د. فاطمة العلياني: المجتمع أصبح أكثر وعيا بدور المرأة كشريك حقيقي

البريمي - سيف المعمري

الدكتورة فاطمة بنت راشد العلياني رئيسة صالون فاطمة العلياني الأدبي، واحدة من الوجوه النسائية التي أثبتت قدرة المرأة على المشاركة بجانب الرجل، وهي ترجمة للمكانة التي تحظى بها المرأة في السلطنة؛ حيث تقول: تخصيص يوم المرأة العُمانية له دلالة واضحة على القدر الرفيع والشأن العالي الذي أولاه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى نصف المجتمع النابض بالفكر والعلم والجمال، إن السابع عشر من أكتوبر ميلاد جديد لكل امرأة عمانية، له رمزيته الخاصة، وكينونته الأنثوية التي تشارك به قريناتها في بقية الدول.

 

≤ ما الذي تحقق للمرأة العُمانية خلال عصر النهضة المباركة؟

- المرأة العُمانية وعبر مسيرة النهضة المباركة نالت الكثير من الحقوق في جميع المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ فهي الأم العاملة والمعلمة المربية، ووصلت إلى أرفع المناصب وأعلاها، فهي الوزيرة والسفيرة والممثلة لصوت الشعب.

 

≤ وما أبرز إسهامات المرأة العُمانية في التنمية الشاملة؟

- حققت المرأة العُمانية في العهد الزاهر إنجازات عظيمة في شتى المجالات، وكان الرجل سندا للمرأة يمضي معها بخطوات أكثر ثباتا حتى أصبحت تُسهم في مختلف المجالات، كما أن المجتمع أصبح أكثر وعيا ونضجا بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة؛ باعتبارها شريكا حقيقيا فعالا ومؤثرا.

 

≤ يعد صالون فاطمة العلياني الأدبي من أوائل الصالونات النسائية في السلطنة، فماذا عن سبب انطلاقته؟

- تتمثل رؤية الصالون في أننا نؤمن بدور المرأة في بناء المجتمع بفكرها وأدبها وثقافتها؛ فالمرأة كائن جميل يستمتع بالكلمة المعبرة ويتلذذ بسطور الشعر العذبة، كائن يحول الأفكار إلى كلمات وجمل لتعبر عما يجول في العقل والقلب؛ فالأدب النسائي مصدر إشعاع للمجتمع. أما رسالتنا، فتتمثل في نشر الأدب والثقافة في محافظة البريمي، وإبراز الأدب النسائي خاصة والعُماني عامة خليجيًّا وعربيًّا، ونسعى لتحقيق عدة أهداف؛ منها: إبراز مواهب العضوات ونشرها، وقراءة الكتب العمانية والعربية، والاطلاع على الأدب في وطننا العربي، وإبراز الأدباء والشعراء العمانيين، والاطلاع على الأدب الخليجي شعره ونثره، وإقامة الأمسيات الشعرية من خلال استضافة الشعراء من داخل وخارج عمان، وإبراز دور المرأة العمانية في مجال الأدب، واستضافة أصحاب العقول الأدبية من داخل السلطنة وخارجها، وإقامة المسابقات الأدبية تنمية للمواهب الإبداعية، وإقامة وتنظيم الملتقيات الأدبية المشتركة بين السلطنة وبقية الدول الخليجية فالعربية.

 

≤ وما حجم مشاركة المرأة في المتلقيات والأيام الثقافية التي تجمع السلطنة بدول خليجية وعربية؟

- أقام الصالون على مدار السنتين الماضيتين ملتقى الأيام الأدبية العمانية الإماراتية، وبعدها ملتقى الأيام الأدبية العمانية السعودية؛ حيث تضمنا العديد من الفعاليات المتنوعة في السينما والمسرح والجلسات الشعرية والقصصية والقراءات المتنوعة لنصوص شعرية ونثرية كالقصة والرواية، وفِي كلِّ مُلتقى تكون الأديبة العمانية وشقيقتها من الدول المستضافة حاضرة بفكرها ومنجزها الأدبي، تتبادلان الخبرات وتمدان جسور الثقافة، كما أن للمرأة العمانية حضورها الفعّال في اللجان المختلفة للصالون من خلال فتيات مبدعات هُن شعلة متقدة بالعطاء الثقافي والعمل التطوعي.

 

≤ وما أهمية تأسيس الصالونات الأدبية النسائية؟

- الصالونات تجربة فريدة تميزت بها المرأة لتلبي حاجتها إلى الانعتاق الفكري، وتبرز مقدرتها على العطاء الثقافي دون حدود أو قيود؛ إذ أثبتت هذه الصالونات أهميتها كحاضنة للمواهب الأدبية الوليدة لما تجود به قريحة المرأة الشعرية والنثرية؛ إذ أصبح لديها ملجأ ثقافي تقصده بين حين وآخر، تصقل فيه مواهبها وتحتك بتجارب متنوعة من خلال جلسات القراءات المختلفة للنصوص الأدبية وما يسرده كل ضيف عن تجربته الإبداعية.

 

≤ وما الإضافة التي قدمها صالون فاطمة العلياني الأدبي للمشهد العُماني؟

- مثَّل الصالون نقطة انطلاقة ثقافية للمبادرات الثقافية الأهلية، ومضى مسايرا ومصاحبا للمؤسسات الثقافية الحكومية، ومغايرا لها في الفسحة المكانية التي أبعدته عن نمطية المركزية المعتادة، ليؤدي دوره في الحراك الثقافي في محافظة البريمي بصفة خاصة والسلطنة بصفة عامة.

تعليق عبر الفيس بوك