البحث جار عن الأحمر

 

فاضل المزروعي

لا تزال جماهير السلطنة وعشاق المنتخب الوطني الأول يبحثون عن المنتخب، ويبحثون عن الهيبة المفقودة والحيلة المسلوبة في أداء الأحمر، والتي فقدها مع بداية 2015 بعد سقوط الأحمر في نهائيات أستراليا، وتواصلت التداعيات بفشله في التأهل للأدوار النهائية لتصفيات كأس العالم المؤهلة لنهائيات روسيا، وكذلك عدم تأهله المباشر لنهائيات آسيا بالإمارات في 2019.

شخصيًّا، أرى أن آخر ظهور للمنتخب الذي تبحث عنه الجماهير في فترة الفرنسي بول لوجوين الذي خلف مواطنه كلود لوروا يوم، أن قدم المدرب منتخبا نجح في المنافسة على بطاقة التأهل لمونديال البرزايل حتى الأمتار الأخيرة، وكذلك بلوغ نهائيات أستراليا كأول المجموعة ودون خسارة، والمركز الرابع في كأس الخليج بالرياض، ولعل الخطأ الكبير الذي ارتكبه الاتحاد السابق ولوجوين هو الإصرار على التخلص من عناصر الجيل الذهبي جملة ومفرقا، وهو ما جعل أركان المنتخب الراسخة والقوية تهتز ثم تنهار لقلة خبرة العناصر التي حلت مكانها.

ومع أن لوجوين مهمته الفعلية انتهت بعد أستراليا، إلا أن الاتحاد السابق خاض مغامرة غير محسوبة مع المدرب باستمراره في التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم وآسيا، مستسهلين المجموعة التي ضمت جوام والهند وتركمانستان وإيران، لكن الأمور سارت عكس ما خطط لها، وسقط المنتخب السقطة الكبيرة في عشق أباد في نوفمبر 2015 وكان الفراق مع لوجوين.

بعدها، حاول الاتحاد تصحيح المسار وقدم تصورا شفافا يشمل مواصفات ومقاييس المدرب القادم لخلافة لوجوين، وكان ذلك من خلال لقاء استضافته "الرؤية" في مقرها بمشاركة نخبة من الإعلاميين والمدربيين واللاعبين القدامى، وبدأ البحث فعلا وقبيل إعلان الاسم المرشح، وتسريب بعض الأسماء، تفاجأ الجميع بالتعاقد من الإسباني لوبيز كارو، الذي مر على الكرة العمانية مرور الكرام، دون أن يضع أي أثر أو بصمة، وعاث في المنتخب فسادا خلال عام ورحل!

بعدها، استبشرت الجماهير خيرا بالمدرب القادم لخلافة لوبيز، خصوصا وأن الاختيار سيكون من خلال المجلس الجديد الذي حمل رؤية الشفافية والتغيير، لكنها صعقت بالتعاقد مع مدرب محال إلى التقاعد تقريبا، وكنا نتمنى أن يكون المدرب أقرب إلى المواصفات والمقاييس التي قدمها المجلس السابق على الأقل ليبني عليها؛ كون اختيار الاسم من حق الاتحاد الحالي.

فيربيك عمل منذ وصوله خلفا للوبيز دون أن يقدم ما يرضي الجماهير الحالمة إلى إعادة أمجاد الأحمر، منهجية عمله لم تكن مقنعة من البداية؛ حيث خاض أول مباراة رسمية دون أن يلعب أية مباراة ودية، وكأن المباريات الودية ليست من قناعاته، كما أن المدرب لا يزال يبحث -وأطال في البحث- عن أفضل وأبرز العناصر، رغم طول الفترة التي قضاها، أضف إلى ذلك المستوى الفني الهزيل داخل الملعب من خلال المباريات التي لعبها في التصفيات، رغم صعودنا -وهو أمر مسلَّم به لضعف المجموعة- ولم تشفع جل المباريات التي لعبها المنتخب للمدرب لأن الفريق يفتقد الكثير والكثير.

قد يرى البعض أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح، وخروج تصريح رسمي بأن المنتخب سينافس في نهائيات آسيا، ورغم ذلك إلا أن التشاؤم من المرحلة المقبلة تحمله غالبية جماهير السلطنة وحتى إعلامها، مستندة إلى أن المدرب الحالي ليس رجل المرحلة، ولم تظهر في الأفق أي بوادر إيجابية على أن المنتخب سيصبح "بُعبع" في القارة على المدى القريب ولا حتى البعيد!!!!

لا نُطالب بإقالة المدرب فهذا حق الاتحاد، لكن ننوه بأن منهجية عمل المدرب لن تأتي بأي ثمار على الأقل حتى موعد كأس آسيا.

تعليق عبر الفيس بوك