قابوس .. دمت لنا عزا وفخرا وذخرا

 

سارة بنت علي البريكية

 

منذ أن تأسست للبشرية صروح شتى في مختلف المجالات الحياتية، كنُّا نحن لسنا بمعزل عن الذي تحقق لها طوال سبعة وأربعين عامًا، فبدأنا في عمان ومن الصفر في عملية البناء والتطور، وفق نهج وقاعدة مدروسة راعت أمورا كثيرة، وانتهجت أسلوبا حضاريا اعتمد أولاً على بناء الإنسان العماني وتأهيله، ليقوم بدوره المناط به بكل كفاءة واقتدار، فمن أجل ذلك وفرت له المنشآت والمؤسسات رفيعة المستوى للاعتناء والارتقاء به، فعندما امتلكت دول العالم مقومات الحداثة والتطور، أتينا نحن العمانيين بما عندنا من إرادة وعزيمة يتقدمنا مولانا جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه-، فعملنا بجد واجتهاد وبأسس حديثة معاصرة، فارتقينا بأنفسنا وببلادنا إلى مراتب العزة والشموخ والإباء، فأصبحنا بعد ذلك بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة حديث القاصي والداني ودولة عظيمة ذات سيادة ومكانة عالية، حباها الله تعالى من النعم الشيء الكثير، فتم توظيفها واستغلالها الاستغلال الأمثل والحسن.

وبفضل الاهتمام الدائم الذي يوليه جلالته لعمان وأهلها، كان لزامًا أن تشهد عمان نقلة نوعية مميزة ارتكزت على رؤية واضحة المعالم، فجاءت التنمية تعلي صروح النهضة العمانية وتحقق لها مكتسبات عدة وإنجازا تلو الآخر تثبت على هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا، وفي وقت كنا ننام هانئين وناعمين بأمن وأمان وهدوء واستقرار، كان جلالته أعزه الله يقبع هنا وهناك، يفترش الأرض ليرسم على أديمها فكرة يود أن يراها واقعاً حيا، وشيئاً معاشا ملموسا ومحسوسا.

 كان باركه الله وأمد في عمره وقتذاك يستقرئ المشهد العماني بماضيه التليد وحاضره المضيء المشرف ومستقبله الواعد المُتجدد بما يود أن يراه بعد أعوام متحققاً، فكان مما يجعله حاضر الذهن ومتوقد باليقظة والفطنة ذلك الهم الكبير الذي كان يجثم على صدره، وهو كيف له أن يجعل من عمان دولة حديثة متطورة تقف في مصاف الدول المُتقدمة.

فكان أبقاه الله وبارك في عمره، يستلهم من الطبيعة البكر والتشكل الجغرافي للأرض العمانية ومقدرات وتاريخ عمان القديم الحافل بالبطولات والأمجاد والبسالة والشرف وقصص التضحيات والفداء، كل ما يُعينه على أن يمضي ببلاده إلى تحقيق الأهداف والتطلعات والطموحات، وإلى أن تكون في الصفوف الأولى للأمم المتحققة التي طوعت إمكانياتها ومقدراتها فقهرت كل الصعاب، وكان جلالته وهو كذلك بفهمه وإدراكه، يستهلك وقته وينظر مد بصره إلى النور الذي سيشع على دولته وأرض بلاده بالخير والازدهار والرخاء، ماخذا أعزه الله بكل الأسباب، لتكون عمان حرة عزيزة كريمة مبنية على العلم والمعرفة وأساليب متميزة وتخطيط متوازن يضمن لها في مسيرتها نحو التطور والبناء الشامخ، مجابهة كافة التحديات بكل عزيمة واقتدار وقوة وإصرار.

إنّ عمان اليوم من أقصاها إلى أقصاها وهي تعيش أفراح نوفمبر المجيد، سيبقى أهلها الأوفياء الدرع الحصين والسياج المنيع والحارس الأمين لها، واضعين نصب أعينهم وعلى عاتقهم المحافظة على ما تحقق عليها من مكتسبات ومنجزات عظيمة، وهي بهذا الحس والشعور الوطني ترفع أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ، أن يحفظ عاهل البلاد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم من كل سوء وشر ومكروه، هذا الرجل الاستثنائي الذي جاء في وقت استثنائي حمل منذ بداياته همنا وحاضرنا ومستقبلنا، فأصبحنا في عهده وبفضل الله، نعيش في نعمة يحسدنا عليها كثيرون.

إنَّ عمان اليوم وهي دولة مؤسسات وقانون ودولة قدمت للعالم أنموذجا في التسامح والتعايش السلمي، ففي الداخل العماني الحقوق مصانة ومحفوظة للجميع، وفي الخارج مكانة المواطن تحظى بالتقدير والاحترام العالميين، وجلالته قابوس الإنسان المعظم، هو ذلك القائد الذي أنار لنا الدرب، وصنع بإرادته المستحيل، وأوجد بحكمته وحنكته من القليل الكثير، ونحن حينما نشيح بوجوهنا هنا فإننا نراه هنا، وعندما نوجهها إلى أي وجهة أخرى، فإننا نراه في كل وجهاتنا، فجلالته رجل أنعم علينا بعد الله فوق ما استطاعه وتيسر له، فكان في الصحراء متاملاً ومتفقدًا وموجهًا، وكان حيثما كان خيرا ولا يأتي إلا بالخير، فيا قابوس أحببناك أحياء وأمواتا، وعشقناك صغارا وكبارا شيبا وشبابا، حملت لنا مشاعل النور وأخرجتنا إليها من الظلمات والتخلف، ووالله أنت لنا الراحة والسعادة، ووعدا منا وعهدا علينا أننا سنمضي خلف قيادتكم الحكيمة صفا واحدا بلا شقاق ولا فتن، ولك منا كل الولاء والفداء والحب، وحفظك ربنا يا ولي نعمتنا وأمرنا حفظا يليق بك يا ابن الأكرمين ونسل السلاطين، وكل عام وجلالتكم بخير وصحة وعافية.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك