ضمن مساعي مجلس الوزراء لتكامل جهود تطوير الأداء وفق رؤية إستراتيجية

منتدى التواصل الحكومي ينطلق بتدشين النوافذ الإلكترونية لـ"مركز الاتصالات".. ويؤكد أهمية الحفاظ على تماسك النسيج الوطني عبر الحوار

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

◄ "مركز الاتصالات" يقدم خدمات إعلامية دقيقة تعكس حقيقة الأحداث في السلطنة

◄ تيمور بن أسعد: المنتدى يسهم في تعزيز التواصل بين مؤسسات الحكومة والمجتمع

◄ الفضل الحارثي: فتح قنوات التواصل تنفيذا للتوجيهات السامية بمواكبة التطورات وتقنيات الاتصال الحديثة

◄ أمين عام "الخارجية": إبقاء المواطن على دراية بالأحداث يغلق الباب على الشائعات

◄ حلقة نقاشية تستعرض تحديات المؤسسات الحكومية في التواصل عبر الشبكات الاجتماعية

◄ مشاركون: التواصل مع المجتمع من أبرز مقومات نجاح الأعمال الحكومية

 

 

الرؤية- مدرين المكتومية- أحمد الجهوري

 

انطلقت أمس أعمال المنتدى الأول للتواصل الحكومي، بتنظيم من مركز التواصل الحكومي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وذلك تحت رعاية صاحب السُّمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وعدد من موظفي المؤسسات الحكومية، وأقيمت فعاليات المنتدى بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي، وهدفت إلى توطيد عملية الاتصال الحكومي.

وشهد اليوم الأول من المنتدى إطلاق حسابات مركز اتصال الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء تحت اسم "التواصل الحكومي"، وذلك عبر منصات تويتر وانستجرام ويوتيوب. وشهد تدشين الحسابات إطلاق فيديو يعيد تقديم رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في التواصل في عام 1975. وتستند رسالة ورؤية المركز على خطاب صاحب الجلالة الذي أكد فيه أهمية "توفّر الكلمة الصادقة، والخبر الصحيح في صورة مشرقة، بحيث تنقل ما يدور على أرض عمان، بما يعكس الأعمال الجسام والآمال الكبار للشعب العماني"، وهو الأمر الذي يعكس وظيفة مركز اتصالات الخدمات الحكومية لتأدية المهام الإعلامية والاتصالية الدقيقة التي أجملها صاحب الجلالة في خطابه.

 

 

عمل حكومي موحد

من جهته، قال صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد راعي حفل افتتاح المنتدى: "يسعدنا أن نلمس هذه الجهود التي تهدف إلى تبادل التجارب بين العاملين في مجال الاتصال والتي تستند بلا شك لتوجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في تفعيل دور المؤسسات الحكومية في تواصلها مع المجتمع بما يُعزز الشراكة والتعاون بين الجميع". وأضاف سموه أن من المطمئن أن تظهر هذه الجهود بصورة موحدة من أجل تعزيز التواصل بين مؤسسات الحكومة والمجتمع، مشيرًا إلى أن إقامة مثل هذه الملتقيات بشكل دوري على مستوى مؤسسات الحكومة كافة، تساهم بفعالية في تمكين العاملين في هذا المجال عبر تبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة التحديات ووضع الحلول المناسبة لها، إضافة إلى مشاركة قصص النجاح. وعبر سمو السيد تيمور بن أسعد عن أمنياته بالتوفيق للعاملين في مجال التواصل والإعلام بمختلف المؤسسات الحكومية في التفاعل مع المجتمع بشكل مباشر، متطلعاً لأن يسهم هذا المنتدى في تعزيز التكامل بين الأدوار المختلفة للقائمين على الاتصال والإعلام في مختلف المؤسسات الحكومية.

 

تواصل مجتمعي مستمر

من جهته، قال معالي الشيخ الفضل بن محمد بن أحمد الحارثي الأمين العام لمجلس الوزراء: "لقد أطلقنا نوافذ إلكترونية للتواصل المُجتمعي، بإدارة مباشرة من مركز اتصالات الخدمات الحكومية بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهذه النوافذ تنسجم مع الجهود المستمرة من قبل جميع المؤسسات لتفعيل منظومة متكاملة للتواصل الحكومي وتصل إلى المجتمع بشكل مباشر، وبما يواكب التطورات والمعايير العالمية في هذا المجال".

وأضاف معالي الشيح الفضل الحارثي أنَّ العمل على فتح قنوات التواصل، يأتي عملا بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بحيث تكون منظومة العمل هذه مبنية على أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة. وتابع معاليه: "نسعى إلى تعزيز تكامل الجهود من قبل المؤسسات الحكومية كافة؛ للعمل وفق رؤية استراتيجية من أجل تطوير التواصل الحكومي، بما يحقق التقدم المتواصل لبلدنا الغالي عمان، وبما يواكب تطلعات المواطن في ظل تطور تقنيات الاتصال وتبادل المعلومات".

وألقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية كلمة رئيسية في بداية انطلاق أعمال منتدى التواصل الحكومي، قال فيها إنَّ وزارة الخارجية تعدُّ شريكا مع باقي أجهزة الدولة والمجتمع، في مواكبة متطلبات العصر، للعمل على تحقيق توجهاتِ وسياساتِ السلطنة سواء على الصعيد المحلي أم الخارجي. وقال إن "كلاهما مساران متلازمان لرؤية واحدة، لا يمكن أن يعملَ أحدُهُما بمعزل عن الآخر". وأكد معاليه أهمية أن "يكون المواطن على دراية بما يجري، حتى لا نفتح مجالاً للشائعات، ويعيش المجتمع على الأوهام من خلال ما تبثُّه بعضُ مِنصات التواصل الاجتماعي". وقال "إن تماسكَ النسيجِ الوطني، يمثل واحدًا من أهم عناصرِ قوتِنا، وينبغي المحافظة عليه بالعمل معا والمشاركة والحوار البناء الشامل، بحيثُ يشعرُ كلُّ مواطن، بأن صوتَهُ مسموع، وبأنه الشريكُ الأول في التنمية".

وقال في ختام كلمته "تراودُني حقيقةٌ تاريخية، مفادُها، أن مولاي حضرةَ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه، عندما تولى مقاليدَ الحكم، ظل صادقا شفافا مع مواطنيه، حيثُ أبانَ بأن تحدياتٍ جساما تواجهُنا، ولن تكونَ الأيامُ مفروشةً بالورود، واستنادا لهذا الوضوح، وقف شعبُه بجانبه، عاملا راضيا كادحا، فازدهرت البلادُ إلى واقع سعيد. ومن جلالته حفظه الله، نستقي الدرسَ في تعامُلنا، ليكون المواطن على دراية بما يجري، حتى لا نفتح مجالا للشائعات، ويعيش المجتمع على الأوهام من خلال ما تبثُّه بعضُ مِنصات التواصل الاجتماعي".

تجارب نجاح

وتضمن اليوم الأول من المنتدى استعراض التجربة البريطانية والسنغافورية؛ حيث بدأ أليكس آيكِن الرئيس التنفيذي ورئيس وحدة الاتصال الحكومي بالمملكة المتحدة، بالإشادة باهتمام السلطنة بتنويع سبل التواصل بين الحكومة والمجتمع، وأكد إيمان حكومته بالاتصال الحكومي، وتمكين المجتمع ووسائل الإعلام من الوصول للمعلومة من مصدرها لمد جسور الثقة بين أطراف الدولة، مع الاستمرار في تقييم تجربة التواصل بين فترة وأخرى لتحقيق الأهداف التطويرية.

فيما قال جانداز ديفان رئيس الاتصالات الحكومية بوزارة الاتصالات بجمهورية سنغافورة إن الإعلام الجديد يبني شبكات من التواصل التي يصعب التحكم بها، وهنا تظهر أهمية حضور المؤسسة الحكومية وتتعاظم الحاجة إلى بناء علاقتها مع المؤسسات الإعلامية". واستعرضت التجربة السنغافورية نبذة عن قسم البيانات والبحوث، الذي يهدف لقياس الحملات الإعلامية والتسويقية ومدى فعاليتها في تحقيق أهداف الحكومة.

إدارة الأزمات إعلاميا

واشتمل اليوم الأول من المنتدى، على مناقشة الممارسات والتجارب المحلية في إدارة الأزمات إعلاميا، وشارك فيها ممثلون من وزارة السياحة، واللجنة الوطنية للدفاع المدني والإسعاف، بمشاركة الدكتور عبدالله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس. واستعرضت الحلقة النقاشية التحديات التي تواجه المؤسسات الحكومية في تواصلها المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والسياسة التي تقوم عليها المؤسسات للتجاوب مع الشكاوي والاقتراحات والأفكار التي ترد إليهم إلكترونيا. وأشار الكندي إلى أنواع أدوات الاتصال التي ما تزال تتطور بمرور الوقت، الأمر الذي يحتم على المؤسسات الحكومية الاستفادة من المزايا التي توفرها هذه الأدوات بما يساهم في تحقيق أهداف التواصل الحكومي. وعرَّج الكندي بعدها إلى أثر وسائل الإعلام في تكوين الرأي العام، والفرص والتحديات التي تواجه المؤسسة في عملياتها بما يواكب المتغيرات التقنية.

إلى ذلك، جاءت آراء الحضور من المشاركين في أعمال المنتدى، مؤكدة على أهمية تحقيق رسالة التواصل الحكومي، وقالت ريا بنت عبد الحميد البوسعيدي، أخصائية إعلام بوزارة التراث والثقافة، إن مثل هذه اللقاءات التي تنظمها المؤسسات الحكومية تمثل نوعا من التواصل مع دوائر الإعلام، لنقل تجارب بعضها البعض والاستفادة منها، كما أن وجود عدد من المؤثرين الإعلاميين في مختلف المؤسسات؛ سواء كانت هذه المؤسسات حكومية أم خاصة، يدعم هذه التجمعات، وذلك عن طريق طرح ومناقشة القضايا الإعلامية والاستفادة من خبراتهم في شتى المجالات الإعلامية.

أما جيهان اللمكي الإعلامية بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فقالت إن التواصل الحكومي يبدأ من التواصل الاجتماعي داخل المجتمع، مشيرة إلى أنه في ظل وجود مركز اتصالات الخدمات الحكومية ستكون هناك جهة ربط بين رسالة المجتمع والحكومة، ومن ثم سيكون هناك نوع من التفاعل وآلية أسرع لإيصال الرسالة. وأوضحت أن هذا سيسهل من عملية تقييم احتياجات المجتمع، والتي تعد خطوة بالغة الأهمية، لافتة إلى أن من أدوار المركز توعية المجتمع بأهمية وسائل التواصل الاجتماعية وأهمية استخدام هذه الحسابات بدقة وإيصال المعلومات الصحيحة.

وقال المعتصم بن سعيد السريري، مدير عام شؤون شركة النفط العمانية إن المنتدى يمثل فرصة حقيقة للتعارف مع مختلف دوائر الاتصال والعلاقات العامة بين شتى الجهات الحكومية وأيضًا القطاع الخاص، لاسيما الشركات الحكومية. وأضاف أن المنتدى يسهم في التعارف والاستفادة بين المشاركين، من خلال تبادل المعرفة واستعراض التحديات، علاوة على مناقشة التجارب التي وضعت لها بصمة في هذا المجال، والتعلم منها. وتابع القول: "نأمل أن تكون التجربة العمانية رائدة في مجال الاتصال الحكومي، لاسيما أن الاتصال نهج سلطاني سام، والمنتدى ليس سوى تدعيم للحرص السامي على أهمية التواصل مع المجتمع". وبين أنَّ قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة تؤدي دورا أساسيا في إيصال الرسالة الإيجابية التي تسعى المؤسسات لإيصالها إلى أطياف المجتمع كافة بكل سلاسة.

اليوم الثاني

ومن المقرر أن يشهد اليوم الثاني من فعاليات المنتدى في فترته الصباحية، تنظيم حلقة عمل بعنوان "آليات تفعيل الاتصال الحكومي والإعلام الجديد"، يقدمها الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي الخبير في مجال الاتصال الجماهيري، بينما تناقش حلقة العمل الثانية "الحملات الإعلامية الوطنية"، ويقدمها الأستاذ الدكتور محمد نجيب الصرايرة أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة البتراء بالمملكة الأردنية الهاشمية. ومن بين الفعاليات عقد جلسة حوارية بعنوان "تحديات دوائر الإعلام والاتصال بالمؤسسات الحكومية"، ويقدمها سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام.

وفي الفترة المسائية، سيتم تنظيم حلقة عمل بعنوان "دور الفاعلين بوسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام".

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك