بعد عثرة البداية.. "الأحمر" يحتاج إلى "الشراسة الهجومية"

...
...
...
  • زاكروني يكسب معركة الوسط في الشوط الأول وفيربيك يرد بحصار محكم

الرؤية - وليد الخفيف

لم تشفع الأفضلية التي فرضها منتخبنا في الشوط الثاني أمام نظيره الإماراتي لإدراك التعادل على أقل تقدير، لتذهب العلامة الكاملة لعموري ورفاقه في أولى مباريات الأحمر بخليجي 23 التي تستضيفها الكويت.

وظهر الأحمر بشكل رائع في شوط المباراة الثاني إذ فرض سيطرته على الملعب، ووصلت محاولاته حد الخطورة في مناسبات عدة، غير أن الحظ العاثر وقف عائقًا أمام رجالنا، لتطلب العلامة الكاملة ود الشقيق الإماراتي.

وبشكل متزن بدأ منتخبنا الوطني المباراة حتى أهدى الحكم الإمارات ركلة جزاء "غير صحيحة" أحرز منها علي مبخوت هدف المباراة الوحيد، ليفرض الأبيض سيطرته على باقي أحداث الشوط  مستفيدا من افتقاد لاعبي منتخبنا الوطني جانبا من تركيزهم، فالتعامل مع سيناريو التأخر بهدف لم يكن جيدا وكاد مبخوت أن يعود بهدف ثان بعد دقائق من تسجيل هدفه الأول.

وبدأ الهولندي بيم فيربيك المباراة بتشكيلة متوازنة عبر أفضل عناصر يمتلكها، معتمدا على طريقة لعب 4/2/3/1، بوجود خالد الهاجري مهاجما صريحا وخلفه محسن جوهر كصانع لعب مع تحول الطريقة إلى 4/4/2 بتواجد محسن في منطقة الجزاء في محاولة لاستغلال الكرات العرضية، فضلاً عن مساندته الأصيلة من العمق للهاجري تزامنا مع انطلاقات من الطرف الأيمن من سعد سهيل وجميل اليحمدي وكذا الجانب الأيسر عن طريق علي البوسعيدي ورائد إبراهيم، واثنين في ارتكاز خط الوسط هما كانو وحارب السعدي، والمسلمي وفهمي في قلب الدفاع .

الأسماء تبدو الأفضل من بين القائمة التي استدعاها فيربيك، وطريقة اللعب تبدو الأنسب للسيناريو الأول من المباراة، غير أن تطبيقها لم يثمر عن شراسة هجومية، فالخطوط ظهرت متباعدة، وانعزل الهاجري عن خط الوسط المساند واستسلم للرقابة، وأغلقت الأطراف أمام رائد وجميل اليحمدي، ولم ينجح محسن من اختراق العمق ببينيات لكسر التكتل، فالتقيد بالمراكز منح الإمارات فرصة إجهاض الهجمات من مهدها دون وصولها للربع الأخير من الملعب لافتقادنا للزيادة العددية في كل المواقف، ولم يكن للاعبي الارتكاز أية مهام هجومية مكتفين بدورهم الدفاعي الذي لم يقوموا به على نحو أمثل، ولم ينفذ رائد إبراهيم أي عرضية متقنة ولم تنجح مساعيه لاختراق الجبهة اليمني أو اليسرى عند تبادل الأدوار مع جميل اليحمدي.

وجاء ظهور محسن جوهر على فترات متباعدة، أما علي البوسعيدي فلم يصنع الزيادة العددية الهجومية المساندة لرائد الذي كان من المفترض أن يدخل في وسط الملعب عند تحرك البوسعيدي على  الخط، فيما حاول سعد سهيل القيام بهذا الدور لمساعدة جميل اليحمدي الذي كان يتحرك إلى القلب عند انطلاق سعد سهيل غير أن عرضيات الأخير طوال الشوط لم تصل لحد الخطورة لتنفيذها من النقاط البعيدة، دون الوصول للمنطقة الخطرة المواجهة لمنطقة الـ 18، التي تعرف بالمنطقة "العمية" للمدافعين

وعانى الأحمر العماني من نقص الكثافة الهجومية في منطقة جزاء المنافس بسبب المبالغة في التحضير والتمريرات السلبية ما أتاح فرصة الارتداد والتمركز للإماراتيين، فكان من السهل على خط دفاع الإمارات أن يفرض الرقابة على الهاجري المتواجد وحيدا في منطقة الـجزاء، في ظل غياب القادمين من الخلف، مثل رائد من الطرف الأيمن ومحسن من العمق، وغياب كانو أو حارب لاستكمال الهجمة وبقاء الآخر بشكل عمودي خلفه للقيام بالدور الدفاعي عن افتقاد الكرة.

في المقابل اعتمد مدرب المنتخب الإماراتي زاكروني على عموري كلاعب حر في وسط الملعب، فكان العقل المفكر  وحامل أختام الأبيض، وظهر مدى الانسجام مع مبخوت، فتمريرات عموري كانت مصدر خطورة المنافس، فمن إحداها احتسبت ركلة الجزاء، وانفرد مبخوت بفايز الرشيدي من الثانية.

وخسر منتخبنا الوطني معركة خط الوسط لصالح عموري ورباعي الأبيض، فالضغط على حامل الكرة كان شكليا، وكان من الصعب استخلاص الكرة عبر ضغط فردي تزامنا مع تباعد خط الدفاع بأكثر من 30 مترا عن خط الوسط، فمحاولات الإمارات كانت تنتهي إما بتمريرة خاطئة أو محاولة على المرمى، بينما كان استخلاصها في منطقة وسط الميدان أمرا صعبًا.

 ربما كان الأحمر بحاجة لدفاع عالي لتضييق المساحات على خط وسط الإمارات تزامنا مع استخدام تكتيك ضغط – خط على خط – ليحول دون استلام عموري بسهولة، إذ كان استلامه ورؤيته وتمريراته المتقنة محركة للأطراف تارة ولعلي مبخوت تارة أخرى، فلم ينجح فيربيك في 45 دقيقة من إحداث التغيير التكتيكي الذي يقيد حركة عموري ويحد من خطورته، ليتفوق زاكروني على فيربيك في الجولة الأولى .

ومع انطلاق الشوط الثاني تغير الوضع كلياً وظهر منتخبنا بشكل أفضل على المستويين الدفاعي والهجومي، فكسب معركة الوسط لصالحه مستفيدا من ضغط جماعي تزامن مع تضيق المساحة بين الخطوط، فاختفى عموري تماما عن المشهد، واختفى معه علي مبخوت الذي يعد عموري محطة الإمداد الرئيسة له وتقيدت الأطراف وبدأت رحلة الأبيض في الدفاع عن الهدف تزامنًا مع رحلة أخرى للأحمر تقصد إدراك التعادل.

ولم يكن فيربيك بحاجة لإحداث تغييرات في تشكيلته الأساسية نظرا لأفضليته على الأرض،، فالتغيير في الواجبات والمهام أحدث مقصده في خلق فرص تصل لحد الخطورة.

وتخلى لاعبونا عن الحذر الدفاعي المبالغ فيه في الشوط الأول، وتقاربت الخطوط بشكل واضح، وظهر محسن جوهر في الشق الهجومي، وشكل سعد سهيل واليحمدي جبهة يمنى، تزامنا مع تعزيزات هجومية قادمة من مركز الظهير الأيسر علي البوسيعدي الذي شن عددا من الهجمات ونفذ عرضيات لم يحسن استغلالها الهاجري، وظهر كانو أمام حارب السعدي من أجل إحداث الكثافة الهجومية في المقدمة، وتواصلت تحركات خالد الهاجري العرضية طوال الشوط.

تغييرات فيربيك جاءت منطقية، فإشرك المقبالي بديلا لجوهر لتتغير طريقة اللعب من 4/5/1، إلى 4/4/2 وإضافة مهاجم ثان لاستغلال العرضيات الكثيرة يمنة ويسرى، ثم الدفع بسعيد الرزيقي في الدقائق الأخيرة بديلا للهاجري الذي شعر بالإرهاق.

وتفوق فيربيك على زاكروني في الشوط الثاني، فنجح لاعبوه في خلق فرص حقيقية بعد إضافة مهام هجومية للقادمين من الخلف، ما يشير لنجاح رؤيته التكتكية، فبناء الهجمات وإيجاد الحلول مسؤولية المدرب أما إهدار الفرص فيتحمل اللاعبون مسؤوليته .

وربما لم يحسن فيربيك قراءة الشوط الأول فكلفه التحفظ المبالغ فيه وتقييد لاعبيه بالمراكز وتسليم خط الوسط لمنافسه التأخر بهدف بفعل بفاعل من الصافرة.

فرصة الأحمر مازالت في ميدان الجابر، فرغم صعوبتها غير أنها قائمة عبر 6 نقاط من مواجهتين أمام الكويت صاحب الأرض والجمهور والسعودية الذي أزاح الستار عن صف ثان لا يقل قوة عن الأخضر المونديالي.

تعليق عبر الفيس بوك