مواطنون: الاعتداء على المرافق العامة سلوك خاطئ ويجب مواجهته بحزم

...
...
...
...
...
...
...

الرؤية - ناصر العبري

انتقد مواطنون بعضَ السلوكيات السلبية التي تؤثر على المنظر العام، وتضر بمكتسبات التنمية والمرافق الخدمية المختلفة، خاصة الكتابة على الجدران.

وفي هذا الصدد، قالت زينب بنت محمد الشقصية: تعد ظاهرة الكتابة على الجدران من الأمور المشوهة للمنظر العام، وغير الحضارية، في ظل ما توفره الجهات المعنية في وسائل متعددة أمام الشباب المراهقين والأطفال للتعبير عما بداخلهم، وتنمية مواهبهم واستغلالها بالشكل الصحيح.

وأضافت بأن ظاهرة الكتابة على الجدران لم تأت من فراغ، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى نشوئها؛ منها: أسباب نفسية؛ حيث تكون لدى الشباب بعض الانفعالات التي تدفع البعض إلى التعبير غير اللائق اجتماعيا وأخلاقيا، وقد يعد ذلك وسيلة للفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، أو تخليد لذكرى، أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها، والسلطنة وضعت عدة تدابير للمحافظة على الممتلكات؛ ومنها: عقوبات قد تصل للسجن، وهذا يدل على الاهتمام الكبير بالممتلكات العامة واحترامها. وعليه، يجب على الأهالي الاهتمام بالشباب والاستماع لهم وعدم إهمال مطالبهم والتركيز على الترابط الأسري، وإرشادهم للطرق السليمة لملء أوقات الفراغ، وكذلك قيام الجهات المسؤولة خاصة التربوية بدراسة هذه الظاهرة، والتعرف على حجمها، ووضع خطة عمل لمتابعتها، ووضع برامج توعية للحد من هذه الظاهرة وتبصير الشباب بأبعادها، وما ينجم عنها من أضرار نفسية وتربوية واقتصادية، وضرورة غرس مفهوم التربية الوطنية والولاء للوطن للمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة.

وبدورها، قالت إيمان بنت سعيد الكلبانية: إن هناك صورا عديدة للتخريب؛ منها إتلاف الأشجار أو إحراقها والكتابة على الجدران والمظلات وتشويهها، في الأماكن العامة والمتنزهات والحدائق والشواطئ، كذلك إتلاف دورات المياه العامة، وعدم المحافظة على ألعاب الأطفال والعبث بها مما يتسبب بإتلافها، أيضا عدم المحافظة على الحاويات أو سرقتها ورمي الأنقاض عشوائيًّا وترك المخلفات على الأرض أو السير بالسيارة أو الوقوف على المسطحات الخضراء؛ مما يؤدي لإتلافها، وهذا الوضع ينطبق أيضاً على الأرصفة.

وتضيف: لا يمكن التعامل مع هذه الظاهرة بمعزل عن الدوافع والأسباب التي دفعت هذه الفئة لارتكاب هذه الأفعال المشينة، ولعل أفضل السبل لمعرفة الدوافع والأسباب هو إجراء الاستبانات والمقابلات مع من يمارسون هذه التصرفات للتعرف على الأسباب التي أدت بهم لفعلها، ولكن لابأس أن نضع بعض الافتراضات التي ربما تكون ضمن تلك الأسباب والدوافع؛ ومنها: قلة الوعي العام، وتدني مفهوم معنى الانتماء الوطني، والذي أدى للجهل أو التجاهل بأن هذه المرافق إنما أنشئت له ولغيره فهو معني بالحفاظ عليها. وكذلك محاولة التنفيس عن حالة من التذمر والاحتجاج على وضعه المادي أو الاجتماعي أو الضغوط النفسية التي يعاني منها؛ سواء في البيت أو المدرسة والبيئة المحيطة، أو ضعف التقدير الذاتي والاحترام الشخصي؛ فالذي لديه ثقة واحترام لنفسه لا تصدر منه هذه التصرفات، وتفشي حب الاستعراض أمام الآخرين عبر التعدي على المرافق العامة، والاعتقاد بأنها من مظاهر الشجاعة والبطولة، وهناك أسباب أخرى لها علاقة بالحاجة والعوز المادي المؤدي إلى سرقة الممتلكات العامة.

وترى الكلبانية أننا لابد أن نبدأ بالوقاية التي يجب أن تنطلق من خلال تأسيس وتجذير الانتماء الوطني الفعال، وحب الوطن والمحافظة على مكتسباته، من التربية الأسرية، مرورا بالشارع والبيئة المحيطة، فالمدرسة. وهنا يجدر التأكيد على تضمين هذه المفاهيم في مناهج التربية الوطنية، وإتاحة المجال لممارسة الهوايات والأنشطة التي تنفس عن الشباب، وتستثمر طاقاته في المفيد؛ مثلا: ساحات السباق (المقنن) للسيارات من المؤمل أن يحد من ظاهرة التفحيط التي أدت في كثير من الأحيان لتخريب المرافق العامة (خاصة المسطحات الخضراء في الحدائق والمتنزهات)، ناهيك عن إزهاق الأرواح.

كذلك يُمكن تطبيق التقنيات الحديثة في المراقبة الإلكترونية، والتي ستسهم في الحد من هذه الظاهرة، مع بذل المزيد من الاهتمام من قبل الجهات المعنية في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بالشباب وتنمية مواهبهم، واستغلال طاقتهم؛ من خلال التدريب والتأهيل والتوظيف، والتعرف عن كثب على أفكارهم ووجهات نظرهم.

وقال محمد بن نجيم البادي: للأسف الشديد، هذا التصرف غير أخلاقي وغير حضاري، وأبرز أسبابه عدم الإحساس بالمسؤولية، وعدم وجود وازع ديني، وهو يعد سرقة للمال العام عقوبتها شرعا وقانونا أشد وأكبر من أي السرقات أو تخريب الممتلكات الخاصة؛ كون هذه المرافق  ملكا للوطن ولجميع المواطنين وجميع المستخدمين، وكذلك ناتجة عن قصور التربية في المنزل أو المؤسسات التربوية الأخرى، يجب أن ننمي الشعور بالمسؤولية لدى الناشئة، وللأسف يلجأ الفرد أحيانا لهذه التصرفات الصبيانية في حالة الفشل الدراسي أو في الحصول على وظيفة ويقتص بهذه التصرفات الخاطئة، التي يجب التصدي لها بتوعية الاطفال في المنزل المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة وتنمية الحس الوطني.

ويضيف: على الحكومة التصدي لمثل هذا السلوكيات بوضع القوانين والضوابط ومعاقبة الأفراد بمخالفات مالية، أو ما شابه، وأيضا وضع كاميرات مراقبة.

وقال أحمد بن سعيد الغيثي: من الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة تركيز اهتمام الحكومة في جانب واحد وهو تطوير وتحسين البلد، مع عدم مراعاة مطالب الشعب، ربما هؤلاء الفئة لديهم احتياجات ورغبات لم تتحقق، أيضا من الممكن أنهم يحاولون توصيل صوتهم، ولكن بطريقة خاطئة؛ حيث إنه توجد طرق بديلة لإيصال الرسالة المطلوبة للجهة المعنية، ومن واجبنا نحن كمواطنين أن نحافظ على مكتسبات التنمية.

وقال مؤيد خميس محمد العدوي: من الأسباب الرئيسية التي تؤدي لهذه السلوكيات المرفوضة فقدان الثقافة والتنشئة الأسرية غير السليمة، وبعض الشباب لا يجد من يعرفهم بالفرق بين الصواب والخطأ منذ الصغر؛ فينشأ ‏جيلٌ غير مدرك ما يسبب من أفعال خاطئة تسبب الضرر لنفسه وللمجتمع، ولمواجهة هذه الأفعال يجب غرس المبادئ والقيم في الجيل الناشئ؛ لأنه برأيي هو السبب الرئيسي، وكذلك وضع لافتات وإعلانات تحذر من خطورة الاعتداء على المرافق الخدمية المختلفة.

تعليق عبر الفيس بوك