مسقط - الرؤية

شارك المهندس خالد بن سعيد الحسيني طالب دكتوراه بقسم دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس، مؤخرا، في المؤتمر الدولي الرابع "اتجاهات متعددة التخصصات في البحوث الأكاديمية"، الذي تنظمه الشبكة الدولية لعلماء تطوير البحوث والتعلم وتبادل المعرفة والابتكار وبناء القدرات (global illuminator) بتايلند. وقد جاءت مشاركة الحسيني بورقة بحثية حصلت على شهادة أفضل عرض بعنوان "العوامل المؤثرة على تبني واستخدام الانترنت عريض النطاق المتنقل في سلطنة عمان".

وتعد الدراسة استكمالا للدراسات التي يجريها الباحث لاكتشاف واقع النطاق العريض في السلطنة من ناحية الاستخدام والعوامل المؤثرة على الاستخدام، وتتمثل أهميتها من الجانب النظري في عدم وجود دراسات أكاديمية سابقة في هذا المجال بالسلطنة؛ حيث ستشكل أساسا ومرجعا في توفير البيانات الأساسية للدراسات المتعلقة بتبني واستخدام النطاق العريض في السلطنة عموما، وأثرها على علم المعلومات بشكل خاص. أما من الجانب النظري، فستوفر هذه الدراسة فهما عميقا لصناع السياسات ومقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة حول العوامل التي يمكن أن تؤثر على نية المستخدمين السلوكية في اعتماد تكنولوجيا النطاق العريض، والتي لها دور كبير لتشجيع زيادة استخدامه وانتشاره بين المستخدمين العمانيين.

وركزت الدراسة على اختبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على النية السلوكية لتبني واستخدام تقنية الإنترنت عريض النطاق المتنقل؛ حيث كشفت النتائح أنه من أصل 11 عاملا تم اكتشاف تأثير عاملين اثنين على النية السلوكية للمستخدمين العمانيين في تبني واستخدام الإنترنت عريض النطاق (المتنقل)  عبر الهاتف المحمول، وهذه العوامل هي الميزة النسبية والمتعة الناتجة عن استخدام النطاق العريض المتنقل في الترفيه. الجدير بالذكر أن هذه العوامل مشتركة مع العوامل المؤثرة على تبني واستخدام إنترنت النطاق العريض الثابت (الإنترنت المنزلي)؛ وذلك في دراسة سابقة للباحث؛ مما يعطي مؤشرا للتركيز عليها من قبل صناع السياسات ومقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة.

وخلصت نتائج الدراسة إلى أن التركيز على العوامل آنفة الذكر من قبل صانعي السياسات ومقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة سوف يسهم بشكل كبير في تشجيع تبني النطاق العريض وزيادة انتشاره من قبل المستخدمين العمانيين. ويشكل العامل المعني باستخدام النطاق العريض للمتعة العامل الأكبر تأثيرا؛ لذا فالدراسة تقترح على مقدمي خدمات النطاق العريض في السلطنة التركيز على الخدمات القائمة على الترفيه (الفيديو والمواد الصوتية والشبكات الاجتماعية والألعاب عبر الإنترنت...وغيرها من وسائل الترفيه)؛ وذلك لجذب مزيد من المستخدمين. ويأتي عامل الميزة النسبية للنطاق العريض المتنقل أحد العوامل المؤثرة على النية السلوكية لتبني النطاق المتنقل من قبل المستخدمين العمانيين؛ حيث تقترح نتائج الدراسة على صانعي السياسات وضع الخطط والإستراتيجيات لتطوير البنى الأساسية للنطاق العريض المتنقل، إضافة لإيجاد بيئة تنافسية بين مقدمي الخدمات لضمان جودة الخدمات والأسعار، مع التركيز على استخدام التقنيات الحديثة لتطوير البنية الأساسية للنطاق العريض المتنقل؛ مثل: تقنية الالياف البصرية بين أبراج الاتصالات، وتقنية الأقمار الاصطناعية لتوفير خدمات النطاق العريض المتنقل، وترقية شبكات الجيل والثاني والثالث إلى شبكات الجيل الرابع، لا سيما في المناطق الريفية والبعيدة لسد الفجوة الرقمية.

يذكر أن مشاركة الحسيني كانت تحت إشراف الأستاذة الدكتورة نعيمة جبر والدكتور محمد الصقري من قسم دراسات المعلومات بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، والدكتور زهران الصلتي من قسم نظم المعلومات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.