بيروت - رويترز
قالت وسائل إعلام مؤيدة لدمشق والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية تقدمت ضد تنظيم الدولة الإسلامية أمس لتصل إلى جنود كان التنظيم يحاصرهم منذ سنوات في جيب تسيطر عليه الحكومة بمدينة دير الزور في شرق البلاد.
وقال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله حليفة سوريا في الصراع ”الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء يفكون الحصار عن مدينة دير الزور الذي كان يفرضه تنظيم داعش منذ أكثر من 3 سنوات وذلك عقب التقاء قوات الجيش المتقدمة من ريف دير الزور الجنوبي الغربي بالقوات المتواجدة في الفوج 137 غرب مدينة دير الزور“.
وأفاد التلفزيون الرسمي والمرصد السوري أيضًا بأن القوات السورية المتقدمة التقت بقوات الحكومة في دير الزور. وحقق الجيش وحلفاؤه تقدماً خاطفاً في الأيام الأخيرة وتوغل عبر خطوط الدولة الإسلامية ليصبح على بعد كيلومترات من دير الزور.
ويحاصر التنظيم الجيب الذي تسيطر عليه الحكومة في دير الزور منذ عام 2014. ويعيش نحو 93 ألف مدني في المنطقة التي توجد بها أيضا حامية عسكرية.
وتقع دير الزور جنوب شرقي مدينة الرقة المعقل السابق للتنظيم في سوريا والتي انتزعت قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة السيطرة على معظمها في هجوم منفصل. ويعتقد أن مقاتلي الدولة الإسلامية هربوا إلى مناطق حول دير الزور فيما يخسر التنظيم مناطق في الرقة. وتقع المدينتان في مناطق غنية بالنفط على نهر الفرات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الفرقاطة الروسية الأميرال إيسن أطلقت صواريخ كروز على أهداف للدولة الإسلامية قرب دير الزور بسوريا أمس لدعم هجوم للجيش السوري في المنطقة.
وأضافت الوزارة أن الضربة التي وجهت من البحر المتوسط دمرت مواقع قيادة واتصالات بالإضافة إلى مستودعات ذخيرة ومنشأة لإصلاح المركبات المدرعة ومجموعة كبيرة من المتشددين. وتابعت أن الضربة استهدفت مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وتقع محافظة دير الزور في شرق سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق وعاصمتها مدينة دير الزور، على الحدود مع العراق، ويمر بها نهر الفرات. وتمتد المحافظة على مساحة تزيد عن 33 ألف كيلومتر مربع، وتحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، بعد محافظة حمص. ويقدر عدد سكانها بنحو مليون مئتي ألف نسمة وذلك حسب تقديرات عام 2010.
ومعظم سكانها من العرب، ويوجد فيها أيضا أكراد وأرمن، ويربطها بباقي المدن والمحافظات شبكة من الخطوط الحديدية بالإضافة إلى مطار دولي.
واشتهر أهل دير الزور في الماضي بالزراعة والتجارة، لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية.
ومناخ المحافظة قاري صحراوي، ويتصف بشدة جفاف الجو وقلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، والبرد في الشتاء، ويخفف نهر الفرات من أثر المناخ الصحراوي عليها.
وما تزال دير الزور تحافظ على أسواقها التقليدية القديمة ذات السقوف المقوسة والمغطاة بالحجارة، مثل: سوق الحبوب وسوق الهال وسوق التجار وسوق الحدادة وسوق النحاسين وسوق الصاغة، وغيرها. وتاريخيا خضعت المنطقة للحكم البابلي، ثم الآشوريين فالكلدانيين والفرس والمقدونيين، ثم الرومان، فالعرب.
وأصبحت المنطقة مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية، ثم احتلها الفرنسيون عام 1921 ولكن أهلها ثاروا مجددا لتتحرر المنطقة من الاستعمار الفرنسي، كما شارك أهل دير الزور في الثورة على نظام بشار الأسد، وخرجت مظاهرات في المدينة يوم 15 أبريل 2011 ضد النظام. وتعرف دير الزور بحقولها النفطية الكبيرة مثل التنك والعمر والورد والتي سيبطر تنظيم الدولة على أغلبها بعد معارك ضد المعارضة السورية.