ظفار ووعكة الكبار

محمد العليان

إن ما يمر به نادي ظفار من نتائج جعلته في المراكز الأخيرة، وأيضا خروجه من بطولة الكأس، اصبح حديثَ الوسط الرياضي وجماهير الزعيم. ولأن نادي ظفار ركن من أركان القمة في الكرة العمانية، وله تاريخ مشرق ومرصع بالذهب، فلابد أن يتم المحافظة على هذا التاريخ، وبرموز كأولئك الذين رسموا قواعده وفق مقولة "الرجال يصنعون التاريخ"، لا التاريخ يصنعهم.

نعم.. ظفار قد يخسر اليوم، وينتشي بالفرح غدا، فحال كرة القدم لا تبقى على الدوام؛ فعلا فريق ظفار يحتاج الى لغة صريحة تتجاوز أسرار المجاملات وتفاصيلها، تبني جدارا متينا بإمكان عشاق الزعيم التسلق إليه، شخصيا أبصم بالعشرة بأن رئيس النادي الشيخ علي بن أحمد الرواس قدم ما لم يقدم لأي نادٍ آخر، من كل النواحي، وخاصة المالية، وبلغة الأرقام، نال بها حب الكل من حيث الاستقرارالمادي والنفسي والمعنوي، لكن ما يجعلنا نتوقف بحيرة واستغراب أن هذا الدعم والدعامات لم تثمر الثمار اليانعة في هذا الموسم بالذات التي توازي ولو جزءا قليلا مما يصنعه هذا الرجل تجاه كيانه وناديه.. مئات الآلاف نالها الفريق الكروي جعلت لاعبي أو بعضهم ضمن إطار أغنى اللاعبين، ورغم ذلك لم يقدم اللاعبون أي شيء، وللأسف في وقت كان من الأبرز أن يكافئ كل تلك المجهودات بعطاء قوي ومستوى كبير، حتى يقدم في نهاية المطاف البطولة والنتائج لمن قدم وبذل وضحى.

فالشد والجذب الذي يحصل الآن لا يأتي بالحلول، فلو سألت مُشجِّعا ظفراويا عن أسرار تراجع فريقه، لقال لك: كذا..وكذا..وكذا، ولو أتينا إلى الجانب الإداري، لطرحنا سؤال: لماذا يتم أو يبتعد، أو يستقيل، أو يُقال، أو يعتذر من يتولى الإدارة للفريق الكروي؛ سواء رئيس جهاز الكرة، أو مدير الفريق، أو المشرف العام. ومن النقاط أيضا أن الاختيارات خاصة في الأجهزة الفنية قد لا تكون صحيحة، أو قد لا تُوفَّق هذه الأجهزة رغم تاريخها وسيرتها المعروفة؛ لذلك تأتي النتائج عكسية، وهذا ما عانى منه فريق ظفار طيلة المواسم السابقة.

نعم، هناك أخطاء وقعت مثل التعاقد مع لاعبين مصابين كلَّفوا الفريق عشرات الآلاف، ولم يستفد منهم إلى الآن -مثل: حاتم الروشدي واليحيائي- أعتقد أن هناك حلقة مفقودة في الفريق الكروي قد تكون فنية أو إدارية، أو الاثنين معا، وأهل الدار أدرى بها، وقادرون على معالجتها.

ورغم كل هذا التراجع، يظل ظفار يمر بوعكة الكبار، وهذه حال كرة القدم قد تكون الأفضل وتخسر كل شيء، وقد تكون الأسوأ وتكسب كل شيء، منطق كرة القدم هكذا، لكن على الكل البحث عن السلبيات ومعالجتها. نعم، الفريق الكروي مهتز فنيا وعناصريا، لكنه قادر، بشرط قليل من القرارات التنشيطية والمعنوية التأديبية والمحاسبة والتجديد.. الولاء للقميص الأحمر هو الطريق للوصول إلى البطولات والأمجاد؛ فهذه مقولة راسخة وثابتة في تاريخ نادي ظفار.. وغير ذلك هو فقدان البطولات، يجب أن يعرف هذه المقولة الكل، لابد لنا من دعوة صادقة ومخلصة نوضح من خلالها الإيجابيات والسلبيات، ونقدم الرأي الهادف البناء الذي يخدم كل أنديتنا والكرة العمانية.. ظفار ورجالاته قادرون على العودة.