بيسة بيسة

 

 

خالد الميمني

 

هذه العملة والتي قد يراها البعض أنّها بسيطة ولكن في حقيقتها عظيمة والتي كانت في زمن الآباء والأجداد تمثل الحياة، الكفاح، العمل والادخار.

فعلاقة الإنسان بالمال علاقة وطيدة وحميمية ويقول المولى جل وعلا: "وتحبون المال حباً جما" فهمًا متلازمان كما أنّ المال يسير الدول والأفراد في هذا العالم وأصبح أداة حفظ واستقرار نفسي وأمني لكثير من المجتمعات والدول.

المال جزء مهم في استمرارية الحياة وقال المولى سبحانه وتعالى: "المال والبنون" هنا تقدم ذكر المال لأهميته لذا فإننا نجد الدول ذات الاقتصاد القوي غالباً ما تكون منتجة ولا تكون عالة على الآخرين مما تجعلها تحتل مكانة مرموقة بين الدول.

الاقتصاد كما هو معلوم يعني التوسط بين الإسراف والتقتير أو التبذير وهذا ما يأمرنا به الشرع الحنيف حتى نكون منتجين كأفراد وجماعات، ونقلل من النفقات غير الضرورية حتى لا نقع في التبذير والديون.

نجد في الديون تدهورا في مستوى الدخل للفرد خصوصاً إذا كان دخل الفرد لا يكفي لاحتياجاته من الأساسيات المعيشية مثل الغداء، السكن، المواصلات... إلخ كما تخلف الديون تباطؤا في معدلات النمو الناتج المحلي، البطالة والتضخم على مستوى الدول.

فالاستدانة كلها بجميع مستوياتها أفراداً أو حكومات تولد الأسباب والنتائج ذاتها فعندما لا تكفي الموارد المالية المتاحة لتلبية الغايات عندئذ ستنشأ المديونية، أيضا عندما تكون تكلفة الدين أقل من الربح المتوقع أو الذي يجني منه غالباً سيكون الدين هو البديل للكثيرين.

إذا نظرنا اليوم في واقع بعض المجتمعات فسنرى أنّ فكرة الاستدانة عالية جداً وأن الكثيرين يفكرون كيف يستدينون. بمجرد حصولهم على وظيفة والانتهاء من فترة التجربة يفكر كيف يستدين حتى وصل الأمر لبعض الطلبة والمتدربين الذين يحصلون على علاوات شهرية مؤقتة.

إنّ الثقافة الاقتصادية تساهم في النمو الاقتصادي على مستوى الأفراد والمجتمعات حتى الدول فهي ترتقي إلى أعلى المستويات. كما حصل مع أوروبا في القرن 14 والدولة الصينية ليست ببعيدة عنا ويثبت الآن أنّ أهمية الثقافة الاقتصادية جعلتها دولة ذات اقتصاد قوي.

أعتقد أنّ هناك مجالا لكسب وزيادة الدخل لكنه يتطلب العمل الجاد والمثابرة عبر نظام جزئي بالإضافة إلى العمل الدائم.

 استثمر إذا لديك مواهب وقدرات واستغلها فهي لها عوائد مالية جيدة، مثلاً إذا لديك دراية في تلبيس المصار (العمامة) العمانية ابحث عن زبائن استغل المناسبات تعاقد مع محلات بنظام الساعات. وكذلك النساء في مجال التجميل و الحناء و... إلخ

المتجر الإلكتروني يعد مجالا واسعا يمكنك أن تستفيد منه عبر عدة أنشطة مثلاً البيع بالعمولة، التصميم الجرافيك، المواقع الإلكترونية، تداول العملات الكثير والكثير من الأنشطة الأخرى.

 

كما إنّ التقليل من نفقات المواد الإستهلاكية والكماليات غير الضرورية وبها قد تقضي يومك سيساهم في الإدخار. إعلم أنّ التغير لا يحدث إلا إذا التزمت ومن المهم أن تلتزم بالخطة المرسومة وهي الإدخار وهذا بحاجة لانضباط حقيقي واستمرارية مع مراعاة الخطط اللازمة لإدارة أموالك.

نحن أمّة وسطية ويقول المولى جل وعلا:( والذين إذا أنفقو لم يسرفوا ولَم يقتروا وكان بين ذلك قواما) فتذكر: ألف بيسة تساوي ريالا.

تعليق عبر الفيس بوك