كرة القدم أيام زمان

محمد العليان

سألني أحد المتابعين والمشجعين الرياضيين مجنون بهوس كرة القدم ومتابع على المستوى المحلي لأنديتنا ولاعبينا؛ وقال وهو منزعج من أداء فريقه ومعظم مباريات الموسم الحالي لمعظم الأندية: ما هو الفرق بين كرة اليوم وكرة زمان.. وما الأجمل؛ كرة اليوم أم كرة زمان؟ وحتى بالنسبة للنجوم؟ وسألني أيضا: هل هناك مقارنة بين مستوى الدوري زمان والآن؟

حقيقة أسئلته كانت منطقية للغاية وكذلك مهمة، فقلت له: ليس لي إجابة عن أسئلتك بل مجرد رأي وزمان عشته وشاهدته وسأقول رأيي فيه. شاهدت معظم مباريات الموسم الحالي ومن قبله وعدة مواسم سابقة بحكم أنني متابع لكرة القدم، في الوقت الحالي تمتاز كرة القدم بالسرعة واللياقة البدنية العالية والتكتيك العالي والخطط المختلفة والانقضاض والقتال على الكرة من المهاجمين والمدافعين، ولكن رغم كل ذلك لا يعقل أن أقارن مباريات بداية حقبة التسعينيات وأيام زمان بمباريات اليوم؟ مباريات أيام زمن كانت أشبه بحفلة طرب في المسرح (الملعب) هناك أساتذة (لاعبون) يعزفون فواصل ومقاطع من ألحانهم (مهاراتهم) فنقول أو يقول لهم المشاهدون في الملعب (يآآآه)..

التكتيك الآن أصبح سيد الساحة الكروية، ونضُم إليهم المدربين والخطط المختلفة، وعلى العكس من ذلك؛ كان الفن والمتعة من سمات مباريات الأمس والزمن الجميل، هناك اختلاف بين نجوم اليوم والأمس. أين ذلك العطاء البهي من واقع اللعبة في الوقت الحالي القائم على اللياقه البدنية القوية وشراسة الأداء وقوة الاحتكاك، ومع بعض الفلتات التي لا تعول بالنسبة لذّواق الكرة والذي عايشها أيام زمان كانت تغني بالأقدام أجمل المعزوفات (المهارات الفردية) لاعبو اليوم معظمهم مصنوع؛ أما لاعو الأمس فموهوبون بالفطرة بجمالية الأداء..

في أندية اليوم النجوم قليلة وشحيحة؛ أما أندية الأمس الجميل فتتواجد فيها النجوم الكثيرة، لا يقلون عن 5 أو6 في كل نادٍ؛ نطلق عليهم نجوم الشباك أو التذاكر والمدرجات. فهناك أسماء من النجوم ما زالت عالقة في الأذهان وفي العقول، ومنهم (المرحوم إبراهيم رمضان نجم نادي الاتحاد، حمتوت جمعان نادي النصر، سليمان المرنادي روي سابقا ومسقط حاليا، يونس أمان نجم ظفار ومرباط، سعيد فرج نجم نادي الهلال سابقا صلالة حاليا، عبدالله حمدان نجم نادي فنجاء، مطر خليفة نجم نادي العروبة وصور، الطيب عبدالنور نادي مجيس، تقي مبارك نادي عمان، المرحوم خالد خادم نادي الهلال سابقا وصلالة حاليا، صلاح مصيدح نادي النصر، رشيد جابر نادي ظفار.. إلخ) وقبل أن يتهمني أحد أو يقول لي صاحبي السائل أنني مبالغ ومتحيّز لجيل عن جيل ولكرة زمان؛ فإنني مع التكتيك والتكنيك واللياقة العالية وسائر ما تحتاجه اللعبة، ولكن قبل كل هذا وقبل كل شيء أنا مع الفن والموهبة الفطرية والنجم الفنان) والذي يميز فريقا عن آخر هو (اللاعب الفنان والأستاذ والقائد).. مجرد رأي ولا أبخس نجوم اليوم.

آخر الكلمات (البعض يملك جمال الإحساس أكثر من جمال الصوت أو الصورة).