رصد عددا من أوجه التشابه بين أفكار جلالة السلطان قابوس وشي جين بينج

السفير الصيني: عمان دولة محورية على "طريق الحرير" .. وتفاعلها مؤثر في نجاح المبادرة

  • 10 شركات صينية تستعد لإنشاء وتشغيل مصانعها في الدقم خلال 2019
  • 750 مليار دولار استثمارات خارجية للصين خلال السنوات الخمس المقبلة والأولوية للتسهيلات
  • الابتكار أهم القوى الدافعة لقيادة التنمية
  • بكين أنفقت نحو 240 مليار دولار على البحوث والاختبارات العلمية بزيادة 10.6%

الرؤية- نجلاء عبدالعال

قال سعادة السفير يو فو لونج سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى السلطنة إنَّ هناك أوجه تشابه بين أفكار جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- والرئيس الصيني شي جين بينج، خاصة فيما يتعلق باعتبار الإنسان هو أساس ومحور التنمية إلى جانب التطلع إلى تحقيق رفاهية للشعب في كل مجال، والعمل على توطيد العلاقات الإيجابية مع العالم كله، مشيرًا إلى دور عمان المحوري في مبادرة "الطريق - الحزام" التي تعد من أهم مبادرات الصين لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة لمختلف الأطراف.

وعقد سعادة السفير مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة الصينية بمناسبة المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني كاشفا أبرز ما جاء في الاجتماع الذي يعد من أبرز المؤتمرات للحزب حيث حفل بكثير من القرارات التي ترسم ملامح مستقبل الصين على أكثر من محور. وأوضح سعادة السفير خلال المؤتمر الصحفي عددا من أوجه التعاون العمانية الصينية منها على سبيل المثال المجالات التجارية والصناعية، وقال إن هناك 10 شركات صينية بدأت بالفعل التحضير لبدء أعمالها في المدينة الصينية العمانية بالدقم، مشيرًا إلى أن العمل في المدينة جار حاليا وفق المخطط له لمد البنية الأساسية فيما من المقرر أن يبدأ التشغيل في عام 2019، كما أشار إلى عمل البلدين على مزيد من التعاون في المجالات العلمية والثقافية مع ما يربط بينهما من علاقات تاريخية وثيقة.

وقال سعادته إن المدينة الصينية العمانية الصناعية في الدقم هي إحدى ترجمات التعاون الاقتصادي الإستراتيجي بين البلدين وهو تعاون يأتي أيضا تفعيلا لمشاركة عمان في مبادرة "الطريق-الحزام" لخدمة جميع الدول المساهمة فيه، مشيدا بالدور العماني الفاعل في هذا المجال ومساهمتها كأحد المؤسسين في بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية الذي أسس في 2014.  ولفت إلى أن الصين تواصل الانفتاح على العالم في شتى المجالات ومن بينها المجال الاقتصادي، موضحا أن الصين تخطط لاستثمار نحو 750 مليار دولار خارج الصين خلال السنوات الخمس المقبلة وهذه المبالغ متاحة لجميع دول العالم ويعتبر مبدأ تحقيق المنفعة المتبادل والتسهيلات التي تقدم لهذه الاستثمارات من النقاط المرجحة لاجتذاب الاستثمارات الصينية. وقد حققت الصين لنفسها مكانة اقتصادية جيدة في العالم حيث بلغ إجمالي قيمة مساهمة الصين في الناتج المحلي الإجمالي العالمي ما يزيد عن 11 بالمائة، وبلغت قيمة استيراد وتصدير السلع الصينية حوالي 4 ترليونات دولار أمريكي، شكل استيراد وتصدير السلع مع الدول على "الحزام- الطريق" أكثر من 25 بالمائة منها وبأكثر من ترليون دولار أمريكي.

وحول أهمية المؤتمر الحزبي الصيني الـ19 قال سعادته إن المؤتمر يعد فعالية كبرى لها معنى هام وتعد حجر أساس للعصر الجديد، موضحًا أن انعقاد المؤتمر رمز لدخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، ودلالة على الوثبة الكبيرة التي حققتها الأمة الصينية التي تخطت كثيراً من المحن منذ العصر الحديث مرورا بمراحل استرجاع وزن الوطن في العالم وإثرائه وتقويته، وتفاؤل بالآفاق المستنيرة لتحقيق نهضتها العظيمة، وتمثيل لإظهار الحيوية القوية للاشتراكية العلمية في الصين بالقرن الـ21 ورفع راية الاشتراكية الكبيرة ذات الخصائص الصينية بشدة في العالم، وبرهنة للتطور المستمر للطريق والنظرية والنظام والثقافة الخاصة بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية مما يزيد من السبل التنموية التي تتبعها الدول النامية نحو تحقيق التنمية المستدامة ومواكبة التطور المتسارع.

توثيق أفكار شي جين بينج

وأضاف سعادة السفير أن أهم نتيجة أحرزها المؤتمر هي التأكيد على أهمية أفكار شي جين بينج للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، لافتاً إلى أنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، ظل الشيوعيون الصينيون بزعامة الأمين العام شي جين بينغ كممثل رئيسي لهم يواكبون تطور العصر ويدمجون بين النظرية والممارسة حتى يولدوا أفكار شي جين بينج للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد التي تعتبر بلورة لخبرات الممارسات والحكمة الجماعية للحزب والشعب، وجزءا هاما لا يتجزأ من منظومة نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ودليل العمل لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في كل البلاد في كفاحهم من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. فاسترشادا بهذه الأفكار، سيقود الحزب الشيوعي الصيني جميع أبناء الشعب الصيني بمختلف قومياتهم في كل البلاد في التخطيط الشامل للنضال العظيم والمشروع العظيم والعمل العظيم والحلم العظيم لبذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق النجاح الكامل لبناء المجتمع الرغيد الحياة وتحقيق الانتصار العظيم للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وتحقيق الحلم الصيني عن النهضة العظيمة للأمة الصينية وتحقيق تطلعات الشعب تجاه الرفاهية.

وأضاف سعادته أن المؤتمر كشف عن رحلة جديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، تبنى على ما تحقق من منجزات في السنوات الخمس الماضية، حيث وضع المؤتمر مزيدا من الترتيبات لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول "الذكرتين المئويتين" وطرح الخطة للتنمية من مرحلتين. تكون المرحلة الأولى من عام 2020 إلى عام 2035 لتحقيق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس بعد 15 سنة أخرى من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة. وتكون المرحلة الثانية من عام 2035 إلى أواسط القرن الحالي لبناء الصين لتصبح دولة اشتراكیة حدیثة قویة ومزدھرة ودیمقراطیة ومتحضرة ومتناغمة وجمیلة بعد 15 سنة أخرى من الكفاح على أساس تحقیق التحدیثات بشكل أساسي. ومن أجل تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، سنقوم بترسيخ الثقة الذاتية بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها، وتطبيق المفهوم الجديد للتنمية وبناء المنظومة الاقتصادية الحديثة، وتحسين المنظومة التي تعتبر الشعب سادة الدولة، وتطوير سياسة الديمقراطية الاشتراكية، ودفع تحقيق ازدهار الثقافة الاشتراكية، ورفع مستوى تأمين وتحسين معيشة الشعب، وتعزيز حوكمة المجتمع والابتكار في سبلها، وتسريع وتيرة الإصلاح لنظام الحضارة الإيكولوجية لبناء الصين العصرية، والتمسك بسلوك الطريق ذي الخصائص الصينية لتقوية الجيش الصيني، ودفع عملية التحديث للدفاع الوطني والجيش الصيني على نحو شامل، والتمسك بسياسة "دولة واحدة ونظامان"، ودفع عملية توحيد الوطن، والتمسك بطريق التنمية السلمية ودفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، ودفع عملية إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل، ورفع كفاءته في الإدارة ومستواه القيادي باستمرار.

وشرح سعادته ما أكد عليه الحزب حول مفهوم التنمية الجديد للصين، قائلا إن التنمية تعتبر أساسا ومفتاحا لحل جميع المشاكل في الصين. منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، أحزرت التنمية الاقتصادية في الصين إنجازات مرموقة في العالم. فمن عام 2013 إلى عام 2016، وصل متوسط معدل النمو لقيمة الناتج المحلي الصيني إلى 7.2%، وزاد عدد التوظيف الجديد في الحضر عن 13 مليون شخص لـ4 سنوات على التوالي، وبلغ متوسط معدل مساهمة الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي ما يربو على 30%. وقد أشار الأمين العام شي جين بينج في تقريره للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني إلى أنّ الاقتصاد الصيني انتقل من مرحلة النمو السریع إلى مرحلة التنمیة العالیة الجودة، ویمر حالیًا بفترة تذلیل المشاكل المستعصیة لتحویل نمط التنمیة وتحسین الھیكل الاقتصادي وتغییر القوة المحركة للنمو، حیث یعد بناء المنظومة الاقتصادیة الحدیثة مطلبًا ملحًا لتجاوز ھذه الفترة وھدفا استراتیجیاً للتنمیة الصینیة. وستواصل الصين التمسك بالمفاهيم التنموية المتمثلة في الابتكار والحفاظ على البيئة والانفتاح والمنافع لبناء المنظومة الاقتصادية الحديثة.

الابتكار أهم محفزات التنمية

وأوضح أن الابتكار يعد أهم القوى الدافعة لقيادة التنمية، وفي الوقت الحالي، تمضي الصين قدما بسرعة فائقة على طريق بناء الدولة المبتكرة، ويزداد إنفاقها في مجال الابتكارات العلمية والتكنولوجية عاماً بعد عام. ففي عام 2016، أنفقت الصين قرابة 240 مليار دولار أمريكي على البحوث والاختبارات العلمية بزيادة 10.6% مقارنة مع ما كان في السنة الفائتة حيث شهدت النتائج العلمية والتكنولوجية العظيمة التي تتحلى بالمعاني الرمزية تدفقا مستمرا من ضمنها المركبة الفضائية "قصر السماء"، وتلسكوب "عين السماء"، وطائرة الركاب الكبيرة الصينية "سي 919" وغيرها، كما أصبحت الصين ثالث دولة في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان تملك براءات اختراع يزيد عددها عن مليون. وفي المستقبل، سنواصل إيلاء الاهتمام بالدور الحاسم الذي يلعبه الابتكار، واستهداف التكنولوجيا الرائدة في العالم، وتعزيز الجهود في إقامة منظومة الابتكار الوطنية، وتكثيف الدعوة إلى تعميم ثقافة الابتكار وتحويل الابتكار إلى محرك جديد لدفع النمو الاقتصادي في الصين.

وقال سعادته إن التوازن يعد مطلبا جوهريا للتنمية السليمة والمستدامة. تملك الصين كونها دولة كبيرة سكانا عددهم 1.4 مليار نسمة، وتختلف المقومات الطبيعية والعناصر الاقتصادية والظروف الاجتماعية اختلافا بائنا بين مناطقها المتفاوتة. إن التنمية غير المتوازنة من أكبر المشاكل التي تواجهها الصين حاليا، بيد أن استراتيجية التنمية الإقليمية المتوازنة قد تم تطبيقها منذ تسعينات القرن الماضي في الصين. وبعد عقود من الجهود، أصبحت التنمية في الحضر والريف أكثر توازنا، وقد صارت التنمية بين الأقاليم أكثر انسجاما، وفاق سكان الأرياف سكان المدن في سرعة زيادة الدخل لسبع سنوات على التوالي، وظلت فجوة الدخل بين سكان الريف والحضر تتقلص، وأصبحت منطقة غربي الصين ومنطقة شمال شرق الصين وغيرها من المناطق المتخلفة نسبياً منطقة النمو الاقتصادية الجديدة بشكل تدريجي استرشادا بالاستراتيجيات الوطنية ومن خلال التنسيق والتفاعل مع المناطق المتطورة. كما تعد التنمية الخضراء شرطا ضروريا للتنمية المستدامة وتمثيلا مهما لسعي الشعب خلف الحياة الجميلة. وتتمسك الحكومة الصينية بالتنمية الخضراء باعتبارها الشغل الشاغل للتنمية الاقتصادية، وتعمل على رفع معدل الاستخدام لمختلف الموارد. قد انخفضت كمية الطاقة والمياه المستهلكة لحصاد إجمالي الناتج المحلي عام 2016 بـ17.9% و25.3% مقارنة مع ما كان عليه في عام 2012.

ونقل سعادة السفير عن الأمين العام شي جين بينغ في تقريره بالمؤتمر أنه "من المفترض أن نعامل البيئة الإيكولوجية معاملة الحياة ونطبق أشد نظام لحماية البيئة الإيكولوجية". مؤكدا أن توفير الموارد وحماية البيئة أصبحا من السياسيات الأساسية للصين في الوقت الراهن.

الانفتاح طريق الرخاء

وأضاف سعادة السفير أن الانفتاح طريق لا مفر منه لتحقيق رخاء وتنمية الدولة. حيث قال الأمين العام شي جين بينج: "لن تغلق الصين بوابتها أمام الانفتاح بل ستفتحها إلى أكثر شيئا فشيئا". ففي السنوات الأخيرة، قد رفعت الصين المستوى لاقتصادها المنفتح على أصعدة النطاق والمجال والمستوى، وحولت تجارة الاستيراد والتصدير من التوسيع الكمي إلى التحسين النوعي، وبلغ الاستثمار المتبادل مستوى جديدا، وسجلت كمية رأس المال الأجنبي والاستثمار الموجه إلى الخارج رقما قياسيا جديدا. 

وشرح المقصود بمبدأ "التنافع مطلبا جوهريا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية" بقوله إن تحقيق تطلعات الشعب للحياة الجميلة ظل هدفاً يكافح الحزب الشيوعي الصيني من أجله، وظل تحسين معيشة الشعب هدفا رئيسيا لتنمية الصين. حيث تهتم الحكومة الصينية بشعور الحصاد الذي يتمتع به أبناء الشعب من مختلف القوميات في كل البلاد ونالوه من خلال التنمية الوطنية وتحقيق الثراء المشترك لهم. في السنوات الأخيرة، قد ارتفع مستوى معيشة الشعب الصيني باستمرار حيث وصل النصيب الفردي للدخل القابل للصرف إلى قرابة 4 آلاف دولار أمريكي في عام 2016 بزيادة قدرها 1100 دولار عما كان في عام 2012، وبلغ متوسط معدل النمو 7.4% لتصبح الصين من أسرع دول العالم في زيادة دخل مواطنيها. إن اتخاذ التدابير الدقيقة والهادفة لمساعدة الفقراء في الصين نتيجتها ملحوظة، حيث وصل متوسط عدد السكان الذين تم رفع مستوى معيشتهم إلى ما فوق خط الفقر كل سنة 14 مليون نسمة، وسيتحقق الهدف للقضاء على الفقر حتى عام 2020 في موعده، وقد تم إنشاء نظام الضمان الاجتماعي الذي يغطي سكان الحضر والريف بأسرها من حيث الأساس.

وانتقالا إلى الشق السياسي تحدث سعادته عن دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، موضحًا أنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ١٨ للحزب الشيوعي الصيني، وتحت القيادة الوطيدة للجنة الحزب المركزية بزعامة الأمين العام شي جين بينغ كنواة لها، مضت الدبلوماسية الصينية قدما بصورة نشطة لتشكل التخطيطات الدبلوماسية الصينية التي تشمل كافة الجوانب وعلى مختلف المستويات وعلى جميع الأبعاد. واسترشادًا بأفكار شي جين بينج الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، شقت الصين طريقا دبلوماسيا يتمتع بالخصائص الصينية للدولة الكبيرة، ويبدي من خلاله وبشكل بارز الأسلوب الصيني والخصائص الصينية والنمط الصيني.

وأضاف سعادته: منذ السنوات الخمس الماضية، ظللنا نطبق أفكار الأمين العام شي جين بينغ المتمثلة في إجراء الحوار بدلا من المصارعة وإقامة الشراكة بدلاً من التحالف، حيث أنشأنا شبكة الشراكة التي تغظي العالم بأسره من حيث الأساس. وظللنا ندفع تطبيق مبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" الذي طرحه الأمين العام شي جين بينغ لتتحول المبادرة من رؤية إلى أكبر منبر تعاوني عالمي نطاقا ومنتج عام ينال أكثر إعجاب في العالم. بموجب ما طرحه الأمين العام شي جين بينج من مفهوم التنمية المتمثل في العدالة والانفتاح والشمولية والابتكار، ومفهوم الأمن المتمثل في التشارك والشمولية والتعاون والاستدامة، ومفهوم الحضارة المتجسد في التنوع والعدالة والتسامح، ومفهوم حوكمة العالم المتجسد في التشاور والتشارك والتنافع، ظللنا نبادر لمواجهة مختلف التحديات العالمية لنصبح قوة أكثر نشاطا وإيجابية في عملية حوكمة العالم حيث حققت منزلة الصين ومدى تأثيرها في العالم قفزة كبرى. وقد وضع الأمين العام شي جين بينغ في تقريره في المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني هدفين رئيسين لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ألا وهما دفع بناء العلاقات الدولية الجديدة النمط وتشكيل مجتمع مصير مشترك للبشرية. واسترشادا بهذه الأفكار، سترفع الصين راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتلتزم بغاية السياسة الدبلوماسية المتمثلة في صيانة سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، وتطور بثبات التعاون الودي مع مختلف الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتدفع بناء العلاقات الدولية الجديدة النمط المتجسدة في الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون والكسب المشترك، لتساهم مساهمة جديدة وتؤدي أداءً جديدا في تطوير قضايا السلام والتنمية للبشرية برمتها، كما ستبذل الصين جهودا مشتركة مع سائر دول العالم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وبناء عالم يعمه السلام الدائم والأمن العام والازدهار المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال.       

وأكد سعادته في الختام أن الصين ستلتزم بثبات بالسياسة الدبلوماسية السلمية والمستقلة، وتحترم حقوق الشعوب من مختلف الدول في اختيار طريق التنمية، وتحافظ على العدالة والإنصاف، وتعارض فرض إرادة أحد على الآخر، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعارض الهيمنة على الدول الضعيفة. ولن تسعى الصين إلى التنمية الذاتية على حساب مصالح الدول الأخرى، ولن تتخلى عن حقوقها العادلة. وستلتزم الصين بسياسة الدفاع ذات الطبيعة الدفاعية، ولن تشكل تهديدا لأي دولة، ومهما يكن مدى تطور الصين لن تعلن عن الهيمنة ولن تقوم بتوسيع النفوذ.

تعليق عبر الفيس بوك