جامعة السلطان قابوس تنظم مؤتمرا دوليا حول تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي.. 30 أكتوبر

مسقط - العمانية

تنظم جامعة السلطان قابوس -ممثلة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، قسم الإعلام- خلال الفترة من 30 أكتوبر الجاري وحتى 2 من نوفمبر المقبل، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثاني "المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم متغير"، بمشاركة نحو 120 باحثًا من السلطنة وخارجها.

ويبحث المؤتمر -على مدى 4 أيام- الظواهر الفرعية المتصلة بهذه الشبكات كصحافة المواطن وصحافة المدونات، ويحلل واقع استخدامها في العالم العربي، عبر تكثيف الضوء أكثر على مستخدمي الشبكات الاجتماعية الذين تمكنوا من تحويل تلك الشبكات إلى نوع جديد من الصحافة، قائم على تجميع المهتمين في مجموعات للتعارف وتبادل الأخبار والتقارير، ونشر ما يريدون نشره؛ حيث تعمل بعض المجموعات النشطة على الشبكات كصحف متكاملة تقدم الخبر والرأي والصورة والكاريكاتير.

ويأتي المؤتمر تزامنًا مع تصاعد موجة الاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي عربيا وعالميا، واتساع دائرة تأثيرها، وهو يتطلع لتهيئة ساحة لتبادل رؤى وخبرات العديد من الباحثين بمختلف اختصاصاتهم الإعلامية والتربوية والاجتماعية والإنسانية من بلدان العالم العربي وبعض الدول الغربية، ومناقشة أبعاد شبكات التواصل وتأثيراتها على الفرد والمجتمع.

وقال الدكتور حسني نصر أستاذ الصحافة رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: إن جلسات المؤتمر ستركز على استخدام الشبكات في العالم العربي، وربطها بالسياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والاعلامية المختلفة، إلى جانب بحث واقعها وتبعاتها على الحياة اليومية والمجتمع. وأشار إلى أن المؤتمر سيتعمق في بحث وتحليل أدوار شبكات التواصل في المجالات التربوية والتعليمية والإعلامية والأبعاد القانونية والأخلاقية اللصيقة بشبكات التواصل الاجتماعي لدى المجتمع العربي.

وحول أبرز محاور المؤتمر، أوضح الدكتور نصر أن الأبحاث والمشاركات العلمية المقدمة ستكون حول 4 محاور، تتتبع نشأة وتطور شبكات التواصل الاجتماعي والأبعاد الفلسفية والاتصالية والاجتماعية لها، انتقالًا إلى دوافع استخدامها والإشباعات المتحققة منها في المجتمع العربي، وتأثيراتها على الفرد والمجتمع، مرورًا بأدوارها السياسية والمؤسسية، ثم دراسة علاقة التأثير المتبادل بينها كمنصات إعلامية وبين وسائل الإعلام في العالم العربي، ويختتم بشرح الضوابط القانونية والأخلاقية لاستخدامها.

وأشار الدكتور رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، إلى أن اختيار شبكات التواصل الاجتماعي لتكون موضوعًا للمؤتمر يعكس الإدراك المتزايد من جانب جامعة السلطان قابوس للدور الذي تلعبه هذه الشبكات في الواقع الإعلامي والاتصالي المعاصر في العالم كله؛ الأمر الذي يُلزم المؤسسات الأكاديمية لدراستها وتحليلها، إلى جانب مؤسسات المجتمع المختلفة، والحصول على توصيات تعين القائمين على الاتصال والإعلام في العمل بأكثر القرارات صواباً. واعتبر الدكتور نصر أن الإقبال الكبير على المشاركة في هذا المؤتمر من الباحثين في السلطنة، ومن مختلف دول العالم، يؤكد اهتمام الباحثين في الإعلام والعلوم الأخرى بظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الإيجابية والسلبية على المجتمعات العربية؛ حيث تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر أكثر من 300 طلب للمشاركة في المؤتمر وتمت الموافقة على نصفها تقريبًا.

من جانبه، قال الدكتور عبدالله الكندي أستاذ الصحافة المشارك بقسم الإعلام رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إن رسالة المؤتمر تتلخص في تشجيع الباحثين بمختلف انتماءاتهم وتخصصاتهم العلمية على مواكبة التسارع البحثي العالمي في الاهتمام بظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي؛ لتحقيق رؤية علمية عربية يمكن لصناع القرار والمؤسسات المختلفة أن تبني عليها إدراكها لواقع استخداماتها وتأثيراتها المحتملة. وبين الدكتور الكندي أن المؤتمر يهدف للتأصيل العلمي النظري لشبكات التواصل الاجتماعي وموقعها بين وسائل الاعلام الجديدة، وتحليل العلاقة بين شبكات التواصل الاجتماعي -باعتبارها وسيلة من وسائل الإعلام الجديد- وبين وسائل الإعلام التقليدية. مشيرًا إلى أن عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعي تجاوز 200 مليون مستخدم مسجل، وهو يفوق عدد قراء الصحف الورقية.

ومضى رئيس اللجنة العلمية يقول: إن المؤتمر يحظى باهتمام علمي واضح من جانب مجلتين علميتين محكمتين دوليتين، واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية من ألمانيا؛ حيث وافقت المجلتان على تخصيص أعداد خاصة منها لنشر بحوث محكمة من المؤتمر، إضافة لاعتزام المجلة العلمية المحكمة لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس إصدار عدد خاص يضم عددًا من بحوث المؤتمر. وتواصلا مع التجارب المحلية العمانية في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، خصص المؤتمر جلسة نقاشية مفتوحة لتقديم بعض التجارب المهمة محليا من خلال محاور تتناول المضامين والأشكال والأطر المنظمة والآفاق المستقبلية لعمل هذه الشبكات.

يُشار إلى أن قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس كان قد عقد مؤتمره العلمي الدولي الأول في أبريل 2002، وتمت فيه مناقشة موضوع "ثورة الاتصال والمجتمع الخليجي الواقع والطموح".

ويعد موضوع المؤتمر الجديد امتدادًا لتوجه يحرص عليه القسم في مناقشة الظواهر والقضايا الإعلامية محل الاهتمام العالمي، وبما يخدم المجتمع الإعلامي المحلي وهو يقدم تفسيرًا لظواهره الراهنة سريعة التغير من جهة، وبما يعزز قدرات الإعلاميين؛ سواء خريجي القسم أو العاملين بوسائل الإعلام في السلطنة وخارجها من جهة ثانية، وبما يتسق وحاجات المجتمع ويلبي احتياجاته من جهة ثالثة.

ويحظى المؤتمر باهتمام ورعاية كبيرة من جانب إدارة جامعة السلطان قابوس ووزارة الإعلام وجمعية الصحفيين العمانيين ومختلف وسائل الإعلام التي تم توجيه الدعوات لها للمشاركة في أعمال المؤتمر؛ بما يصب في مصلحة العاملين في هذه المؤسسات الإعلامية وكليات وأقسام الإعلام -أساتذة وطلابا، في السلطنة وخارجها.

تعليق عبر الفيس بوك