فهد العادي: أحد المشاريع التعليمية في جسور
عيسى الشبلي: المشروع أثمر عن فرق مثلت السلطنة في مسابقات دولية
الرؤية - خالد الخوالدي
استطاع مشروع مختبر الروبوت التعليمي الذي تم افتتاحه قبل نحو 3 سنوات في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، أن يحقق أهدافه في تنمية المواهب والابتكارات العلمية والتقنية للطلاب والمعلمين في مدارس المُحافظة، خاصة وأنَّه يعمل على تمكين الطالب والمُعلم من مسايرة التقدم التكنولوجي والمعرفة الرقمية، إضافة إلى كونه يترجم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال مؤسسة جسور التي قامت بتنفيذ المشروع بتمويل من شركات أوربك وصحار ألمنيوم وفالي، في إطار المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات، وضمن خطة عمل جسور الذي تهدف لإقامة مشاريع تنموية لتحقيق الاستدامة والنفع العام.
وفي هذا الإطار قال فهد بن سالم العادي المدير التنفيذي لمؤسسة جسور: "هو من أهم المشاريع التعليمية التي نفذتها مؤسسة جسور ضمن برنامجها الذي يقوم على تنفيذ مشاريع تلامس احتياجات المجتمع، وتكمن أهميته في أنه جاء ليعمل على تمكين قدرات الطلاب والشباب من أصحاب المواهب والابتكارات العلمية ونحن خلال متابعتنا لهذا المشروع بعد تدشينه في عام 2015، نجد أنه حقق جزءاً كبيراً من أهدافه الرئيسية ويؤكد ذلك المراكز المتقدمة التي حققها الطلاب عبر هذا المختبر محلياً وخارجياً.
وأشار العادي إلى أن مؤسسة جسور مستمرة في مشاريعها الهادفة لخدمة المجتمع في مختلف المجالات العلمية والتقنية والثقافية والاجتماعية والرياضية والترفيهية وغيرها من المجالات الأخرى التي تحقق جانب المسؤولية الاجتماعية للشركات المؤسسة لجسور".
من جانبه قال عيسى بن حميد الشبلي المدير العام المساعد لشؤون التخطيط وتنمية الموارد البشرية وتقنية المعلومات بتعليمية المحافظة: "إن وجود مختبر الروبوت التعليمي بالمحافظة يُعد إضافة مميزة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، وهذا ما لمسناه من خلال تزايد أعداد الفرق المشاركة بالمسابقات سنوياً حيث كان عدد الفرق لا يتجاوز 5 واليوم وفي آخر مسابقة نفذتها المحافظة تجاوز عدد الفرق المشاركة 70 فريقاً موزعة في مختلف الألعاب، ناهيك عن المراكز المتقدمة التي تحصدها هذه الفرق والتي مثلت المحافظة خير تمثيل سواء على مستوى السلطنة أو على المستويات الخارجية ولعل أبرزها وآخرها مهرجان عمان للعلوم 2017م.
وأشار إلى أن تعليمية المحافظة حصلت على المركز الأول في فئة المشروع بمسابقة الـ (FULL) والمركز الثالث في فئة المشاريع المفتوحة، إلى جانب تحقيق فريق الروبوت بمدرسة أمية بنت قيس المركز الرابع في جائزة الرؤية للمبادرات الشبابية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى فاعلية الخدمات التي يقدمها المختبر سواء للطلاب أو للمعلمين أو الإداريين أو المجتمع المحلي ككل، وتنوع مناشطه كان له دور بالغ في نشر ثقافة الروبوت التعليمي في أي مكان تعقد فيه، لذلك يحرص القائمون عليه على تنويع الفعاليات واستمراريتها واختيار أماكن مختلفة لتنفيذها من أقصى المحافظة إلى أقصاها".
من جانبها قالت ثريا النبري مشرفة أنظمة بدائرة تقنية المعلومات ومشرفة على مختبر الروبوت التعليمي: يمضي مختبر الروبوت التعليمي قدمًا لنشر ثقافة الروبوت في المجتمع المحلي وإكساب الناشئة المهارات والمعلومات الخاصة بالروبوت، حيث تبنى المختبر العديد من المسابقات والدورات والورش التعليمية للطلبة والمعلمين ومنها شكلت الكثير من الفرق التي تنافس في جميع المجالات مثل: تتبع الخط - السومو - جمع الكرات - والمشاريع المفتوحة، وتبوأت المحافظة المراكز المتقدمة على مستوى السلطنة. حيث تبنى المختبر مسابقة شمال الباطنة للروبوت التي تنفذ سنويا في شهر أكتوبر منذ افتتاحه، بهدف تهيئة الطلبة لجو التنافس، وإعدادهم للمسابقات المحلية والدولية التي تشارك فيها المحافظة، بالإضافة إلى الإشراف على مسابقة التنمية المعرفية مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي والتي تنفذها وزارة التربية والتعليم سنويًا، وأي مسابقة تطرح تختص بمجال الروبوت والذكاء الاصطناعي.
وتضيف رضية العجمية مشرفة أنظمة بدائرة تقنية معلومات ومشرفة على مختبر الروبوت التعليمي: لم يقتصر دور المختبر على تنفيذ المسابقات بل تضمنت خططه مبادرات أخرى مثل "تدريب طلبة الصف السابع على استخدام روبوت (EV3) والتي تتفق مع منهج مادة تقنية المعلومات حيث تهدف هذه المبادرة على تمكين الطلبة من التعامل مع الروبوت وتعريفهم بكيفية ابتكار روبوتات خدمية للمجتمع إلى جانب تعريف الطلبة على المسابقات المطروحة محلياً وعالميًا وكيفية المشاركة فيها، إلى جانب اكتشاف الطلبة الموهوبين في هذا المجال وتخصيص برامج مُتقدمة لهم، ودورات وورش تدريبية مخصصة للموظفين والمعلمين بالمحافظة في مجال الروبوت، وتنفيذ معرض سنوي يضم الابتكارات والإجادات التي أنجزتها فرق الروبوت بالمحافظة.
ويوضح محمد البلوشي معلم رياضيات بمدرسة الوارث بن كعب للتعليم الأساسي ومدرب فريق الروبوت بالمدرسة أن الروبوت أحد المجالات التعليمية الحديثة التي حققت انتشاراً واسعاً في الأوساط التعليمية في أنحاء متفرقة من العالم ونحن في المدارس حريصون على مواكبة هذا التطور التقني وتقديمه للطلبة ليتعلموه ويقوموا بالاستفادة منه كمدخل لتعلم المبادئ الأساسية في العلوم من خلال التطبيق. من هنا يأتي دور الروبوت في برامجنا كوسيلة تعليمية عملية تفتح آفاقاً لا حدود لها للطالب كي يفكر ويصمم وينفذ ولكي يوظف المبادئ العلمية التي يعرفها ويبحث عن تلك التي يحتاجها للوصول إلى هدفه، حيث يوفر علم الروبوت البيئة المشجعة والمبنية على التعلم الذاتي والعمل اليدوي والتعلم من خلال التجربة وتقديم الحلول الإبداعية للمشكلات.
وأضاف: أنا كمعلم ومشرف على فريق الروبوت بمدرسة الوارث بن كعب حريص على أن يكون فريقي من أميز الطلبة على مستوى السلطنة في مجال برمجة وتركيب الروبوتات التعليمية، نظرًا للخبرة التي يمتلكها الطلاب من خلال المشاركات المتعددة التي ينظمها مختبر الروبوت التعليمي بدائرة تقنية المعلومات والتي تكللت بتحقيق الفريق للمراكز المتقدمة في مسابقتي السومو وجمع الكرات والتي أهلته لتمثيل المحافظة على مستوى السلطنة في مهرجان عمان للعلوم 2017.
فيما ترى حنان المعمرية معلمة رياضيات بمدرسة بدر الكبرى للتعليم الأساسي ومدربة فريق بدر الكبرى أن مختبر الروبوت التعليمي بتعليمية شمال الباطنة يقوم بدور كبير في تنمية مهارات الطلاب وتشجيعهم على التعلم الذاتي فيستثير رغباتهم ليتساءلوا كيف يعمل الروبوت ومن يحركه؟! ولأن المختبر ينظم باستمرار مسابقات متنوعة وورشا تدريبية فهو يدفع الطلاب والمعلمين أيضاً للابتكار والبحث والتفكير بعيدا عن المألوف، وقد لمست ذلك من خلال مشاركاتي في مسابقات الروبوت المختلفة فرأيت طالباتي بعد عدة محاولات ومشاركات تنمو لديهن القدرة على حل المشكلات ويتمتعن بالتخطيط السليم والمنظم مرة تلو المرة.
وأضافت: لا أنكر هنا فضل أعضاء مختبر الروبوت التعليمي حيث يقدمون للجميع الدعم المستمر والتسهيلات اللازمة للمشاركة في أي منشط من مناشط المختبر، ولله الحمد شاركت في المعرض المصاحب لحفل افتتاح مختبر الروبوت التعليمي والآن أشارك بصفة مستمرة في مختلف فعالياته إذ إنني أحببت وطالباتي هذا العالم الممتع، وأتمنى أن أحقق مركزا متقدما على مستويات خارجية يوما ما.
أما الطالبة آمنة العجمي من الصف التاسع الأساسي بمدرسة الطريف للتعليم الأساسي فترى أن تطوير الذات، شيء أساسي في حياة الإنسان ولا يأتي إلا من خلال تعلم مهارات جديدة بشكل مستمر، ومن ضمن المهارات المفيدة التي تعلمتها صناعة الروبوتات التي أكسبتني الكثير من الفائدة وحب المعرفة والاطلاع.
وقالت: الحمد لله أن وفقني للمشاركة في 3 من المسابقات الخاصة بهذا المجال، كنت أتعلم مع زميلاتي وكأننا نلعب لعبة مسلية ومفيدة في الوقت نفسه وكل الشكر لكل من أتاح لي فرصة الظهور والمشاركة سواء كان هنا في المدرسة أم في مختبر الروبوت التعليمي بالمحافظة حيث وجدته المكان المناسب والمرجع الصحيح لتنمية مهاراتي في التركيب والبرمجة، ومن خلال التدريب المستمر والممارسة المدروسة، تعلمت احترام الرأي الآخر وتقبله والتعاون مع زميلاتي والإبداع في عرض وتطوير الأفكار، كما اكسبتني مشاركاتي هذه جرأة وثقة بالنفس وتعلمت أن أحاول دائما وأبدا لأكون الأفضل.
وقال الطالب قصي البادي من الصف التاسع الأساسي بمدرسة أبو حمزة الشاري للتعليم الأساسي: يعمل المهتمون بمجال التربية والتعليم على إيجاد وتوفير أساليب تعلم جديدة للوصول إلى نتائج أفضل في تعلم الطلبة وإعدادهم لسوق العمل، وساعدت التقنيات الحديثة على تنمية ذلك، فقد ساهم وجود مختبر الروبوت التعليمي بالمحافظة على تنمية التعلم الذاتي لدي وزيادة الرغبة في التنافس وحب التعلم. وعند القيام بتنفيذ أو المشاركة في أي مشروع يساعد ذلك على تنمية مهارات العمل الجماعي، وتشجيع استراتيجية التعلم المبني على المشروع، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي والابتكاري والناقد ومهارة حل المشكلات.