"مجلس قيم" يناقش "إدارة السلوك الاستهلاكي" ويسلط الضوء على مفاهيم الادخار والترشيد

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

مسقط- عمر الفهدي-جواهر المعمرية

تصوير/ علي المعمري

استعرضت الجلسة النقاشية التي أقامها مجلس قيم مؤخرًا "إدارة السلوك الاستهلاكي"، وقد أدار الجلسةَ الإعلامي عابدين البلوشي، وأشرف عليها د. صالح الفهدي رئيس مركز قِيم، وقدّم فيها علي الشرجي المدير التنفيذي لشركة روّاد للتسويق خلاصة أفكاره في كيفية إدارة السلوك الاستهلاكي، كما قدّم فيها رجل الأعمال فهد بن صالح الهوتي فكرةً تطبيقية للادّخار.

وبدأ الدكتور صالح الفهدي الجلسة النقاشية بالتركيز على أهميَّة رفع الوعي المالي لدى أفراد المجتمع وخاصّة الشباب لما له من تأثير مباشر على جوانب الحياة واستقرارها، لافتًا إلى أنَّ الشباب يجب أن يُجنِّبوا أنفسهم الوقوع في أخطاء الإدارة الماليّة لما لذلك من عواقب على تحقيق أهدافهم الحياتية. مؤكدًا أنَّ مجلس قيم هو محاولة للإسهام في زيادة الوعي المجتمعي في جوانب التي تمسًّ واقع التنمية، من خلال سماع صوت الجمهور بالتوازي مع المختصين وهي ميزة يتفرَّد بها المجلس في طرح القضايا. كما تطرق الدكتور صالح الفهدي إلى التحولات الاقتصادية في العالم وما صاحبها من موجة انتقال رؤوس الأموال، والبشر إلى شتى الدول مما خلق تنافساً كبيراً، وحاداً بين الشركات العابرة للقارات وجعل الإنسان أشبه بالطريدة التي يتبارى لاصطيادها الصيادون بالتسويق المغري، واستنزاف أموال المستهلكين بالإغراء الشرائي المتنوع.

من جانبه استهل علي الشرجي كلمته بأننا نعيش في زخم من الإعلانات التجارية التي تحيط بنا وتجعل من الجميع مُستهدفًا لأجل الاستهلاك، حيث تشير الإحصاءات إلى أنّ 80% من القرارات الشرائية للفرد تتم بسبب التأثر بالإعلانات والرسائل الخفيَّة بها، وهو ما يستدعي الانتباه والحذر، ومحاسبة الذات فيما إذا كانت الأغراض الاستهلاكية هي حاجة من الاحتياجات الضرورية أم هي رغبة قد تكون عابرة. وأضاف الشرجي أنّ النهج الصحيح للتخلص من تحكُّم الإعلانات التجارية المختلفة يشمل وضع نسبة مئوية من الدخل تستقطع للادخار كل شهر، حيث يمكن لغالبية الأفراد أن تصل نسبة استقطاعهم إلى 15% من الدخل، وهي النسبة التي أشارت إليها الدراسات التي أجريت في العديد من البلدان، لافتاً بأّن هذه النسبة يتم إهدارها في النفقات غير الضرورية في عموم الأحوال، والوصول إلى هذه النسبة يستدعي وجود بعض المعالجات في السلوك الاستهلاكي، وخصوصًا في ظروف ارتفاع أسعار الوقود وبعض المستلزمات الأخرى.

كما استعرض رائد الأعمال فهد بن صالح الهوتي تجربته في الإدخار، مستهلاً حديثه بالتأكيد على ألا نعلق مشاكلنا المالية على الشماعات الخارجية، بل أن نأخذ زمام الأمور ونحاول تغيير واقعنا. وبناءً على ذلك فقد سعى الهوتي منذ عدّة سنوات إلى الشروع في انشاء نظام إلكتروني حسابي يعمل وفق معادلة معينة لحساب طريقة الدخل على المدى البعيد، حيث سيتمكّن كل شخص من استخدامه بعد الانتهاء منه ورفعه على شبكة الإنترنت.

ونظرا لأنّ النشأة التربوية الصحيحة في الأسرة تشكِّل عاملاّ جوهريًا في الوعي المالي، أشار الدكتور صالح الفهدي إلى أهمية أن يقوم المربي بإشراك الأُسرة في الإطلاع على أوجه الإنفاق المالي لمستلزمات الأسرة، لكي يدرك كل فرد فيها ما يتم إنفاقه، وذلك من أجل نشأة ثقافة أسرية تعي قيمة النعمة، وتسترشد في الإنفاق، وتنشأ على الإدخار، والتقليل من المصروفات خاصة على الكماليات.

ونبّه أحد الحضور إلى أهميّة الصدقة لما لها من بركة على المال، واقترح استقطاع 10% من الراتب الشهري من أجل التصدق بها للمحتاجين في المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك