لندن - رويترز
قالَ الوزيرُ التركيُّ لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، للصحفيين، أمس، إنَّ قرار ألمانيا تعليق كل صادرات الأسلحة الرئيسية لتركيا يُضعف معركة أنقرة ضد الإرهاب، ويضع أوروبا في موقف هش. وكان جليك يتحدث في لندن بعد أن قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إن برلين علقت كل صادرات الأسلحة الرئيسية لتركيا بسبب تدهور أوضاع حقوق الإنسان هناك، وتزايد التوتر بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي.
وقال جليك: "على وزير الخارجية الألماني أن يصيغ تصريحاته بحذر. هذه الأسلحة تستخدم في قتال حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية". وأضاف قائلا: "القرار سيضعف قتال تركيا ضد الإرهاب وإضعاف قتال تركيا يعني تعريض مستقبل أوروبا للخطر. على ألمانيا أن تخرج القضايا الأمنية من المناقشات السياسية".
وفي الوقت نفسه، رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، فرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لتركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.. قائلة إنَّ قيودا فرضت بالفعل على مثل هذه المبيعات لكن تركيا لا تزال حليفا مهما في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاءت تصريحات ميركل بعد يوم من قول وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، إنَّ برلين علقت معظم صادرات الأسلحة لتركيا بسبب تدهور أوضاع حقوق الإنسان هناك، وتفاقم التوتر في العلاقات بين البلدين. وقالت ميركل لمحطة "إن.دي.آر" التليفزيونية إنَّ ألمانيا ستتخذ قراراتها في طلبات استيراد الأسلحة من تركيا كل على حدة. وأضافت بأنها لا ترى داعيا لإصدار تحذير من سفر الألمان لتركيا لكنها قالت إن برلين ستبقي كل خياراتها مفتوحة.
وبالتزامن، وقعت تركيا اتفاقا مع روسيا لشراء أنظمة دفاع صاروخي من روسيا من طراز إس-400، في أول صفقة كبرى لأنقرة لشراء أسلحة من موسكو، حسبما نقلت الصحف التركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان. ويعد الاتفاق لشراء بطاريات الصواريخ أرض جو أكبر اتفاق لأنقرة لشراء أسلحة من دولة خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال أردوغان في تعليقات نشرت في صحيفة "حريت" التركية وصحف أخرى "تم التوقيع لشراء إس-400 من روسيا. تم دفع مقدم الشراء". وقال أردوغان للصحفيين "(الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) وأنا مصران على ذلك". وسيثير شراء أنظمة صاروخية من دول خارج حلف شمال الأطلسي قلق الغرب بشأن توافقها مع معدات الحلف.
وأعربت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن قلقها إزاء الاتفاق، قائلة إنها "فكرة جيدة عادة" أن يشتري الدول الأعضاء في الناتو أسلحة يمكن للدول الأخرى في الحلف تشغيلها. وقال أردوغان إن تركيا حرة في شراء أسلحة وفقا لاحتياجاتها الدفاعية. وقال أردوغان: "نتخذ الإجراءات بشأن استقلالنا بأنفسنا. يجب علينا اتخاذ إجراءات للأمن للدفاع عن بلادنا".
وأكدت موسكو أيضا الاتفاق، حيث قال فلاديمير كوزين مستشار بوتين للتعاون التقني والعسكري "تم توقيع الاتفاق ويتم إعداده للتطبيق". وأضاف بأنَّ نظام إس-400 من أكثر الأنظمة تطورا. ونقلت وكالة تاس للأنباء الحكومية عن كوزين قوله: "يمكنني فقط أن أضمن تماشي جميع القرارات المتخذة وفقا لهذا الاتفاق مع مصالحنا الإستراتيجية". وأضاف: "لهذا السبب نفهم رد فعل عدد من الدول الغربية التي تحاول الضغط على تركيا".