18 نوفمبر.. يوم خالد في تاريخ عُمان

سارة البريكية

نحتفل، بإذن الله تعالى، في السلطنة، يوم السبت المقبل، بالعيد الوطني المجيد، الذي يصادف الثامن عشر من نوفمبر، ويأتي هذا الحدث المهم واليوم التاريخي السعيد الخالد، وقد قطعنا في عُمان شوطا كبيرًا في مسيرة العمل والبناء شملت كافة المجالات التنموية، وأتت على كل المستويات: المجتمعية، والمحلية، والعالمية. وجاءت تلك المسيرة بما قدمته مُحْدِثة فارقا كبيرا بين الأمس واليوم، وبين ما كان موجودا قبل عام ألف وتسعمائة وسبعين، وبين الوقت الذي نعيشه اليوم ولله الحمد، بأمن، وأمان، واستقرار.

الثامن عشر من نوفمبر هو اليوم الذي وُلد فيه مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وحينما كانت لحظة ميلاد جلالته، كانت عُمان تغفُو في عوالم من التخلف والجهل والظلام الدامس، وبمَوْلد جلالته في العام ألف وتسعمائة وأربعين ميلاديًّا، بدأ يُشرق تدريجيا على عُمان وأهلها فجرٌ يحرص على إزالة عتمتها، ويضيء جنباتها وفيافيها وناسها بالعلم والنور، وكان الهدف أن يشمل ذلك كلَّ من كان يعيش على عُمان في ذلك الوقت؛ فكانت عمان منذ العام الذي وُلد فيه جلالته تتحوَّل تدريجيًّا إلى دولة تأخذ لنفسها مسارا يميزها عن باقي الدول؛ ذلك لأن جلالته وهو على مقاعد الدراسة آنذاك وفترة تدريبه العسكري -سواء داخل وخارج عمان- كان مشغولا بالشأن العماني الداخلي؛ فكان يُراقب الوضع في عُمان ويأسف على ما يحدث فيه، إلى أن جاء الثالث والعشرين من يوليو من العام ألف وتسعمائة وسبعين، فاعتلى فيه جلالته مقاليد الحكم في البلاد، ومن يومها تحولت عُمان شيئا فشيء تحوُّلا تدريجيا، قادها إلى دولة تمكنت أولا من الاعتناء بالإنسان العماني -تعليما، وتأهيلا، وتدريبا- وإشراكه عقب ذلك في مسيرة العمل والبناء، وتسريع متطلبات الحداثة لتكون عند المستوى المأمول.

السلطنة وهي تحتفل يوم السبت بالمقبل بالعيد الوطني المجيد، فإنها على وشك أن تطوي عاما ميلاديا نعيش فيه ما تبقى منه وما تبقى لنا فيه من حياة، بيد أن الباقي من هذا العام هو شهر وبضعة أيام، ومن ثم سنلج عاما جديدا نسأل الله العظيم أن يكون عاما أفضل من سابقه.

أية مسيرة حينما تمضي بخطط مدروسة، فإنه تظهر نتائجها على أرض الواقع ناجحة بكل المقاييس، وحكومتنا الرشيدة تدرك تماما حجم المسؤولية المنوطة بها وما هو مطلوب منها في ظل المرحلة الحالية والمستقبلية، وما يرجى أن يكون لاستمرار العيش الكريم للمواطن والمقيم، فمن أجل ذلك أمامها الشيء الكثير لإنجازه وعمله، وأمامنا جميعا تحديات وصعوبات مختلفة ترجو عملا مضاعفا لكي يتم تجاوزها بكل سهولة ويسر، مع التطلع لتحقيق معدلات فائدة منها تعم كل مواطن بالخير العميم.

الاحتفال بالعيد الوطني المجيد الذي سيكون بعد عدة أيام، سيشهد فيه جلالته -أعزه الله- العرض العسكري الذي دأبت السلطنة على إقامته كل عام إحياءً للموروث وللتاريخ العسكري المشرف للسلطنة، وإيمانا منها بأهمية دور قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية في مسيرة العمل والبناء المتعاقبة طوال حقب تاريخية متلاحقة؛ فأولئك الجند الأوفياء الذين سنراهم -إن شاء الله تعالى- يوم السبت المقبل، على ميدان المهام الخاصة بالخوض، وسيصطفون بعتادهم هم أهلنا وإخواننا وأولادنا وأقرباؤنا، وهم أبناء عمان عامة، رجال أشاوس أخذوا على عاتقهم تحمل المسؤوليات الجسام تتمثل في الذود عن حياض هذا الوطن، فعشرات العسكر سيهتفون بحياة جلالة السلطان قابوس، مُعبرين عن حبهم وولائهم لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومؤكدين على العمل بجد واجتهاد وإخلاص والتضحية من أجل عمان وأهلها وهذا ما نرجوه منهم.

التأهيل والتدريب للعسكرين في مختلف القطاعات ومجالات أعمالهم بروح مليئة بالمثابرة وحب العمل والعلم، وتفعيل مختلف البرامج في وحداتهم وتشكيلاتهم، جعلهم يتمتعون بقدرات مختلفة، مكنتهم من أداء واجباتهم بإتقان وبروح معنويات عالية، وبمهارات وسلوكيات أخذت في الاعتبار غرس كل العلوم المفيدة، وتمكينهم من التعامل مع التقنيات الحديثة بكل كفاءة واقتدار، فتحية إجلال وإكبار لرجال قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية، ولكل العسكريين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن مقدرات هذا الوطن، فهم حماته وأبطاله الشجعان، ونحن فخورون بهم.

لقد مضى من عُمر النهضة المباركة سبعة وأربعون عاما، ونحن بحمد الله نمضي في ثبات ونتجه في الطريق الصحيح إلى كل ما نصبو إليه ونتطلع إليه، وجلالته -حفظه الله ورعاه- يُدرك أهمية المرحلة المقبلة لعمان وأهلها، وهو يعمل ليل نهار من أجل ذلك، فبدون شك ونحن نعيش على هذه الأرض الطيبة، فإننا نؤكد تفاؤلنا بأن القادم سيكون أفضل، وأن التقدم سيكون في مختلف المجالات المعيشية والتنموية التي تلامس حياة الإنسان العماني بما نأمله ونرجوه، مدركين تماما أن جلالته يشعر بشعبه ويدرك وضع معيشتهم، وأن الأيام المقبلة حَريَّة بأن تحمل لنا من الخير ما فيه سعادتنا ورخاؤنا، فأهلا بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، وكل عام وجلالتكم وعمان بخير ومسرَّة.

-------------------

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.. اللهم آمين.. اللهم آمين.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك