة واحدة هم عتبة و شيبة ابنا ربيعة و الوليد بن عتبة فخرج لهم ثلاثة من الأنصار – وهذا دلالة على بسالة الأنصار في الذب عن النبي و عن الإسلام –فطالبت قريش بنزال المهاجرة فخرج إليها حمزة و علي و عبيدة بن الحارث فقتلوا أقرانهم و كانت ضربة شديدة لقريش بخسارتها قادتها و فرسانها قبيل بدء المعركة مما أثار غضبتها فكرت على المسلمين
*119 " لم احتدم القتال وحمي الوطيس قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : (اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لاتعبد , اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا) فأوحى الله إلى ملائكته: (أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) الأنفال (12) , و أوحى إلى رسوله : ( إني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) الأنفال (9) , أي يترادفون أرسالًا , لا يأتون دفعة واحدة , فأخذت الرسول غفوة فأفاق وهو يقول : ( أبشر يا أبا بكر , هذا جبريل على ثناياه النقع ) ثم خرج وهو يقول : (سيهزم الجمع ويولون الدبر) القمر (45 ) , ثم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا و قال : (شاهت الوجوه) ورمى بها في وجوههم فما من المشركين أحد إلا وأصاب عينيه و منخريه و فمه من تلك القبضة و في ذلك نزل قوله تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الأنفال (17)
جبرييل: جبريل و من أسمائه أيضًا جبريين و حزقيل و جبرائيل \ يشعو : يفرق \ صُبَّر: جمع صابر ( صابرون ) \ الهيجا (الهيجاء) الحرب الشديدة حامية الوطيس \ حنجر (يحنجر) يحتز العنق و يقطعه , يذبح \ أشباه اللظى : اللظى : النار و هنا شبهت السيوف بها لأنها حميت من شدة القراع و لأنها احمرت بسبب الدماء فباتت كأنها تحمى على النار أو كأنها قطع من النار وخاصة عندما تتقادح و يتطاير منها الشرار \ النابلون ( جمع نابل ) وهو من يعد النبال للرمي و يشحذ رؤوسها \ راش : ثبت الريش على النبال \ مسيفة: أسياف و سيوف و أسيف (جمع سيف ) \ مضوها ( معوذاها ) التثنية أوجب هنا ( للفعل مضَّى ) و الضرورة تسمح بالجمع
*120 : إشارة للآية الكريمة : ( سيهزم الجمع و يولون الدبر ) القمر (45 )
*121 : إشارة للآية الكريمة ( 19 ) من سورة الأنفال.
*122 : المعوذان هما معوذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح وهما من شباب الأنصار البواسل أقسما على قتل أبي جهل فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى أثخناه ثم انصرفا إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقال : ( أيكم قتله ؟ ) فقال كل منهما : أنا قتلته , فقال : ( هل مسحتما سيفيكما ؟ ) فقالا : لا , فنظر رسول الله للسيفين و قال : كلاكما قتله و قضى بسلبه لمعاذ لأن الآخر استشهد في نفس المعركة
المصدر : صحيح البخاري 1(444 ) و 2(568) \\ مشكاة المصابيح 2(352)
أما القصة كاملة فيرويها معاذ ( وهذا مختصرها ) :
كان أبو جهل في منعة كالحرجة بحراب و سيوف قومه التي التفت حوله فخلصت إليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتمطيت بها ووضعت عليها قدمي حتى طرحتها عني , ثم مر معوذ بأبي جهل و هو عقير فضربه حتى أثبته و تركه وبه رمق فقاتل حتى قتل و لما انتهت المعركة سألهم الرسول – صلى الله عليه و سلم – أن يبحثوا عنه فوجده ابن مسعود و به آخر رمق فوضع رجله على عنقه و احتز رأسه وجاء به إلى النبي .
*123 : افتدى أمية نفسه و ابنه علي لدى عبد الرحمن بن عوف بإبله فلما رآهما بلال في جوار ابن عوف تذكر منه العذاب الذي كان يسومه إياه في مكة فنادى : يا أنصار الله , رأس الكفر أمية بن خلف , لا نجوت إن نجا , فاجتمعوا عليهما فهبروهما بالسيوف وابن عوف يذب عنهما فما أغنى عنهما شيئا بل أصاب رجله بعض أسياف الصحابة
المصدر : ( مختصر ) عن زاد المعاد 2(89)
*124 : انقطع سيف عكاشة بن محصن الأسدي فأعطاه الرسول – صلى الله عليه و سلم – جذلًا من حطب فهزه في يده فعاد سيفًا شديد المتن قاتل به حتى فتح الله تعالى للمسلمين و ظل معه حتى قتل في حروب الردة و كان يسمى " العون " .
*125 : قتل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – خاله العاص بن هشام بن المغيرة لما التقيا في بدر
*126 : رأى مصعب بن عمير أخاه أبا عزيز بين الأسرى فقال لآسره : شد يديك به فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك , فقال أبو عزيز لأخيه مصعب : أهذه وصاتك بي ؟ فقال مصعب : إنه – أي الأنصاري – أخي دونك .
*127 : لما انقضت الحرب أقبل الرسول – صلى الله عليه و سلم – حتى توقف على القتلى , فقال : ( بئس العشيرة كنتم لنبيكم , كذبتموني و صدقني الناس و خذلتموني و نصرني الناس و أخرجتموني و أواني الناس ) ثم أمر بهم فجمعوا إلى قليب من قلب بدر
*128 : هوى الرسول – صلى الله عليه و سلم – لرأي أبي بكر في قبول الفدية فنزل القرآن مؤيدًا لرأي عمر بن الخطاب الذي أشار بقتل الأسرى وكانت الآيات معاتبة : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الحياة الدنيا و الله يريد الآخرة و الله عزيز حكيم . لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) الأنفال (67-68) , و الكتاب الذي سبق هو قوله تعالى : ( فإما منًّا و إما فدا ) محمد (4) , ففيه الإذن بالفدية و لذلك لم يعذبوا و إنما نزل العتاب لأنهم أسروا الكفار قبل أن يثخنوا في الأرض ثم قبلوا فداءهم و هم مجرمو حرب أذاقوا المسلمين الويلات من قبل
المصدر : تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 36

تعليق عبر الفيس بوك