نجاح الشاب فوكييه يرشحه لزعامة اليمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة

"يمين فرنسا" يستعيد شبابه لمنافسة ماكرون بسلاحه

الرؤية – الوكالات

كان نجاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الأخيرة مزدوجا، إذ ضمن بنجاحه المفاجئ ضربة قاصمة لشعبية الأحزاب المعارضة له لصالح شعبيته هو كشاب جديد على عالم السياسة وحساباتها.. لذلك لم يعاني الرئيس الشاب في مواجهة معارضة تذكر على مدار الشهور السبعة الماضية؛ لكن يبدو أن عليه أن يستعد لمرحلة مختلفة نسبيا، بعد انتخاب الجمهوريين أمس زعيما جديدا يأملون أن يستعيد للحزب مكانته.

ويتقدم لوران فوكييه في سباق انتخابات حزب الرئيسين السابقين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، وهو سياسي طموح يبلغ من العمر 42 عاما – في سن يقارب سن ماكرون- وهو أيضا مثل ماكرون الذي تخرج في كلية إدارة الأعمال (إي.ان.ايه) المرموقة ويعد بتغيير المؤسسة السياسية في البلاد.

وليس هناك أوجه شبه كثيرة بين الرجلين. وفوكييه منتقد شديد لماكرون البالغ من العمر 39 عاما ويقول إنه منقطع الصلة بريف فرنسا وضعيف على المستوى الأمني ومبالغ في تأييده للتكامل الأوروبي.

وانتهج فوكييه في حملته الانتخابية مسارا يمينيا لمهاجمة الإصلاحات الاقتصادية التي طرحها ماكرون الاشتراكي.

وقال فوكييه في تصريحات صحفية إن ”اليمين يستيقظ، لقد عاد، وأريد أن أكون واضحا: لن يملي علينا أحد ما نقوله أو نفكر فيه بعد الآن“.  وأضاف ”مستقبل الديمقراطية في فرنسا لا يمكن أن يكون مستنقعا يجمع الاشتراكيين واليمينيين معا حول ماكرون“.

وسيرث فوكييه حزبا في حالة من الفوضى منقسم فيما يتعلق بموقفه من استمالة ماكرون لساسته البارزين ومن السياسة الاقتصادية.  وكان مرشح الحزب فرنسوا فالون خرج من الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.

ويصف فوكييه نفسه باعتباره بطل البلدات الصغيرة في ريف فرنسا الذي يقول إن ماكرون لا يعرف عنه شيئا.

 

ويطمح لوران فوكييه أن يكون زعيم اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2022. ويأتي هذا الاقتراع بعد أن تلقى الحزب هزيمة تعد الأسوأ بالنسبة له منذ عقود في الانتخابات الرئاسية أبريل الماضي.

وتجري الانتخابات في دورتين لاختيار أحد المرشحين الثلاثة لرئاسة الحزب: فوكييه وفلورانس بورتيلي ومايل دو كالان. لكن تقدم لوران فوكييه (42 عاما) بفارق واضح على منافسيه، يعزز آماله في انتخابه من قبل ناشطي الحزب من الدورة الأولى حتى قبل دورة ثانية مفترضة في 17 ديسمبر.

وأكد جوفروا ديدييه مدير حملة فوكييه أن "هدفه" هو الفوز من الدورة الأولى، بينما لا يشك أحد في طموح الرجل في أن يصبح زعيم اليمين للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى في 2022.

ويأتي اقتراع الأحد، بينما يبدو المشهد السياسي في فرنسا مهتزا منذ صعود ماركون (39 عاما) الذي حملته إلى الرئاسة حركة وسطية أسسها على عجل.

ولوران فوكييه يلقى احتراما كبيرا بين ناشطي الحزب الجمهوري بسبب مواقفه اليمينية الواضحة. لكن خصومه يرون أنه سيسعى إلى التقرب من الجبهة الوطنية (الحزب اليميني المتطرف التاريخي في فرنسا الذي يقوم هو أيضا بعملية إعادة بناء).

ويؤكد فوكييه أن اليمين "الحقيقي سيعود" معه، مع أن هذا اليمين ما زال مصدوما بهزيمته من الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية في أبريل الماضي، التي كانت الأسوأ منذ 1958، ثم في الانتخابات التشريعية بعد أسابيع. كما يعد الوزير السابق "بتجميع" الناس، وإن كان حزمه الكبير في قضايا السلطة والأمن والهجرة يثير بعض الاستياء حتى داخل حزبه.

ورأى جان كريستوف لاغارد رئيس حزب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين الحليف التقليدي للحزب الجمهوري، الجمعة أنه في حال فوز فوكييه فإن الحزب الجمهوري سيصبح عالقا في دائرة "اليمين المتشدد" و"لن تعقد تحالفات" انتخابية بين الحزبين. ولنسبة المشاركة أهمية خاصة في هذا الاقتراع. فقد قالت بورتيلي إن تصويت أقل من مئة ألف ناخب سيعني أن هذه الانتخابات تشكل "فشلا"، متسائلة حول شرعية زعيم ينتخب ببضع عشرات الآلاف من الأصوات.

وفوكييه الذي يوصف بأنه لامع جدا، انتخب نائبا في سن التاسعة والعشرين في 2004. وهو حائز على العديد من الشهادات العلمية وانتخب في مناصب عدة. وقد شغل مناصب وزارية أيضا ويرأس منطقة أوفيرن رون آلب في قلب فرنسا، حيث تقع مدينة ليون مسقط رأسه. ويتنافس فوكييه مع فلورانس بورتيلي (39 عاما) رئيسة بلدية واحدة من مناطق باريس، ومايل دو كالان (36 عاما) النائب القادم من غرب فرنسا الذي لقي دعم رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه.

 

تعليق عبر الفيس بوك