محاضرة في جامعة السلطان قابوس لإبراز تجربة إعادة بناء اليابان بعد الحرب

مسقط - الرؤية

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بمكتب التعاون الدولي وبالتعاون مع السفارة اليابانية في السلطنة محاضرة بعنوان "إعادة بناء وطن – اليابان بعد الحرب العالمية الثانية" قدمها الأستاذ الدكتور عصام رياض حمزة عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أقيمت المحاضرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وسعت إلى تقديم التجربة اليابانية إلى الحضور من أكاديميين وطلبة.

تطرقت المحاضرة إلى تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم إلقاء قنبلتين نوويتين في هيروشيما وناجازاكي تسببتا في دمار شامل للبنية التحتية والمرافق العامة. والأسباب التي خولت اليابان للنهوض من جديد اقتصاديا واجتماعيا وثقافياً، بالإضافة إلى العوامل التي أهلت اليابان لتخطي تلك الحقبة الزمنية والانتقال السريع خلال مدة وجيزة إلى مصاف أقوى الدول الصناعية ليكون الاقتصاد الياباني أحد أقوى الاقتصادات على مستوى العالم. وبالتأكيد الاهتمام بالإنسان وتطويره واعتباره العامل الأساسي في النهضة اليابانية. 

في بداية المحاضرة تحدث المستشار هيدياكي ياماموتو نائب رئيس البعثة في السفارة اليابانية عن سبب إقامة هذا النوع من المحاضرات في المؤسسات التعليمية، كما أن موضوعها من الموضوعات التي تحظى باهتمام كبير على كافة مستوى شعوب العالم كما تحدث الاستاذ الدكتور عصام رياض عن اليابان قبل الحرب وأثناءها إذ تم تدمير 40% ووصل عدد المنازل التي تم تدميرها 270 ألف منزل، وبلغ عدد الضحايا 100 ألف ضحية، وتطرّق إلى جهود الامبراطور " شو-وا" هيروهيتو والأعمال الذي قام بها أثناء ذلك.

وأضاف الأستاذ الدكتور عصام رياض أنّ الحكومة لم تهدف للتغيير بقدر الحد من سيرة قوات الاحتلال على الحكومة، كذلك حاولوا العودة ببعض الحريات وحظر تمرد الجماعات اليابانية والعنف المسلح ضد قوات الاحتلال والعمل على اعتراف كل اليابانيين بالذنب والمسؤولية عن الهزيمة وليس الحكومة فقط.

وتناول الإصلاحات الخمسة وهي تحرير المرأة والمشاركة السياسية وحق تكوين النقابات والتجمعات العمالية وثالثا وهي أهم نقطة في الإصلاحات وهي ديموقراطية التعليم وتكون في أي مكان وإمكانية مساعدة طلبة الجامعات والمدارس لأجل العمل بكل طاقة من أجل التعليم، والإصلاح الرابع هو إلغاء البوليس السياسي في الدولة، وعملت الدولة في مجال ديموقراطية المؤسسات الاقتصادية "تفكيك الكيانات والاقتصاديات الكبرى".

بالإضافة إلى ذلك تحدث عن الاقتصاد الياباني ما بعد الحرب وبداية الازدهار، ودخول اليابان في الصناعات الهامة والمواصلات. معاهدات السلام التي وقعتها وتخليها عن القوة العسكرية للدولة. وأيضا خروج اليابان من تحت الأنقاض بعد 20 عاما من إلقاء القنبلة الذرية، لتثبت للعالم أنّها معجزة القرن العشرين، وأنّ الإنسان هو المعجزة الحقيقية على الأرض هو ما أعرب عنه الدكتور في نهاية المحاضرة.

الجدير بالذكر أنّ الأستاذ الدكتور عصام رياض حمزة هو أستاذ مصري معروف في مجال الدراسات اليابانية، وخاصة في الفكر الياباني الحديث، وهو حاصل على بكالوريوس الآداب من قسم اللغات والآداب اليابانية، كلية الآداب، جامعة القاهرة في أول دفعة من القسم. عاش ما يقارب 10 أعوام في اليابان، درس فيها ماجستير الآداب بكلية الآداب والدكتوراه في الأدب من جامعة أوساكا باليابان. إن تحليله العميق القائم على معرفته وخبرته الواسعة في كل من اليابان والعالم العربي ينعكس جيدا في دراساته وأعماله، بما في ذلك أعمال الترجمة من اليابانية إلى العربية.

تعليق عبر الفيس بوك