التحدي العالمي لمنظمة الصحة يوصي بالحد من الأضرار الناجمة عن ممارسات الاستخدام غير الآمن للأدوية

 

  • تشكيل فريق عمل وطني للإشراف على تطبيق الخطة الاستراتيجية التي اتفق عليها بالتَّعاون مع المنظمة ‎
 
 

 

مسقط - الرؤية

أوصى التحدي الإقليمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن سلامة المرضى "تطبيب آمن دون أضرار" بالتزام كل وفد من الدول المشاركة برفع تقرير إلى الإدارة العليا حول مجريات الاجتماع وتوصياته، إضافة إلى أن تقوم الدول الأعضاء بمكتب شرق المتوسط والتي وقعت على وثيقة التحدي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية بالعمل على الحد من الأضرار الناجمة عن ممارسات الاستخدام غير الآمن للأدوية، وتشكيل فريق عمل وطني يقوم بالإشراف على تطبيق الخطة الاستراتيجية التي اتفقت عليها الدول الأعضاء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والقيام بدراسة وتحليل الوضع الحالي فيما يخص الأضرار الناجمة عن الاستخدام غير الآمن للأدوية، وبالتالي معرفة واقع هذا الجانب وتحديد نقاط القوة وجوانب التطوير، كما أوصى المشاركون بوضع خطة عمل وطنية تشمل المعوقات المتوقع مواجهتها والحلول المقترحة لتفاديها والتي تهدف إلى خفض الآثار الناجمة عن ذلك بنسبة 50% خلال السنوات الخمس القادمة، حيث يجب أن يشمل الإطار العام لهذه الخطة 4 محاور تتمثل في المريض وأفراد المجتمع وتشمل الإجراءات التي تخص هذا المجال أنشطة التوعية والتدريب ونشر ثقافة الاستخدام الأمن للأدوية بين المرضى وأفراد المجتمع، ويتمثل المحور الثاني في العاملين الصحيين وتشتمل الإجراءات الخاصة بهم على التدريب وتضمين مجال سلامة المرضى بشكل عام والاستخدام الآمن للأدوية بشكل خاص ضمن المناهج الدراسية لكليات الطب والعلوم الصحية وكذلك رفد المؤسسات الصحية بكوادر متخصصة في مجال سلامة المرضى ومأمونية التطبيب.

أما المحور الثالث فيتمثل في النظام والإجراءات المُتبعة فيما يخص الدواء وتشتمل الإجراءات التي تخص هذا المجال على تأسيس نظام سلامة المرضى إن لم يوجد بعد ووضع السياسات وأدلة العمل الخاصة بسلامة المرضى وتأسيس برنامج الصيدلية العملية ووضع أدلة العمل العلاجية والتحول إلى النظام الرقمي واستخدام نظام التبليغ عن الأحداث الضائرة ووضع نظام للتقييم والمتابعة حسب رؤية كل دولة واحتياجاتها.

وتضمن المحور الرابع الدواء والشركات المصنعة له من حيث الجودة وسلامة الاستخدام، وتشتمل الإجراءات على وضع أو مراجعة أو تحديث القوانين والأنظمة الخاصة بالأدوية المستخدمة في ذلك البلد واستخدام دليل وطني للأدوية (National Formula) يوفر المعلومات اللازمة حول تلك الأدوية حسب رؤية كل دولة واحتياجاتها.

وأشارت التوصيات إلى وجوب أن تشمل هذه الخطة 3 أولويات على أن تحدد كل دولة ترتيبها حسب احتياجاتها وتتمثل في تأكيد الاستخدام الآمن للأدوية خلال انتقال المريض في مراحل تقديم الخدمة الصحية (transition of care). على سبيل المثال أثناء انتقال المريض من قسم الطوارئ إلى أحد الأجنحة أو العناية المركزة أو غرفة العمليات

كما تشمل الخطة متابعة ومراقبة ومراجعة الأدوية التي يستخدمها المريض الواحد من أجل تقليص تعدد الأدوية لذلك المريض (polypharmacy) بقدر الإمكان وبالتالي تفادي الأضرار الناجمة عنها.

وأخيرا تشمل تحديد التخصصات / الأماكن ذات الخطورة العالية (high risk areas) والتي من المتوقع أن يتعرض المريض فيها للأضرار وبالتالي وضع الخطوات المناسبة لتفادي تلك الأضرار.

وبدورها تقوم منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم القيادي والفني لجعل التحدي الثالث لسلامة المرضى من الأولويات في الخمس سنوات القادمة.

   جلسات مُثمرة

وفي هذا السياق قال الدكتور طلال الفضالة رئيس برامج السلامة إدارة الجودة والاعتماد بوزارة الصحة الكويتية جلسات العمل كانت مثمرة وتضمنت آخر المستجدات والدراسات العالمية في مجال سلامة المرضى والمشاركة في النقاشات مع خبراء في هذا المجال، كذلك الاستفادة من تجارب دول الإقليم في مختلف النشاطات والإنجازات المتعلقة في سلامة المرضى.

وأضاف: أهم المحاور التي يجب أن يركز عليها التَّحدي التشجيع على عمل الدراسات والبحوث عن المُمارسات غير المأمونة والأخطاء المرتكبة بالنسبة للأدوية والمساعدة في تذليل الصعوبات والتحديات في هذا المجال لدول الإقليم لتطوير هذه المبادرات والتركيز على عملية صرف الأدوية ومُتابعتها في القطاع الخاص.

وأشار الدكتور منذر لطيف من منظمة الصحة العالمية (اليونسيف) إلى أن أهم الفوائد تمثلت في التأكيد على أهمية سلامة المرضى على المستوى العالمي وتبادل الخبرات على مستوى الدول وتوقيع لائحة الالتزام للدول المشاركة لدعم سلامة التطبيب.

فيما قالت الصيدلانية سارة بنت محب الله البلوشية مديرة دائرة الرعاية الصيدلانية بالمديرية العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة: تم الاطلاع على خبرات الدول في مجال السلامة الدوائية وقد ركزت المحاور على سلامة المرضى وكيفية الحد من الأخطاء في مجالات معينة مثل حالات الخطورة العالية والمرضى المعرضين للتفاعلات الدوائية وتحسين العلاقة بين مقدمي الرعاية والمرضى.

وأوضح الدكتور فائز عبد الشهيد كاظم معاون مدير عام الدائرة الفنية بوزارة الصحة العراقية أنّ هذا التحدي عالمي لجميع الشعوب من أجل الوصول إلى سلامة المريض وتقليل أضرار التطبيب وعمل خارطة عمل في بلدان EMR والاستفادة من خبراء منظمة الصحة العالمية في موضوع سلامة المرضى.

بينما أشار الصيدلي عبد الجليل يوسف إسحاق رئيس قسم التنسيق والمتابعة بالمديرية العامة للصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة أن التحدي هو ملتقى في غاية الأهمية يعنى بطرح آخر المستجدات وتبادل المعلومات المتعلقة بسلامة المرضى ومنع الأضرار التي تسببها الأدوية أو التقليل من حدتها، كذلك تجنب الأخطاء الطبية في سلسلة التعامل مع المرضى في جميع مراحلها سواء كانت عند التشخيص أو الفحص أو عند صرف الدواء للمريض. ويهدف التحدي العالمي الثالث للمنظمة إلى الحد من الأضرار الناجمة عن الممارسات غير المأمونة والأخطاء في مجال التطبيب، وهو يركز على تحسين مأمونية التطبيب عن طريق تعزيز النظم اللازمة للحد من ارتكاب تلك الأخطاء في المجال المذكور والأضرار الناجمة عنها التي يمكن تجنبها، وذلك بتقليل مستوى الضرر الجسيم الذي يمكن تجنبه والناجم عن عمليات التطبيب في العالم بنسبة 50% خلال السنوات الخمس المُقبلة.

ونظرًا لأهمية هذا الحدث وانعقاده على أرض السلطنة فقد أولت وزارة الصحة مُمثلة في المديرية العامة لمركز ضمان الجودة والمديريات العامة الأخرى للوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس الاهتمام بالتحضير المبكر والإعداد الجيد للحدث وتوفير الدعم الكافي للمشاركين، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تنضوي تحتها لجان فرعية مساعدة تختص بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة وذلك لتهيئة عوامل النجاح للحدث والخروج بتوصيات تخدم مجال سلامة المرضى.

 

تعليق عبر الفيس بوك