السلطنة تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة

...
...
...
...

مسقط - الرؤية

احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وقد أقامت الوزارة حفلاً دينياً بهذه المناسبة وذلك تحت رعاية  سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية  على مسرح كلية العلوم الشرعية بالخوير.

في البداية ألقى الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي خبير الوعظ والإرشاد والمكلف بالمدير العام للوعظ والإرشاد كلمة الوزارة حيث قال فيها:  إن عظم الأحداث الإنسانية يقاس بمآلاتها ونتائجها ويحسب بمعطياتها الإيجابية وثمراتها ولرب حدث يحسبه البعض ابتداء أمرا عابرا إلا أنه يكون سبيلا لتغيير موازين القوى حيث ينقلب بأتباعه إلى القوة والعز المبين ويصيرهم إلى مرحلة من النصر والتمكين.
ولا تزال أحاسيس أمة الإسلام ومشاعرها تتعلق برابطة إيمانية وثيقة بكل حدث يرتبط بشخصية أعظم رجال التاريخ والإنسانية وأفضل صناع الحضارة، محمد بن عبدالله رسول رب العالمين الذي خرج بهذه الأمة إلى رحاب الإيمان وإلى أنوار الرحمة وضياء الحياة " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ". إن حدث الهجرة النبوية الشريفة يثبت حكمة الله الكبرى حيث يدبر الكون بمشيئته ويصرف الوجود بإرادته إذ تجسد في أحداثها أن الأسرار الإلهية كفيلة بأن يتفاعل الحجر والشجر والبشر لتنفذ كلمة الله في الأرض بأن محمدا رسول الله ومصطفاه وأن كلمته بوحدانية الله سيتصاغر أمامها طوعا أو كرها كل جبار عنيد وأن معالم دعوته السمحة ستتضاءل في وجهها كل ألوان العنف والكراهية وأن رحمته العظمى ستضع حدودا لكل أشكال التفرقة والعنصرية البغيضة وأن هدايته الربانية سيظل وهجها ينير دروب القاصدين وأن معجزته الظاهرة ستهدي العقولَ الحائرة إلى الخير والفلاح وأن هجرته المباركة منقلب لعزة الإسلام وطليعة لظهور متانة الدين ولا مفر حينئذ إلا إجابة داعي الله إلى سعادة الدنيا والآخرة .

أضاف: في زمن استنفذ فيه أعداء الله طاقتهم في تدبير المكائد واستجمعوا أحقادهم لترتيب الدسائس واستنفروا خبثهم ومكرهم للبرهنة على ضغينتهم وعدائهم وليعبروا عن غيظهم الدفين بأبشع الصور وأحقر الأساليب في الانتقام المشؤوم ممن جعل الله مبعثه نعمة على كل موجود يقول تعالى:" وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" لتصبح نتائجها البائسة درسا قاسيا يتجرعه كل من اتبع طريقتهم في المكر والمراوغة لإثبات الباطل بطلاء حق مزيف ولزهلقة الشر في اثواب خير مجحف حيث اختتم مسلسل تدبير الخائنين بإحقاق الحق من رب العالمين وبالنصر المؤزر لسيد الأنبياء والمرسلين ولنتأمل قول الله سبحانه:" إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" فأي عظمة لمن انتصر الله لشخصه ورسالته وأي عناية ورعاية أكبر من أن ينزل الله عليه سكينته بمعانيها ويؤيده بجنود لا يعلمهم غيره تعالى. ألا ما أحوج كل المسلمين اليوم لأسرار هذا النصر وأسبابه وهم يتجرعون المحن والشدائد ويذوقون صنوف تقلبات الدهر في أنفسهم ودمائهم وفي أعراضهم وأموالهم وبلادهم لكي يستلهموا مواطن الفلاح والصلاح ويحسنوا توظيف معاني العبودية الصادقة تحت عتبات الربوبية لمن بيده ملكوت السموات والأرض وهو على كل شيء قدير. لقد قدم محمد صلى الله عليه وسلم قلبا سليما لله وحده ملأه بالإيمان الصادق وعمره باليقين الخالص وحلاه بالثبات الدائم وزكاه بالنفس المطئنة بوعد الله كما قدم جسدا على البلاء صابرا جمله بحسن الطاعة لله وزينه بالتضحية المستمرة في سبيل الخير والمعروف وكمله بفضائل القيم ومحاسن الأخلاق ورقاه بمعالي الخصال والشمائل لتسري دعوته بالحكمة الموعظة الحسنة موغلة برفق في النفوس " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" وفي خاتمة هذه الكلمات تغتنم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ظلال هذه المناسبة الجليلة من ذكريات النبي الأمين لترفع أسمى تهنئة وأعطرها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- داعين المولى جلت قدرته أن يديم عليه عمرا مديدا موفورا بالصحة والعافية وأن يعيد عليه هذه المناسبة بكل يمن و خير و نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة على الشعب العماني المسلم وعلى الأمة الإسلامية وهي في مقام العزة والمنعة ودوام النعمة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كما تم إلقاء قصائد وأناشيد وعروض مرئية  تعبر عن معنى هذه المناسبة  منها فيديو كليب بالإضافة إلى  تقديم عدد من الفقرات الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك