شبابنا.. قولوا لا للابتزاز الإلكتروني

 

 

د. حفيظة البراشدية

بات من المهم نشر الوعي المجتمعي -خاصة لدى فئة الشباب- حول خطورة الابتزاز الإلكتروني، وكيفية تجنب الوقوع ضحية له، وكيفية التصرف في حالة التعرض للابتزاز؛ وذلك بشر التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتكثيف الحملات التوعية التي يقوم بها المركز الوطني للسلامة المعلوماتية. والأهم من ذلك، يجب أن تلعب المؤسسات التربوية دورا فاعلا في مكافحة الابتزاز الإلكتروني عبر اتباع خطوات إجرائية لنشر الوعي حول الموضوع؛ كونها أكثر المؤسسات احتكاكا بالشباب، والأكثر قدرة على إيصال المعلومات لهم ذهنيا ونفسيا.

وتشمل التوعية تقديم العديد من المعلومات التي يحتاجها الشباب ومنها: مفهوم الابتزاز الإلكتروني؛ حيث يعرف الابتزاز الإلكتروني على أنه: استخدام وسائل التقنية الحديثة للحصول على مكاسب مادية أو معنوية عن طريق الإكراه من شخص أو أشخاص أو حتى مؤسسات عن طريق الإكراه بالتهديد بفضح سر من أسرار المبتز، وهي جريمة يعاقب عليها القانون العماني.

كذلك تعريفهم بنسبة انتشار ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في المجتمع العماني؛ حيث تزايدت في السنوات الماضية عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية، وتوافر برامج المحادثات المرئية المختلفة بالسلطنة، حيث تشير إحصائيات هيئة تقنية المعلومات إلى تسجيل 161 حالة ابتزاز إلكتروني تمت في العام 2016، مقارنة بحالة واحدة فقط في العام 2011. وكانت أغلب حالات الابتزاز هي بغرض الحصول على المال، أو الحصول على خدمات أخرى من الضحية. وفقاً للإحصاءات السابقة، فإن 90% من كل جرائم الابتزاز الإلكتروني تم الإبلاغ عنها من قبل الرجال، بينما الضحايا من الإناث يترددن في الإبلاغ عن هذه الحالات بسبب الخوف من وصمة العار التي تتعلق بالقضية (هيئة تقنية المعلومات، 2016).

ومن الواجب كذلك التعريف بأنواع وأشكال الابتزاز الإلكتروني؛ فقد تعددت أنواع الابتزاز الإلكتروني بتعدد وتنوع وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت، والهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي. من جهة أخرى، يتخذ الابتزاز أشكالا مختلفة ومتعددة منها: ابتزاز الفتيات للشباب، أو ابتزاز الشباب للفتيات، أو ابتزاز الفتيات للفتيات، أو ابتزاز الشباب للشباب.

علاوة على ما سبق، يتعين تعريف الشباب بمراحل الابتزاز الإلكتروني، فعند تحليل حالات الابتزاز الإلكتروني غالبًا ما نجد أن عملية الابتزاز تبدأ عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التواصل عن طريق برامج المحادثات المرئية (Video conferencing)، ليقوم بعد ذلك المبتز باستدراج الضحية وتسجيل المحادثة التي تحتوي على محتوى مسيء وفاضح للضحية. ثم يقوم أخيرا بتهديده وابتزازه بطلب تحويل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز في بعض الحالات إلى إسناد أوامر مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد، وبعدها تتكرر عملية الابتزاز من جديد.

ومن المهم فَهْم أسباب ودوافع الابتزاز؛ فرغم تعدد أسباب ودوافع الابتزاز الإلكتروني، إلا أن أبرزها هو قلة الوازع الديني والأخلاقي لطرفي الابتزاز، وسوء استخدام التقنية من قبل الشباب خاصة مع انتشار وتنوع برامج ووسائل التواصل الاجتماعي وكثرة استخدامها، وأيضا أحد الأسباب هو التفكك الأسري وانشغال الوالدين، وعدم توعيتهما للأبناء بالطرق المثلى لاستخدام التقنيات الحديثة، وعدم مراقبتهما لحسابات أبنائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد يكون حب التجربة مع وجود الصحبة السيئة من الأمور التي تجعل من الشباب أكثر الفئات عرضة لجرائم الابتزاز. 

ومن المعلومات التي يجب إيصالها للشباب: كيفية التعامل مع حالات الابتزاز الإلكتروني. ولقد تبنت هيئة تقنية المعلومات العمانية حملات توعوية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني تحت عنوان "بلّغ_وسرك_في_بئر"، وذلك بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية وهيئة تنظيم الاتصالات والادعاء العام، وبعض شركات الاتصالات، والفرق التطوعية. وتهدف الحملة للتعريف بقنوات التواصل التي يمكن استخدامها للتبليغ عبر الموقع (http://www.cert.gov.om/default_ar.aspx)، إضافة إلى بث الوعي والثقافة الرقمية بالجوانب القانونية التي تجرم فعل الابتزاز الإلكتروني. وقد خصص المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالسلطنة خطا ساخنا (24166828)، وبريدا إلكترونيا (ocert999@ita.gov.om) لتلقي البلاغات عن حالات الابتزاز والتعامل معها بالتعاون مع إدارة مكافحة الجريمة بشرطة عمان السلطانية (هيئة تقنية المعلومات، 2017).

 

* اختصاصية بحث وإحصاء بمجلس البحث العلمي

تعليق عبر الفيس بوك