"الناتو": سلوك كوريا "الطائش" يتطلب ردا عالميا.. وميركل: نموذج المحادثات الإيرانية الأفضل

برلين - لندن - رويترز

قالَ الأمينُ العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أمس، إنَّ سلوك كوريا الشمالية "الطائش" يُمثِّل تهديدا عالميا، ويتطلب ردًّا عالميا.  والحلف ليس طرفا مباشرا في الأزمة التي كانت آخر فصولها إجراء سادس وأقوى تجربة نووية في كوريا الشمالية قبل أسبوع، لكنه دعا بيونج يانج مرارا إلى التخلي عن برامجها النووية والباليستية.

وقال ستولتنبرج -في مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)- "إنَّ سلوك كوريا الشمالية الطائش تهديد عالمي، ويتطلب ردا عالميا، ويشمل هذا حلف شمال الأطلسي بالطبع".

وردًّا على سؤال عمَّا إذا كان تعرض جزيرة جوام الأمريكية في المحيط الهادي لهجوم، سيؤدي لتفعيل المادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي، قال ستولتنبرج: "لن أتكهن بشأن ما إذا كانت المادة الخامسة ستطبق في مثل هذا الموقف". وتنصُّ هذه المادة على أنَّ أي هجوم على دولة عضو بالحلف يعدُّ هجوما على كل الدول الأعضاء. وأضاف ستولتنبرج: "نركز الآن تماما على السبل التي يمكن من خلالها المساهمة في حل سلمي للصراع. ليس ثمَّة حل سهل لمثل هذا الموقف الصعب، لكن علينا في الوقت نفسه مواصلة العمل في سبيل حل سياسي والاستمرار في الضغط أيضا بالعقوبات الاقتصادية".

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون لبي.بي.سي، إنه يشعر بالقلق الشديد. وقال: "نفعل الآن ما يمكننا فعله لإيجاد حل دبلوماسي، وما ينبغي فعله هو تفادي تدهور الوضع إلى أيِّ شكل من أشكال الصراع العسكري بأية حال". وأضاف: "الدفاع عن الأراضي والقواعد الأمريكية والشعب الأمريكي مسؤولية الولايات المتحدة تماما، لكن هذا الأمر يتعلق بنا أيضا؛ فلندن أقرب إلى كوريا الشمالية من لوس أنجلوس". وأشار إلى أنَّه لا يعتقد أن كوريا الشمالية تملك في الوقت الحالي صاروخا قادرا على قصف لندن، لكنه قال إن برنامجها الصاروخي يتسارع ومدى صواريخها يزيد.

وعلى جانب آخر، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنَّها ستكون مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ لكوريا الشمالية، واقترحت أنَّ تكون المحادثات النووية الإيرانية نموذجا. واستعدَّت كوريا الجنوبية لاختبار صاروخي آخر محتمل لكوريا الشمالية مع الاحتفال بالذكرى السنوي لتأسيسها، بعد أيام من تجربتها النووية السادسة والأكبر، والتي أحدثت هزة في الأسواق المالية العالمية، وزادت من التوترات في المنطقة.

وقالت ميركل -في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج، منشورة أمس- "إذا كانت مشاركتنا في المحادثات مرغوبة، فسأقول نعم في الحال". وأشارت إلى المفاوضات التي أدت لاتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى العالمية في العام 2015. حينذاك، شاركت ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في محادثات أدت لموافقة إيران على كبح نشاطها النووي مقابل رفع معظم العقوبات. وقالت ميركل إنَّ تلك كانت "دبلوماسية استغرقت وقتا طويلا، لكنها كانت مهمة". وكانت لها "نهاية طيبة" في نهاية المطاف العام الماضي، في إشارة إلى وقت تنفيذ الاتفاقية. وأضافت: "من الممكن تصور استخدام صيغة كهذه لإنهاء الصراع في كوريا الشمالية. ويتعيَّن على أوروبا وعلى ألمانيا على وجه الخصوص أن تلعب دورا نشطا للغاية في ذلك".

ومن المتوقع أن تفوز ميركل بفترة ولاية رابعة في انتخابات تجرى يوم 24 سبتمبر؛ حيث تعطي استطلاعات الرأي المحافظين بقيادتها تفوقا يزيد على عشرة بالمئة عن منافسيهم الديمقراطيين الاشتراكيين.

ويُنظر إلى ميركل على نطاق واسع في ألمانيا على أنها خيار آمن في وقت تسود فيه الاضطرابات في العالم؛ مثل: أزمة كوريا الشمالية، وخروج بريطانيا الوشيك من الاتحاد الأوروبي، ورئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وتحدَّثتْ ميركل مع زعماء -من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي- بخصوص كوريا الشمالية في الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة -دون أن تذكر مصادرها- إنَّ ميركل ستتحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم.

تعليق عبر الفيس بوك