مناورات أمريكية لاستعراض القوة في شبه الجزيرة الكورية.. وبيونج يانج: العقوبات تشجعنا

 

 

عواصم - الوكالات

ذَكَرتْ وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أمس، نقلا عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إنَّ فرض الولايات المتحدة وحلفائها المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية سيدفعها للعمل بسرعة أكبر من أجل استكمال خططها النووية. وقال المتحدث، أمس، إنَّ العقوبات الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة تمثل "أكثر عمل عدواني غير أخلاقي. والأسبوع الماضي وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار أمريكي بفرض عقوبات جديدة أكثر صرامة على بيونج يانج، تضمنت حظرا على وارداتها من الغزل والنسيج، وتقييد صادراتها من النفط الخام والوقود".

ونظَّم الجيشُ الأمريكيُّ تدريبات على القصف الجوي مع كوريا الجنوبية في شبه الجزيرة الكورية، كما بدأت روسيا والصين تدريبات بحرية قبل اجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي من المرجح أن يهيمن عليها التهديد النووي الذي تمثله كوريا الشمالية.

وتأتي التدريبات العسكرية بعد أن أطلقت بيونج يانج صاروخا باليستيا آخر متوسط المدى فوق اليابان يوم الجمعة الماضي، كما أجرت سادس وأقوى تجاربها النووية في الثالث من سبتمبر، متحدية بذلك عقوبات الأمم المتحدة وضغوطا دولية أخرى.

وقالتْ وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إنَّ قاذفتين أمريكيتين من طراز بي-1 بي، وأربع مقاتلات من طراز إف-35، انطلقت من جزيرة جوام واليابان، وانضمت إلى أربع مقاتلات كورية جنوبية من طراز إف-15كيه، في أحدث تدريبات. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج-مو لجلسة برلمانية، أمس: إنَّ التدريبات المشتركة تجري "ما بين مرتين وثلاث مرات شهريا هذه الأيام".

وفي بكين، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إنَّ الصين وروسيا بدأتا مناورات بحرية قبالة ميناء فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا في مكان ليس بعيدا عن حدود روسيا مع كوريا الشمالية. وتجري هذه المناورات بين خليج بطرس الأكبر قرب فلاديفوستوك والجزء الجنوبي من بحر أوخوتسك شمالي اليابان.

وتُمثِّل هذه المناورات الجزء الثاني من التدريبات البحرية الصينية الروسية هذا العام، وجرى الجزء الأول في بحر البلطيق في يوليو. ولم تربط "شينخوا" هذه المناورات بشكل مباشر بالتوترات الحالية بشأن كوريا الشمالية.

ودعت الصين وروسيا مرارا إلى التوصل لحل سلمي وإجراء محادثات لحل هذه المسألة. إلا أنَّ سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قالت، أمس الأول، إنَّ خيارات مجلس الأمن الدولي لاحتواء البرنامج النووي لكوريا الشمالية نفدت، وإن واشنطن قد تضطر لنقل القضية إلى وزارة الدفاع (البنتاجون).

وردًّا على ذلك، قال لو كانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: إنَّ أكثر الأمور إلحاحا الآن بالنسبة لجميع الأطراف تعزيز قرارات الأمم المتحدة الأخيرة بشأن كوريا الشمالية بدلا من "تعمد تعقيد القضية".

وقال إنَّ التهديدات العسكرية من مختلف الأطراف لم تعزز التوصل لحل للقضية. وتابع في إفادة صحفية يومية "هذا ليس مفيدا فيما يتعلق بالتوصل لقرار نهائي بخصوص القضية النووية لشبه الجزيرة".

وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم السماح لكوريا الشمالية بتهديد الولايات المتحدة بصاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي.

وردًّا على سؤال عن تحذير ترامب الشهر الماضي من أن أي تهديد من قبل كوريا الشمالية سيواجه "بالنار والغضب"، قالت هيلي: "لم يكن تهديدا أجوف". وطالبت واشنطن أيضا الصين ببذل المزيد من الجهد لكبح جماح جارتها وحليفتها في حين حثت بكين واشنطن على الإحجام عن توجيه تحذيرات لكوريا الشمالية.

أمَّا شينزو آبي رئيس وزراء اليابان، فكتب في مقال في صحيفة نيويورك تايمز، أمس الأول، إنَّه يجب على المجتمع الدولي أن يبقى متحدا، ويفرض تطبيق العقوبات عل كوريا الشمالية بعد تكرار إطلاقها صواريخ باليستية. وكتب أن مثل هذه التجارب التي تجريها تخرق قرارات مجلس الأمن، وتوضح أن بيونج يانج يمكنها الآن استهداف الولايات المتحدة أو أوروبا. وأضاف بأنَّ الدبلوماسية والحوار لن ينجحا مع كوريا الشمالية، وأن ممارسة المجتمع الدولي بأسره ضغوطا متضافرة أمر أساسي للتصدي للتهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية.

 

تعليق عبر الفيس بوك