خالد الخوالدي
أن يجد الإنسان له قبولا في الأرض ومع أغلب البشر بدون مجاملة ولا تزلف ولا طلب لسُمعة فهذا هو الحب الحقيقي والصادق، مصداقا للحديث القدسي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ) وهذا الحب لا يكون لكل الناس وإنما لناس معدودة اصطفاهم الله لخصال الخير الموجودة معهم فبعث لأهل الأرض السكينة والحب لهم.
ومولاي السلطان قابوس - حفظه الله ورعاه- ممن بعث الله لهم القبول في الأرض، فالحب الكبير الذي يحبه شعبه له لا يمكن أن يكون مصطنعا، فبكاء طفلة صغيرة لرؤية السلطان قابوس من الصعب أن تكون مصطنعة، وخروج عجوز في التسعينيات من العمر في مسيرة ولاء وعرفان لهذا القائد من الصعب أن تكون مجاملة؛ ففي قاموس هؤلاء لا توجد المجاملات، وتَسمُّر أغلب الشعب على شاشات التلفاز لرؤية جلالته وهو يرعى الحفل العسكري بمناسبة العيد الوطني لا يمكن أن يكون إلا حبًا وشغفا وشوقا ورغبة في الاطمئنان عليه والدعاء له بطول العمر.
والمسيرات التي تجوب الشوارع والحارات للأطفال الصغار ومن الشباب ومن النساء والرجال لا يمكن أن تكون إلا حبا، وتزيين السيارات والمنازل والمؤسسات احتفالا بالعيد الوطني ووجود هذا القائد الحكيم لا يمكن إلا أن يكون حبا، والاحتفالات التي تحدث في كل بقعة من عمان بدون تنظيم أمني أو تدخل مؤسسي حكومي من المستحيلات إلا أن يكون حبا، والحب يا سادة يصنع ما لا يتوقعه عقل ولا يتصوره فكر.
الجميع ينطق بالحب لمولاي جلالة السلطان قابوس في عمان وخارج عمان، فجلالته لم يضر أي مخلوق ولم يتدخل في شؤون أي دولة إلا مصلحا ومبشرا وقائما بالمعروف ونشر الخير، لذا رأينا التهاني والتبريكات من كل الشعوب وبكل اللغات، وهذا لا يتحقق لكثير من الناس لأنّ القبول في الأرض يكون لبشر مخصوصين برحمات الله وفضله، فنعم الرجل السلطان قابوس ليس مجاملة أو مدحا بل حقيقية قلبية من قلب صادق محب.
فهنيئا لعمان وشعبها وجود قائد جعل الله له القبول في الأرض فأحبه شعبه حبا صادقا وفيا، أحبوه منذ ظهر عليهم بشبابه وفتوته، وأحبوه بعد أن كبر بالسن، وأعجبتني رسالة أحدهم التي يقول فيها "بعض الوجوه وإن شابت وإن تعبت وأرهقها عطاؤها تظل إشراقتها ميلادا جديدا لنا في كل حين، وكل ما نراك سيدي السلطان نرى شباب عمرنا وزهرة حياتنا وزهو مستقبلنا من إطلالة مبسمك وشموخ طلتك، سبحان ربي من جعلك بلسما لشعبك وحفظك ربي، وهنئتم برؤية حبيب الشعب ونبضه".
نعم هذا هو الشعب الذي أحبك مولاي السلطان للأسباب التي تعلمها وللأسباب التي لا تعلمها، أحبوك بكل فئاتهم وأجناسهم ومذاهبهم وطوائفهم، أحبوك لأنّ الله سبحانه وضع القبول لك في الأرض بما قمت به من فعل الخير والصلاح والفلاح لبلدك وأمتك، ففعل الخير الذي تقوم به لو لم تتحدث عنه في وسائل الإعلام ووسائل الاتصال إلا أنّه يتحدث عن نفسه ففي كل شبر لك بصمة خير في عمان وفي دول كثيرة من العالم، ودمتم ودامت عمان بخير.