انخفاض في معدل الوفيات النفاسية للعمانيات وتراجع وفيات المرور 47%

السلطنة تحقق إنجازات نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية المستدامة 2030

  • التقزم والهزال أكثر انتشارا من البدانة بين الأطفال

 

  • الصحة توفر جميع اللقاحات المطلوبة ومجموعة الأدوية الأساسية

 

 

الرؤية – نجلاء عبد العال

صدر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تقريرٌ حول ما أنجزته السلطنة في طريق تحقيق "أهداف التنمية المستدامة 2030" وتحديدا فيما يتعلق بالهدف الثالث الخاص بـ"ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار".

ومع كون بعض الأهداف التنموية العالمية للألفية تمثل عناوينها أهدافا معنوية إلا أنّ المسؤولين بالعالم اتفقوا على معايير محددة وتفصيلية لقياس تحقيق هذه الأهداف، وفيما يخص التمتع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية فقد شمل تقييم إنجاز هذا الهدف 13 غاية تقاس عن طريق 27 مؤشًرا، وفي التقرير الذي نشره المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وفرت وزارة الصحة 19 مؤشًرا بالإضافة إلى مؤشرين من الهدف الثاني المتعلق بالقضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المُحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة استنادا إلى معلومات من وزارة الزراعة والثروة السمكية.

وتظهر الأرقام التي أوردها التقرير تحقيق مؤشرات نجاح كبيرة تبدأ بخفض نسبة الوفيات النفاسية؛ حيث شهدت السلطنة انخفاضاً ملحوظاً في معدل الوفيات النفاسية للعمانيات من 26.4 في عام 2010، إلى 13.4 في عام 2016، وفي المقابل ارتفعت نسبة الولادات الحية التي يشرف عليها أطباء أو موظفون صحيون مهرة، وبلغت 99.5% في العام الماضي.

وفي بند خفض احتمالات تعرض المواليد والأطفال دون سن الخامسة فقد بلغ معدل وفاة الأطفال دون الخمس سنوات إلى 11.7 طفل لكل 1000 طفل خلال العام المنصرم، وتراجع احتمال وفاة المولود في الأسابيع الأربعة الأولى من ولادته إلى 9.3 مولود لكل 1000 مولود حي.

وفي مجال الوقاية من الأمراض المعدية يوضح التقرير أن معدل الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين العمانيين في السلطنة وصل إلى 5.6 شخصاً لكل مائة ألف شخص، وهو ما يعني وجود 135 مصاباً بالإيدز مسجل بين العمانيين، فيما أثمرت جهود وزارة الصحة انخفاضاً بمعدلات الإصابة بداء السل من 11 لكل مائة ألف شخص في عام 2010 إلى 8 أشخاص لكل مائة ألف شخص في عام 2016، كما انخفضت معدلات الإصابة بالملاريا في السلطنة بشكل ملحوظ من 43 حالة لكل 100 ألف شخص في عام 2010 لتصل إلى 18 لكل 100 ألف شخص في عام 2016، وتكاد السلطنة تسجل خلوًا تاماً من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (ب) حيث تدنى معدل الإصابة إلى 0.29 حالة لكل 100 ألف شخص في العام الماضي.

وفي جانب تقليل معدل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية سجلت أيضًا السلطنة تقدما ملحوظا؛ وأشار التقرير إلى أن وزارة الصحة نفذت في الربع الأول من العام الجاري المسح الوطني للأمراض غير المعدية للأسر والأفراد البالغين 15 سنة فأكثر بهدف إنشاء قاعدة بيانات وطنية لرصد الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المصاحبة لها، أما بيانات المعدلات المتوفرة فإن المعدل في السلطنة يخص من تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عامًا، وسجل هذا المعدل انخفاضا من 126 لكل 100 ألف مواطن في عام 2010 وحتى 97.3 لكل 100 ألف مواطن في عام 2015.

ومن المعدلات التي وضعتها الأمم المتحدة لقياس أهداف الألفية معدل الوفيات الناجمة عن الانتحار، ويؤكد التقرير أنَّ ظاهرة الانتحار تعد من الظواهر النادرة في السلطنة حيث لم تتجاوز النسبة 1.3 فرد لكل مليون شخص من العمانيين خلال عام 2015، وهو ما يؤشر إلى مدى استقرار الصحة النفسية للمجتمع العماني بشكل عام.

وعن معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابات جراء حوادث المرور على الطرق، فوفق التقرير تمكنت جهود شرطة عمان السلطانية بالتضافر مع الأجهزة الحكومية المختلفة من التقليل من حوادث الطرق، حيث شهدت السلطنة انخفاضا بنسبة 47% في معدل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور بين عامي 2010 و2016.

وفي ضمان حصول الجميع على خدمات رعاية الصحة الجنسية والإنجابية ويضم نسبة النساء في سن الإنجاب اللواتي يرغبن في تنظيم الإنجاب، أو إرجاء الطفل التالي ويستخدمن حالياً وسيلة حديثة لمنع الحمل، وقد بلغت نسبة هؤلاء 18.8% في عام 2014، وترتفع نسبة استخدام وسائل المباعدة التقليدية والحديثة معاً إلى 29.7%، وعلى الجانب الآخر بلغ معدل الولادات لدى المراهقات (بين 15 سنة إلى 19 سنة) في السلطنة 13.5 لكل 1000 امرأة مراهقة في عام 2016.

أما عن معدل الوفيات المتسبب فيها تلوث الهواء المحيط فقد سجل هذا المعدل انخفاضا بين العمانيين من 13.7 لكل 100 ألف شخص في عام 2010 إلى 9.4 لكل 100 ألف شخص في عام 2015، وفيما يخص عدد الوفيات الناجمة عن المياه غير المأمونة والصرف الصحي غير المأمون والافتقار إلى النظافة لكل 100 ألف من السكان، انخفض المعدل بين العمانيين من 0.29 في عام 2010 إلى 0.04 في عام 2015، وتشير البيانات الخاصة بالسلطنة إلى وجود تباين حول معدلات الوفيات المنسوبة للتسمم غير المتعمد، حيث إنه لم تسجل أي حالة في الأعوام: 2010 و 2012 و 2014 و 2015 أي أن المعدل كان صفًرا، بينما في عامي 2011 و 2013 بلغ المعدل 0.05 و0.09 لكل 100 ألف من المواطنين على التوالي

وتمكنت السلطنة من توفير جميع اللقاحات الواردة في البرنامج الوطني للمستهدفين، كما سجلت المنظومة الصحية العمانية نجاحا كبيرا فيما يخص صحة الطفل؛ حيث استطاعت السلطنة متمثلة في وزارة الصحة توفير اللقاحات بنسبة 100% على المستوى الوطني منذ عام 2010 وحتى الآن، كما تتوفر بجميع المؤسسات الصحية المجموعة الأساسية من الأدوية بسعر مناسب وبشكل مستدام.

وتضمنت غايات الألفية للتنمية المستدامة عالمياً وضع آلية لجميع أشكال سوء التغذية، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية أوضحت بيانات وزارة الصحة المنشورة في التقرير أن المعدلات الأكثر انتشارا بين الأطفال كانت انتشار التقزم (وهو عدد الأطفال دون الخامسة الذين تقل أطوالهم مقابل أعمارهم عن ناقص انحرافين معياريين عن متوسط طول الطفل قياساً بعمره) وبلغت نسبته في السلطنة 14.1%، وكذلك ظهرت زيادة نسبية في معدل انتشار الهزال كمؤشر لسوء التغذية حيث بلغت النسبة بين أطفال السلطنة دون الخمس سنوات 7.5 %، -وعرفت أهداف الألفية معدل الهزال بأنه عدد الأطفال دون الخامسة الذين تقل أوزانهم مقابل أطوالهم عن ناقص انحرافين معياريين عن متوسط وزن الطفل قياسا بطوله-، فيما كانت نسبة انتشار الشكل الآخر لسوء التغذية وهو زيادة الوزن للأطفال دون الخامسة 4.4%.

ووفق النشرة فإن سوء التغذية لا يرتبط بالضرورة بالوضع الاقتصادي للدولة أو للأسرة حيث تساهم ثقافة المجتمع والأم بشكل كبير في الحد من سوء التغذية الذي يصيب الأطفال، ونوهت النشرة إلى أن السلطنة متمثلة في وزارة الصحة نفذت في عام 2016 المسح الوطني للتغذية بهدف إنشاء قاعدة بيانات دقيقة تختص بالتغذية في الأسر خصوصا الأطفال أقل من 5 سنوات لمعرفة أهم أسباب سوء التغذية وعوامل الخطورة المسببة لها وتأثيرها مستقبلا.

أما آخر المقاييس المتضمنة في نشرة المركز الوطني للإحصاء فأظهر معدل جيد لكثافة الأخصائيين الصحيين وتوزيعهم حيث أولت وزارة الصحة في السلطنة اهتماما بالغًا بتطوير أداء الهيئات الصحية حيث بلغ عدد الأطباء البشريين 19.6 لكل عشرة آلاف من السكان، والممرضين 44.8، والصيادلة 5.5، و أطباء الأسنان 2.8 وذلك وفقا لبيانات عام 2016.

تعليق عبر الفيس بوك