أحوالُ النَّفس الإنسانيّة في القرآن

محمد عبد العظيم العجمي - مصر


ومع حالات النفس التى تعتريها، وما يتناوب عليها مما نسميه (الأمزجة) ، وكيف سماها القرآن وبيَّن لها حين أوردها فى آياته المحكمات، لنكون على علم بما يعترك فى دواخل نفوسنا، وما تجيش به صدورنا، وما هو حديث النفس وما كُنْه محادثة الشيطان لها، وحتى تكون القراءة النفسية على بينة فيفطن الإنسان لخلجاته وحركاته وسكناته من داخله.. متى يستوحش منها، ومتى يصَّالح معها، وكيف تتفلت النفس من عقالها (العقل)؟، وكيف نردُّ زمامها إلى الصراط المستقيم؟
والحقيفة أن القرآن أبلغ فى التصوير وأبدع في التوصيف ــ إذا صحَّت المقابلة، لا المقارنة للتقريب ـ عما أورده العلم الحديث من مسميات (الضمير، والأنا الأعلى، والأنا السفلى، والأنا المتوسطة)، فالمصطلحات العلمية لا توحي بشيء من مسمياتها إلا أن نقرأ ما بين السطور ونغوص ما بين الشروح حتى يتبين لنا ما المقصود بكل اصطلاح توافق أو اختلفوا العلماء عليه؟
أما اصطلاحات القرآن ومسمياته فلها دلالة مباشرة على ما تحتويه العناوين من معان بالإضافة إلى الإحاطة والشمول، فأطلق عليها (الأمَّارة، واللوَّامة، والمطمئنة).
ونبدأ بما بدأ الله به ـ حسب الترتيب القرآنيّ ـ بمصطلح (النفس الأمَّارة)؛ كما وردت فى سورة (يوسف) {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي  إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الآية: 53)، وبدون التوقّف عند نسب القول لمن؟ أهو لامرأة العزيز، أو لنبي الله يوسف - عليه السلام - ، لكن: المستخلص لدينا هو حديث النفس الأمّارة والتى عمَّم فيها القرآن فجاءت [مقترنةً بـ(ال) الجنسيّة وهي تشير لاستغراق جميع أفراد الجنس في الصفة ذاتها، أولبيان الحقيقة] (إن النفس)  بعد التخصيص (وما أبرئ نفسى) ليعلم أن هذا الطبع للنفس عامة وليس للنفس المذكورة فى الآية خاصة، كما وصفها بـ(الأمارة) بصيغة المبالغة وليس باسم الفاعل (آمرة) ليدل على شيئين هما: تكرار الأمر بالسوء أى المعاودة المرة بعد المرة، ثم الإلحاح وشدة الطلب، وهى أمارة بالسوء أى جانحة دوما أن تقضى ما تشتهيه دون التثبت من وجه الشرع فيه وذلك ميلٌ مع الطبع والهوى، وهذا هو قوله {فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38)} (سورة النازعات).
وأما قوله: "إلا مارحم ربي" فتشرحه الآية الأخرى {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ} (سورة النازعات: 40) "، والرحمة هنا ليست كما يتصورها البعض من أصحاب العجز والأمانى: مرسلةً، أوكما يفهمها الكثير ممن يجتزئون الآيات ويحرفونها عن مواضعها فيقولون "ورحمتي وسعت كل شئ" ويهملون ما بعدها من السياق الذى يبين: كيف تصرف الرحمة، ولمن تكون {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ  فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ  أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) (سورة: الأعراف)، إنها رحمة العصمة النابعة من الاستمساك بالمنهج والاحتراز به من كيد النفس وما يعين عليها من كيد الشيطان مع زخرف الحياة ـ كما بينا سابقا: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}. (سورة يونس: 58) وكما فّسر الصحابة وجُلُّ المفسرين: فضل الله بـ(الإسلام)، ورحمته بـ(القرآن) ومعه السنة الشارحة له..  إذا : فـ "إلا ما رحم ربي" وهم (المُعتصِمون) بالكتاب والسنة فكانت لهم المنعة والعصمة والعون على نفوسهم برحمة من ربهم.
أما المعرضون المنغمسون فى شهواتهم والمقتفون آثار الهوى فمبعدون، وكما يقول العارفون "هانوا عليه فعصوه، ولو أحبهم لعصمهم"، {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)} (سورة: فصلت)،  والهديُ الأول هو الذى تكفل الله به للخلق وهو هدي الدلالة والبيان، ومصدره (الفطرة التى فطر الله الناس عليها، والرسل وما جاءوا به من المنهج والعلم)، فإذا انصاعت النفوس للبيان الإلهي كان لها من الهدي الآخر (التوفيق والرحمة) ما يحفظها به عن الزيغ والضلال، {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} (سورة طه:123) "وإلا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} (سورة طه: 124).
وأما النفس (اللوامة): فهى الحال الوسطيّة بين الأمّارة والمطمئنة، ولعظم قدرها فقد أقسم الله بها {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} (سورة القيامة)، والحق تبارك وتعالى لا يقسم إلا بعظيم، فقد أجمل وأكمل فى خلقه، وفى القسم يدير انتباهنا للمقسوم به لشيء من التدبر والتفكر {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)} (سورة الواقعة)، وقد أقسم الله بـ(النفس اللوامة) لما فيها من الخير والندم والتوبة، وهى درجة أرقى سلوكا وشعورا وورعا من النفس (الأمارة)، فتسرع لتحيي داعى الفطرة، وتنبِّه غافل العقل وتستنهض فيه أمر قوامته على النفس، وتحذره من مغبة اتباعها لأن فيه الهلكة.
وهى بهذا تمثل الثائر الحق وللحق داخل الإنسان، وهى نفس محمودة مأجورة، لم تستعن إلا بالفطرة القويمة من داخلها، ولم يعنها صاحبها بشئ من علم الوحي، ولم تسكمل عدتها من القوة الروحية والنفسية التى تنصرها على النفس الأمارة، ولم تشيد من حصن الذكر ما يحفظها من هجماتها وأعوانها من شياطين الجن والإنس..  يتغالبان، فتغلبها تارة وتنغلب لها تارة أخرى، لكنها مع تواضع عدّتها وقلّة أدواتها لها من مدد الفطرة عون دائم يوقظها من الغفلة ويذكرها بعد النسيان.
وقد يتصور البعض أن حضور النفس اللوامة لا يكون إلا بعد وقوع الذنب أو اقتراف المعصية، لكن المعنى القرآنى يحتمل أكثر من ذلك كما توضحه السُّنة، فاللوم قد يكون بعد (الفعل القبيح) وهو من عمل الجوارح، أو قبل الفعل فى حال (الهَمَّ بإتيان الفعل القبيح) من النفس الأمارة، أو حال (عقد العزم والإرادة) من القلب على إتيان الفعل القبيح، ويوضح هذا حديث النبى صلى الله عليه وسلم ، عن ابن عباس رضى الله عنه (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً) [مُتفق عليه].
والهَمُّ هنا لا نجده إلا في حديث النفس قبل العزم والإرادة والفعل، وإذا كان المرء يؤجر على الهَمِّ وتركه، فلابد أن يكون من يحول بينه وبين هذا الهَمَّ هى (النفس اللوامة) التى تقف (للنفس الأمَّارة) بالمرصاد، ولا نجد أبلغ فى التعبير عن هذه المفاعلة من قول الحق تعالى {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} (سورة الأنفال). وتأمَّل هنا روعة التعبيرفى الفعل (حال، يحول) فى الفصل بين عين الفعل ولامه (حا/ل) ليصنع هذا الحاجز المعنوى بين هم النفس الأمّارة وورع النفس اللوامة.
ولا تزال (النفس اللوامة) فى هذا المعترك من الصراع مع (النفس الأمارة) حتى تستجمع طاقتها، وتستكمل عدتها من العلم والذكر والوحي، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ  أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} (سورة الرعد)، حتى يلهمها الله فتدحر هذه النفس الأمارة وتغلبها، فتسمو منزلتها، وتعلو درجتها {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)} (سورة المجادلة). ، فإذا تحقق المراد وحصل المقصود، حظيت بهذه المنحة الربانية العلوية فصارت (نفسا مطمئنة)، ولم يعد للأمّارة والشياطين عليها سبيلٌ.
ومن الفهم الخاطئ: أن النفس المطمئنة هى المخاطبة لحظة خروج الروح فقط فى قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} (سورة الفجر). لكن النداء هنا يعنى: أن النفس التى أحيت حياة مطمئنة فلازمتها الطمأنينة حتى لقاء ربها فصارت عَلَمًا عليها وحُقَّ لها أن تنادى بها حيث عاشت كذلك فى الحياة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} (سورة النحل).
وهذه الحياة الطيبة أبدا لا تكون مع دوام الصراع مع الشيطان والنفس الأمارة، فهذه لا يسلم المرء منها حتى يصيبه من أثر الذنوب ما يكدر صفوه وينغِّص عيشه وينقله من ضيق إلى ضيق، أما من نظر بعين العقل فعلم أن له ربا سميعا قريبا مجيبا قادرا، فألقى بضعفه بين يديه، وتبرأ من الحول والقوة إلا به، وظن ألا ملجأ من الله إلا إليه، فتدرَّعَ بحصن الذكر واحتمى بحمى القرب، فقد آثر السلامة ونجا من الندامة، كما قال صلى الله عليه وسلم (وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِى أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذى والنسائى وهو حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع: 1724.
وليست النفس المطمئنة فى معزل عن الذنوب والفواحش ـ فهى حتما نفس بشرية ـ ، لكن الفرق بينها وبين هذه النفوس المتلبسة بالمعاصى في أمرين؛ الأمر الأول فى عزم الإقدام على المعصية، والأمر الثانى فى الإفاقة بعدها، فالمطمئنة ليس لها عزم على المعصية ولكن غلبة الضعف البشرى عليها، ثم هى تسارع إلى الندم وتبادر إلى التوبة {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} (سورة آل عمران).
أما النفوس الأخرى فلها من الاجتراء على ربها والتبجح بالافتراء عليه ما يصرفها عن التوبة ويمرؤها فى المعاصي {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا  قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ  أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)} (سورة الأعراف).
ولا ينجو الإنسان من نفسه وحربها إلا أن يعرفها ويعرف كيف يسوسها فهى أشد تقلبا من القِدْر فى غليانه، فمن أرخى لها الزمام وأطال لها اللجام أهلكته فى كل واد، ومن أُعِينَ عليها بما علَّمه الله فقد فاز.
ومن نافلة القول هنا أن نذكر بأن كلمة (النفس) وردت فى القرآن على سائر تصريفاتها (268 مرة)، ولم ينزل الله هذه الآيات فى كتابه إلا ليعلمنا عن نفوسنا ما لم نكن نعلم، ويرشدنا كيف تكون النجاة، وهو إذ يجعلنا فى هذه الدار؛ وهي دار ابتلاء وتمحيص، فقد تكفل لنا أيضا ببيان سبيل الفلاح وطريق الرشاد وهو الهادي إلى سواء السبيل (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ  أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)} (سورة الأنبياء).

تعليق عبر الفيس بوك